هل ترتبط خصوبة الحية بارحام النساء؟محاولة لتعرية أقنعة الثقافة المنتجة {

هل ترتبط خصوبة الحية بارحام النساء؟محاولة لتعرية أقنعة الثقافة المنتجة {


04-24-2004, 10:53 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1082800426&rn=1


Post: #1
Title: هل ترتبط خصوبة الحية بارحام النساء؟محاولة لتعرية أقنعة الثقافة المنتجة {
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-24-2004, 10:53 AM
Parent: #0

فوانيس


هل ترتبط خصوبة الحياة بأرحام النساء؟
محاولة لتعرية أقنعة الثقافة المنتجة { للعوانس}




تعج قواميس حياتنا اليومية بكثير من المفردات التي تحمل مضامين تعكس ثقافة مكرسة للنيل من إنسانية المرأة وبالتالي من إنسانية المجتمع ككل. فأي خلفية ثقافية ساهمت وتسهم في تعطيل المجتمع الإنساني المتحضر، الذي تقاس خصوبته بعطاء الإنسان لاستمرارية الحياة التي تحقق الكرامة لكل من الجنسين، امرأة كانت أم رجل. وانطلاقا من هذا الأفق يكون واجب تعرية هذه الثقافة ملقى على عاتقنا جميعا، تفتيت الذهنية المتحجرة التي تحصر خصوبة المرأة وعطائها في الحياة فقط بخصوبة أرحامهن.
الثقافة التي أنتجت { العنوسة} هي ذاتها التي أنتجت { ابعد البيضة من الحجر والانتاية من الضكر}، ذات الثقافة التي روجت لها وسائلنا التربوية والإعلامية والتي لخصت فائدتنا بالزواج فقط وكرست لهذا المفهوم منذ أن عادت أمل وعاد بدر من المدرسة، واضعي المناهج رسموا دور أمل بإتقان بان تساعد أمها وتلعب مع اخوتها الصغار بينما قام بدر بحل واجباته المدرسية وخرج للترفيه للعب كرة القدم.
ذات السياسة التي حرمت كثير من النساء من تلقى العلم ورمتهن على هامش الحياة يبحثن عن وسائل تسكت جوع أطفالهن، جلسن الساعات الطوال بلا ملل تعمل { مشاطة} ومع كل ضفيرة يغزلن الحلم بان تنال أمل مثل حظ بدر وأن لا تعيقها عراقيل الثقافة التي تعمل على ترويضها منذ الصغر ويتم إعدادها لتكون آلة تفريخ ويتم زواجها لاقرب صاحب جلابية بيضاء مكوية}، فأين الحب في هذا الشعور الدفين بالاضطهاد؟ على حد قول آسيا قادرى الجزائري في كتابها { عندما تتحدث النساء}.
ذات الثقافة التي تحرم كثير من النساء من ممارسة حقهن السياسي وانخراطهن في كل مؤسسات اتخاذ القرار. إنها سياسة تغييب العقل وتخديره الناتجة عن تغييب مؤسسات الثقافة الإنسانية. غياب المسرح الجاد، الفلم الذي ينغمس بدرامته في أوجاعنا والأغنية التي تصدح للوطن وسواعد بناته وبنيه والكتاب الذي يصهل كفرسه تركض دون أن تكبو.
ثقافة الزواج من بنات الحور بعد أن حرقت الإنقاذ حشا الآف الأمهات حين زجت بضىء عيونهن في حرب ضروس مهزوم فيها الوطن، زوجتهم دون إرادتهم بنات الحور وتزوج مروجى الحرب صغيرات السن مثنى وثلاث ورباع. وهى ذات الثقافة التي تحاصر المرأة المطلقة وتحط من قدرها الفكري والإنساني.
تحت ظروف القهر الاقتصادي، الاجتماعي والسياسي لم تتوانى المرأة من أن تشق لها طريقا في قلب الغابة ووحوشها، ينهلن من العلم والمعرفة ، يسعين دون ملل لتطوير مقدرا تهن الفكرية ويحلمن برجل يروى معهن عطش المعرفة ويخطو معهن الدرب كتف بكتف وخطوة بخطوة دون أن يقلل من مقدرتهن ويثبط من عزيمتهن. الزواج وسيلة للتوافق والانسجام والتصالح مع الذات ومن ثم ضمان استمرارية الحياة، وحين لا تتوفر هذه الشروط فليس هناك ضرورة لترضية شهوة المجتمع ولمجرد أن هناك وصفات اجتماعية جاهزة أنتجتها ثقافة قهر الذات مثل { بايرة} { وفاتها القطار}، ولأدرى أي قطار هو المعنى الآن، هل هو الترام أم قطار الأنفاق أم قطارات{ ألا يرو سيتي}. أم شريحة نساء المهجر اللآتى نفدن بجلدهن من ثقافة الدفن بالحياة التى مازالت تلاحقهن وتقضى على مضاجعهن، غير معنيات بذلك.

كيف نفتت ثقافة{ التفريخ}:

حين ترسخ فينا القناعة بالانتماء إلى فجر إنساني، حيينها فقط يمكننا أن نهزم هذه الثقافة، هذه القناعة تزداد رسوخا حين نستمع لصوت الفكر فينا، قد تكون الثقافة السائدة الآن هي ثقافة ترتكز على { بنية الوعي التناسلي} وكانت ضمن الملاحظات التي تركت خدوشا في الروح حين زيارتي للسودان العام الفائت، ارتفاع معدل الزواج العرفي، عدد الأطفال
{غير ا لشرعيين}، هواجس بعض من التقيتهن بالزواج، المدهش إنهن من الجيل الجديد الذي ساهمت سياسة الإنقاذ في تخريب بنية وعيه فالرجل الذي يدندن للوطن والنساء غائب عن خرائط أحلامهن وسيطرت صورة الجلاليب البيضاء المكوية وثقافة { حبيبي بسحروك لى} على حسب ما يسمى بأغاني البنات والتي هي في مجملها انعكاس واضح وصرخة دواية لما يفرزه المجتمع من مفاهيم تنال من حق الإنسان في الحياة الكريمة فى وطن يحترم إنسانيتهم.
هذه الخدوش التي غارت بعيدا في لحم الحلم رطبتها بعض المهمومات حتى من الجيل الجديد، نساء يافعات منخرطات في العديد من مؤسسات المجتمع المدني، ويؤكدن على الدوام أن خصوبة الحياة لا ترتبط فقط بأرحامهن لتفريخ عدد مهول من أطفال ليس هناك خطط مؤسساتية لتربيتهم معافيين، فالحياة تكون أكثر خصوبة حين يعج طمي الانتماء للإنسان دون تمييز لنوعه.
مسئولية تفتيت هذه الثقافة يقع على عاتقنا جميعا، تعريتها وغربلتها بحيث لا ندخل في دائرة الدجل من تكون البيضة ومن يكون الحجر. هناك دور كبير يقع على ممارسي/ت السلطة الرابعة، أي الصحفيين والصحفيات اللاتي لابد من أن يحملن معاول لهدم هذه المضامين وتعريتها ورفض كل أشكال سجون الثقافة الذكورية والتي ومع الأسف تبنتها بوعي أو دون وعى بعض النساء وصرن ينادين بتعدد الزوجات وتكريس لمفاهيم { البورة}، فهل{ تبور} المرأة لمجرد إنها لم تلتقي من يقاسمها خبز أحلامها، أم هي محاولة لبورة الفكر وانحطاطه وصرف أنظار النساء عن أهم قضايانا، فعدم الزواج يكون وسيلة لغمرنا في قضايا تناسلنا وصرفنا عن قضايا وطنية كبرى وهى ماينبغى أن تشغل فكرنا، قضايا الخبز والحرية، قضايا الحرب والسلام، فأين المرأة في مفاوضات السلام، هل انحصر دورها فقط في أن تسمعنا ذغروده أم أن دورنا الآن أن نركض وراء قطار الزواج وان لا نمشى الهوينى في تجاه قطار السلام.
هنا يأتي دور الصحافة، هنا ينبغي أن تنبري الصحفيات اللاتي يملكن أدوات معرفية لتفكيك بنية ثقافة لا تعمل إلا لانهزامنا المستمر في عالم يسحق فيه الضعيف.
خلاصة ثمانية أعوام في التحصيل الأكاديمي في مجال الإعلام بدء من { البكالوريوس، الدبلوم العالي في الإعلام وماجستير في علوم الاتصال} رسخت في القناعة بان الصحافة عمل انتماء، انتماء للوطن وانسانه، انتماء لذاتي وللنساء النظريات التي ينبغي حفظها عن ظهر قلب هي التي تمهد الطريق الوعرليبنى الإنسان مجده.
.
هذا المجد يمكن فقط وصوله حين نعترف فعليا بكينونة المرأة لذاتها، امرأة تبحث عن رفيق أيامها وفقا لأهزوجة الوطن المعافى، وطن لاتهجسه لقمة العيش ولا ينهكه العطش والنيل يشقه دون أن يروينا. الصحافة التي لا تنحاز لهذه الهموم وتنصرف للنيل من النساء دون تحليل علمي لازدياد عدد الغير متزوجات، لعزوف بعضهن عن الزواج، حيرة الشاب السوداني الممزق بين نزف الحرب وهجرة الروح، ظاهر جديرة بالنقاش وإيجاد حلول ناجعة لأزماتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فلا يمكن مناقشة هذه القضايا خارج المنظومة السياسة، خارج صورة أمل وبدر.
مناقشة هذه القضايا تبدأ من هناك، من معسكرات النازحين في جبرونه ومعسكر مانديلا، حيث تنوء جراحات كلتوشه التي تحن لجبال النوبه، لبت تامه المشردة الآن على أبو%