عثمان محمد الحسن ، فاروق شوشة و الفيتورى فى مملوكك لكنى ســـلطان العشاق

عثمان محمد الحسن ، فاروق شوشة و الفيتورى فى مملوكك لكنى ســـلطان العشاق


04-19-2004, 12:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1082373215&rn=1


Post: #1
Title: عثمان محمد الحسن ، فاروق شوشة و الفيتورى فى مملوكك لكنى ســـلطان العشاق
Author: Omar
Date: 04-19-2004, 12:13 PM
Parent: #0

يگتبها: عثمان محمد الحسن

عرفت الفيتوري لسنوات طويلة وتزاملنا لسنوات خلال عملي بوزارة الاعلام وكانت لقاءاتنا ممتعة ومثمرة وقد سمعت منه الكثير عن الشعراء والادباء والصحفيين في مصر، ونوادرهم خلال عمله معهم، كان واسطة العقد بيننا الاستاذ قيلي احمد عمر الذي عاش وعمل في مصر، امتدت صلتي بالاثنين حتى بعد قيام المجالس المتخصصة التابعة للوزارة والتي اعتمدت على فكر وتجارب الرجلين، ولن انسى مجلة «الخرطوم» التي كان يحررها قيلي وصحف ومطبوعات الوزارة الاخرى، كان الوضع حول وزارة الاعلام ومنتدياتها تماماً كالوضع في القاهرة التي تربطنا بها خلفية هذين الاديبين.

فقد كان بالوزارة من العاملين والمتعاونين معها، رئاسة وتلفزيوناً ومذياعاً، شعراء وكتاب مشهورون، وحتى لا انسى اسهامات احدهم، لن ادخل في ذكر الاسماء، وكذلك الادباء في القاهرة الذين عاصرهم الفيتوري، اذكر جانباً واحداً هو ندوة العقاد التي كان يتردد علىها من السودانيين عدد على رأسهم معاوية محمد نور ومحجوب باشري، كنت ارغب منذ سنوات ان اكتب عن الصديق الفيتوري، الذي قال عنه البروفيسور عبد الله الطيب انه اشعر من نزار قباني، وما زلت، إلا ان ما حفزني الآن على معالجة جانب منه، ما كتبه الاديب المصري فاروق شوشة بعنوان :«معزوفة لدرويش متجول».

تحدث عن ديوانه الاول «اغاني افريقيا» الذي صدر عام 1955م متعرضاً لصلته في الاقطار الثلاثة : السودان ومصر وليبيا، واصفاً اياه «بالشاعر السوداني المصري الليبي محمد الفيتوري» الجمر المشتعل في حركة الشعر الحديث، يقول شوشة ان دواوين الفيتوري مازالت تتابع حتى الآن، وشاعرنا محمد الفيتوري له مذاق خاص ولغة شعرية خاصة ونبضه الخاص، وايقاعه «القوي الآسر والحدة والتأثير» كما لن ينسى ان يحدد دواوينه التي غنى فيها لافريقيا «اغاني افريقيا ــ اذكريني يا افريقيا ــ عاشق من افريقيا».

اذا كانت هذه هي مرحلته الاولي، ففي مرحلته الثانية، كما يقول شوشة، انفتح على حركة الوطن العربي كله، من ذلك دواوينه «معزوفة لدرويش متجول ــ سقوط دبشليم ــ البطل والثورة والمشنقة ــ واقوال شاهد اثبات» اضافة الى مسرحيات، اما مرحلته الثالثة التي استمرت حتى الىوم في دواوينه «ابتسمي حتى تمر الخيل ــ شرق الشمس غرب القمر ــ يأتي العاشقون الىك ــ فرس الليل فرس النهار ــ اغصان الليل علىك»، كما لم ينس شوشة ايضاً تجربة الفيتوري الصوفية، ناقلاً ما قاله عنها :«التجربة الصوفية بالنسبة لي جزء من كياني، لقد عانيتها قبل ان اولد»، لقد كان والده احد كبار رجالاتها، وايضاً عاناها طفلاً وصبياً وقبل ان يعرف الشعر، ويقول انه عرف الشعر من خلال معرفته بها، انه الفيتوري كما يؤكد شوشة، الذي يعتبر الصوفية التفاتة اعمق الى الداخل، انه يرى في صوفية الشاعر وشاعرية الصوفي موقفاً انسانياً ايجابياً واعياً، وليس انجذاباً كانجذاب الدروايش، انها صوفية ثورية.

وقد اختتم فاروق شوشة مقالته المحبة بمقطوعات متنوعة قصيرة من اشعار الفيتوري :

(1)

شحبت روحي، صارت شفقاً

شعت غيماً وسناً

كالدرويش المتعلق في قدمي مولاه

انا اتمرغ في شجني

اتوهج في بدني

غيري اعمى مهما اصغي،

لن يبصرني

فانا جسد حجر

(2)

ابكي لنا

وادع لنا

فالعصر في داخلنا جدار

ان لم نهدمه

فلن يغسلنا النهار

(3)

دنيا لا يملكها من يملكها

اغني اهليها سادتها الفقراء

الخاسر من لم يأخذ منها

ما تعطيه على استيحاء

والغافل من ظن الاشياء

هي الاشياء

(4)

في حضرة من اهوى

عبثت بي الاشواق

حدقت بلا وجه

ورقصت بلا ساق

وزحمت براياتي

وطبولي الآفاق

عشقي يفنى عشقي

وفنائي استغراق

مملوك لكني

سلطان العشاق

Post: #2
Title: Re: عثمان محمد الحسن ، فاروق شوشة و الفيتورى فى مملوكك لكنى ســـلطان العشا
Author: Omar
Date: 04-19-2004, 04:44 PM

ياقوت العرش
محمّد الفيتوري

دنيا لا يملكها من يملكها
أغنى أهليها سادتها الفقراء
الخاسر من لم يأخذ منها
ما تعطيه على استيحاء
والغافل من ظنّ الأشياء
هي الأشياء!
تاج السلطان الغاشم تفاحه
تتأرجح أعلى سارية الساحة
تاج الصوفي يضيء
على سجادة قش
صدقني يا ياقوت العرش
أن الموتى ليسوا هم
هاتيك الموتى
والراحة ليست
هاتيك الراحة
***
عن أي بحار العالم تسألني يا محبوبي
عن حوت
قدماه من صخر
عيناه من ياقوت
عن سُحُبٍ من نيران
وجزائر من مرجان
عن ميت يحمل جثته
ويهرول حيث يموت
لا تعجب يا ياقوت
الأعظم من قدر الإنسان هو الإنسان
القاضي يغزل شاربه المغنية الحانة
وحكيم القرية مشنوق
والقردة تلهو في السوق
يا محبوبي ..
ذهب المُضْطَّر نحاس
قاضيكم مشدود في مقعده المسروق
يقضي ما بين الناس
ويجرّ عباءته كبراً في الجبانه
***
لن تبصرنا بمآقٍ غير مآقينا
لن تعرفنا
ما لم نجذبك فتعرفنا وتكاشفنا
أدنى ما فينا قد يعلونا
يا قوت
فكن الأدنى
تكن الأعلى فينا
***
وتجف مياه البحر
وتقطع هجرتها أسراب الطير
والغربال المثقوب على كتفيك
وحزنك في عينيك
جبال
ومقادير
وأجيال
يا محبوبي
لا تبكيني
يكفيك ويكفيني
فالحزن الأكبر ليس يقال.

Post: #3
Title: Re: عثمان محمد الحسن ، فاروق شوشة و الفيتورى فى مملوكك لكنى ســـلطان العشا
Author: Tumadir
Date: 04-19-2004, 06:47 PM
Parent: #2

Quote: تاج السلطان الغاشم تفاحه
تتأرجح أعلى سارية الساحة





كم يتعجب المرء حين يلقاه واقفا عند ابواب السلاطين..


هل تذكر البوست الذى نزله عمر على بهذا الصدد؟؟

والله الرجل لشاعر..يرثى له موقفه الاخير

Post: #4
Title: Re: عثمان محمد الحسن ، فاروق شوشة و الفيتورى فى مملوكك لكنى ســـلطان العشا
Author: Omar
Date: 04-20-2004, 06:11 AM
Parent: #3

تماضر

سعيد بوجودك ...
لم يسعدني الحظ بالإطلاع على بوست الأخ عمر على و بالتالي لا تعليق لدى بخصوص وقوفه على أبواب السلاطين..
يعجبني شعر الهجين كما يسميه صديقي هيرو ...

نسمح لهم أن يسلكوا طرقا لا تعجبنا.. و نظل نقرأ لهم
أعجبني تحديدك الدقيق للذي لا يعجبك في الرجل .. فقد ابتعدت بذكاء نفتقد إليه كثيرا هذه الأيام في البورد عن الحكم على الإنسان إلى التعبير عن عدم الاتفاق مع موقف محدد ...
تحياتي لك....