انتصرت الانتفاضة لتبقى .. ولن ننسى تحقيق شعاراتها.. ومحاكمة المجرمين

واهم من يحلم باننا بمرور الزمن سنيأس عن تحقيق شعار تحقيق مطالب انتفاضة مارس ابريل الباسلة ، وعلى هذا سنعتمد على جماهير شعبنا وقوى الانتفاضة التي تبقى على اخلاصها لشعاراتها ، وكان من ابرز شعارات الانتفاضة معاقبة الذين اجرموا في حق شعبنا من قادة وزبانية النظام المايوي المباد ، الغاء قانون الطوارئ فوراً ، وقف الحرب في الجنوب ، والشروع في تنفيذ اعلان اتفاقية كوكا دام وعقد المؤتمر الدستوري ، الغاء قوانين سبتمبر والرجوع لقوانين 1974م وما طرحته نقابة المحامين ، تنفيذ توصيات وقرارات المؤتمر الاقتصادي والبدء في تخفيف اعباء المعيشة عن الجماهير ، اسقاط كل اشكال الديكتاتورية المدنية والعسكرية وتصفية سدنة ورموز وسياسات مايو خاصة في الخدمة المدنية ، الغاء القوانين النقابية المايوية وصياغة قوانين بديلة على ضوء المشروع الذي قدمه التجمع النقابي ، تصفية الاساس الطفيلي والسماسرة وتجار السوق السوداء ، استمرار التحقيق في كافة المواقع وتقديم من تثبت ادانته للمحاكمة الفورية واخلاء سبيل سواهم ، عدم تسليح القبائل والمليشيات وأي فئة غير القوات النظامية ودعم قوات الشعب المسلحة والحرص على قوميتها ، انتهاج سياسة خارجية متوازنة تأخذ في الاعتبار الاول المصالح الحيوية للشعب السوداني ودوره في الوطن العربي والافريقي .
لقد شهدت الايام الاولى للانتفاضة توجهاً لا بأس به بالبدء في معالجة القضايا التي طرحتها الجماهير ، ولكن هذا التوجه ظل يخبو مع الايام قليلا قليلا حتى خمد تماما وبدأ التوجه العكسي .. قانون تقليدي رجعي للانتخابات ، وعمل متصل لاعادة ضباط جهاز الامن ، تلكؤ وتباطؤ احيانا وتآمر احيانا اخرى في معالجة قضية الحرب الاهلية في الجنوب ، انفتاح وترحيب واحتضان للجماعات والاحزاب التي كانت سند السفاح وعدته حتى قبل شهر واحد من القضاء عليه وعلى نظامه ... الى آخر سياسات الردة المعروفة والمكشوفة باعلان المايويين لحزبهم في وضح النهار !!! .
وبعد الانتفاضة تكونت عشرات لجان للتحقيق في مختلف القضايا ، وتمخضت هذه الجهود عن بعض القضايا التي التي رفعت ضد مدبري اتقلاب مايو ، ومدبري جريمة ترحيل الفلاشا ، والذين شاركوا في جرائم التعذيب .. وقضية او اثنين على الاكثر ! . اما عشرات اللجان فقد اخذت تموت واحدة بعد الاخرى ، واكد المدعي العام في ذلك الوقت ان خمسة فقط منها سلمت تقاريرها وهي اللجان المتعلقة بـ بالتحقيق في الطيران المدني واراضي العشرة واراضي الجامعة ( سوبا ) واسبيرات جهاز الامن واراضي وكلاء الترحيلات بالسوق الشعبي . فاين ذهبت بقية القضايا التي اثارتها قوى الانتفاضة ... ؟ اين قضايا التعذيب والقتل الجماعي بعد حركة 2 يوليو 1976م ؟ ، و التحقيق في تعذيب الشفيع احمد الشيخ ، ومطالب اسر شهداء 19 يوليو ؟ والكشف عن اماكن قبورهم وتسليم وصاياهم لاسرهم ، وغيرها من القضايا
انتفاضة ابريل ،التي سيبقى وجهها وضاءً في قلوب جماهير السودان ، لم يفجرها زيد أو عبيد ولم يشعل نارها هؤلاء أو اولئك ، ومن هنا فانه مهما كانت الانحرافات ومهما فتحت الابواب للسدنة ليمارسوا نشاطاً معادياً للانتفاضة فان تلك الجماهير معجزة الانتفاضة وحاميتها لا بد ان تقف بالمرصاد دفاعاً عن حقها في الحرية والسيادة والتقدم . وستلقن طغاة الجبهة الاسلامية الجدد درساً بليغا في الوطنية والديمقراطية وحب الوطن لقد جاءت انتفاضة مارس ابريل بعد معاناة وأثر تراكمات متنوعة متعددة وبعد تضحيات ناصعة خالدة .. جاءت لتبقى وستبقى !!!
ولكن متى يتعظ الطغاة ويدرسون تاريخ شعبنا ومزاجه بعين مفتوحة !!