قصيده مليط للشاعر محمد سعيد العباسي.

قصيده مليط للشاعر محمد سعيد العباسي.


03-24-2004, 06:23 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1080105826&rn=0


Post: #1
Title: قصيده مليط للشاعر محمد سعيد العباسي.
Author: Mohamed Adam
Date: 03-24-2004, 06:23 AM

مليط.
جلس عمنا الشاعر محمد سعيد العباسي بجنوب خزان مدينه مليط منطقه السد العالي وهي تسمي حي سعيد ساتي الان.بعد رحله طوييييله ومضنيه طوت جحافله تلك المسافات الوعره متكبدا صعاب السفر,عبر طريق الاربعين من شمال البلاد الي غربه حيث وادي مليط المكتث باشجار النخيل والخضره وكثره المياه المتدفقه من خزانه الذي يحتضن تلك الطبيعه الساحره الهادئه, ويتمدد ويجري الخزان غرب وشرق طولا يضع يده اليسري علي الدبه العاليه حيث استراحه الضيوف( مصممه تصميم فريد من حيث الفن المعماري بمواصفات من مستر مور الانجليزي), ويلامس بيده اليمني الجناين والمشاتل التي تجود بفاكهه المانجو وشجر الجوافه والبرتقال ذا الصفار الذي يداعب شعاع الشمس بالقبلات.فهذا المنظر الخلاب اجبر الظعينه بان تنيخ رواحلها بهذا الوادي. ولكي يمتعون الارواح بذلك النسيم العليل الذي مزجته الورود بخمرها الفائح المسكر ويبددوا متاعب السفر المضنيه. عندما راؤا صدق الطبيعه. والتي استفذت ملكته الشعريه ثم تدفقت تلك الكلمات السحريه منه كمياه ذلك الوادي منهمره في ثوبها الشعري الاصيل. وقوبل بكل حفاوه من اهل تلك المنطقه واقيمت له (سيره عرس ) لامثيل لها في ذلك الزمان. وكل قيبله احضرت نحاسها وتزينت بزبنتها احتفالا بذلك الشاعر الفحل.والقصيده كانت هي من احدي القصائد التي تدرس علي طلبه المرحله المتوسطه علي مستوي السودان.ولنبدا بالقصيده وحلو القول من فم سيده:

مليــــط

حياك مليط صوب العارض الغادى

وجاد واديك ذا الجنات من واد

فكم جلوت لنا من منظر عجب

يشجى الخلىّ ويروى غلة الصادى

أنسيتنى برح آلامى وما أخذت

منّا المطايا بايحاف وايخاد

كثبانك العفر ما أبهى مناظرها

أنس لذى وحشة رزق لمرتاد

فباسق النخل ملء الطرف يلثم من

ذيل السحاب بلا كد واجهاد

كأنه ورمالاً حوله ارتفعت

اعلام جيش بناها فوق أطواد

وأعين الماء تجرى من جداولها

صوارما عرضوها غير أغماد

والورق تهتف والأظلال وارفة

والريح تدفع ميادا لمياد

لو استطعت لأهديت الخلود لها

لو كان شىء على الدنيا لإخلاد

أنت المطيرة فى ظل وفى شجر

فقدت أصوات رهبان وعباد

أعيذ حسنك بالرحمن مبدعه

يا غرة العين من عين وحساد

وضعت رحلى منها بالكرامة فى

دار ابن بجدتها "نصر بن شداد"

فاقتادت اللب منى قود ذى رسن

ورقاءُ أهدت لنا لحناً بترداد

هاتى الحديث رعاك الله مسعفة

وأسعدى ، فكلانا ذو هوى بادى

فحركت لهوى الأوطان أفئدةً

وأحرقت نضو أحشا وأكباد

هوىً إلى النيل يصبينى وساكنه

أجله اليوم عن حصر وتعداد

وحاجة ما يعنينى تطالبها

لولا زمانى ولو لا ضيق أصفادى

يا سعد سعد بنى وهب أرى ثمرا

فجد فديتك للعافى بعنقاد

وإن فى بعض ما قد عاف شاربكم

إعتاب ذى الفضل يحيى وابن عباد

ورقاء إنك قد أسمعتنى حسناً

هيا اسمعى فضل إنشائى وإنشادى

إنا نديمان فى شرع النوى فخذى

يا بنت ذى الطوق لحناً من بنى الضاد

فربما تجمع الآلأم إن نزلت

ضدين فى الشكل والأخلاق والعاد

لا تنكرينى فحالى كلها كرم

ولا يريبك إتهامى وإنجادى

وأنت يا عيد ليت الله أبدلنى

منك الغداة بعواد وأعواد

مالى وللعيد والدنيا وبهجتها

وقد مضى أمس أترابى وأندادى

أولئك الغر إخوانى ومن ذهبت

بهم مواسم أفراحى وأعيادى

مضوا فهل علموا أنى شقيت بمن

ألبسته ثوب إعزاز وإسعاد

لم يحزنى لا جزاه الله صالحة

براً ببر وإرفاداً بارفاد

لقيته أمس فى طمرين مقتحما

دواً بلا مركب فيه ولا زاد

فظللت أوسعه براً وتكرمه

حتى غدا وهو ذو وشى وأبراد

وحينما قلت إنى قد ملأت يدى

إذ غرنى صوت إبراق وإرعاد

تحول الحال عما كنت أسمع من

وعد المثوبة والزلفى لايعاد

أبحت منى حمى قد كان ممتنعاً

حمى البهاليل : آبائى وأجدادى

صيرته بعد ذاك الأمن مسبعة

تحمى مرشة أطيار وآساد

إن ترض بالحكم فالقرآن ذا حكم

وها أُولوا العلم والتاريخ أشهادى

هاد يضل وحيران يدل وما

طول البلية إلا حيرة الهادى

أغرقتها إن كنت اللبيب ولا

أراك تسلم من بحر وازباد

واصبر تذق مر ما ذاق الذين بغوا

من قبل والله للباغى بمرصاد

لا تخدعنك نعمى قد حبوك بها

ولا الزعانف من رهط وأجناد

فلست أيأس من عدل المليك بأن

يخنى عليهم كما أخنى على عاد

لثمت كفاً ولا أدرى الذى اشتملت

أصابع الصيد أم أشراك صياد!؟

وليت شعرى هل عرف السماحة ما

أشم أم عرف دارينا وبغداد!؟

مهامه غرنى لمع السراب بها

ومذهب لم أكن فيه بنقاد

أستودع الله سادات فقدتهم

حدى بهم حيث لا ألقاهم الحادى

تحية الله يا أيام ذى سلم

أيام لم نخش بأس القاهر العادى

أيام كنا وكان الشمل مجتمعا

وحينا حى طلاب وقصاد

فإن جرى ذكر أرباب السماحة

أو نادى الكرام فإنا بهجة النادى

لنا الكؤوس ونحن المنتشون بها

منا السقاة ومنا الصادح الشادى

واليوم أبدت لنا الدنيا عجائبها

بما نقاسية من حرب وأحقاد

وما رمى الدهر وادينا بداهية

مثل الأليمين : تفريق وإبعاد

لم نجن ذنباً ففيم الحيف مقترف

وما لنا اليوم فى سد وإيصاد

ما نحن ياجوج بل قوم ذوو أرب

فى الصالحات ولسنا قوم افساد

بنى أبى أنتم زيد على مائة

وما عدمتم أخا هدى وإرشاد

عزّ النصير وقلّ المستعان به

ومن يهبُ إذا يدعى لانجاد

سيروا كراما على اسم الله لا تهنوا

فدهركم دهر إصدار وإيراد

فما الفلاح وما سعى الشعوب له

لدى الحقيقة إلا سعى أفراد

إن يرسل الله من عليائه فرجا

ندرك ، وإلأ فكل رهن ميعادا