الطيب صالح •• أمريكا فوضى من الافكار والطموحات والاكاذيب

طغت السياسة على الابداع في ندوة خصصتها جامعة القاهرة اليوم الثلاثاء للروائي السوداني الطيب صالح الذي وصف الولايات المتحدة بأنها أصبحت قدرا يحوم حول حياتنا كلها فهي قادرة على فعل أشياء قد تدمر العالم• وقال صالح في الندوة التي حملت عنوان >رواية موسم الهجرة الى الشمال وقضايا المثقف العربي< ان جيله من الكتاب العرب تربوا على صورة ذهنية مختلفة لامريكا بلد الروائي البارز وليم فوكنر كما كانت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 رمزا للحرية والمساواة•
وأوضح أن أمريكا كانت تختلف انذاك عن الدول الاستعمارية مثل بريطانيا وفرنسا وايطاليا الا أنها الان دولة محيرة وليست شيئا واحدا >كلما قررت أن هذه هي أمريكا اكتشفت أمريكا أخرى<• وتابع في اللقاء الذي نظمه مركز دراسات وبحوث الدول النامية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية >انها (أمريكا) فوضى من الافكار والطموحات والاكاذيب<• وكان صالح الذي يدخل جامعة القاهرة لاول مرة يتحدث بينما هتافات الطلاب تطغى في مسيراتهم على صوته وهو يشير الى اغتيال اسرائيل فجر الاثنين للشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)•
وقال >كل ما قالته أمريكا عن قتل شيخ مقعد أنها أوصت الطرفين (الاسرائيلي والفلسطيني) بضبط النفس<• وقال جلال أمين أستاذ الاقتصاد بالجامعة الامريكية بالقاهرة ان الطيب صالح فضلا عن كونه >حكاء عظيما فهو مفكر كبير وهي صفة نادرة بين الادباء وهذا سر قابلية أعماله للتأويل واعادة اكتشاف وكأن رواية (موسم الهجرة الى الشمال) تتحدث هنا عن مشروع الشرق الاوسط الكبير<• وأضاف أن مصطفى سعيد بطل الرواية >كان يتصرف في لندن كأنه الزعيم المصري جمال عبد الناصر أو الزعيم الغاني كوامي نكروما<• وعلق صالح قائلا انه كتب الرواية في بداية ستينيات القرن العشرين حيث كانت >افريقيا تشتعل نارا ومصر تواجه العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الاسرائيلي كما كانت ثورة الجزائر والقضية الفلسطينية في أوجههما<•
ووصف جلال أمين احدى شخصيات الرواية وهي جين موريس بأنها تشبه أمريكا >فاجرة وعدوانية لدرجة انتحار كما تنتحر أمريكا في العراق الان< ولكنه شدد على رفضه ارهاق المؤلف بتقديم تفسير لعمله• وأوضح صالح أنه لم يفكر في أمريكا حين كتب الرواية منذ أربعين عاما مشيرا الى أن العمل الادبي بعد أن يخرج من يدي كاتبه يكتسب حياة مستقلة وربما يرى فيه القاريء أشياء لم يرها الكاتب >أحب مثل معظم الادباء أن لا أقدم تفسيرا عمالي<•
ودعا النقاد الى التخلي عن العدوانية في تناول الاعمال الابداعية التي تروقهم >اذا لم يعجبهم عمل ما فعليهم أن ينصرفوا عنه• وأنا أفضل النقد المحب الذي لا يعني المجاملة بقدر ما يضيء البصيرة<• وقال الروائي المصري بهاء طاهر ان رواية موسم الهجرة الى الشمال أصبحت مع (قنديل أم هاشم) ليحيى حقي و(عصفور من الشرق) لتوفيق الحكيم و(الأديب) لطه حسين من الاعمال الابداعية التي تتناول علاقة الشرق بالغرب• ووصف العنف الموجود بالرواية بأنه >مستساغ بسبب جمال أسلوب الطيب صالح الذي يوازي القبح الموجود في الواقع<•
ولد الطيب صالح عام 1929 ودرس العلوم بالخرطوم ثم عمل في الاذاعة البريطانية وشغل منصب ممثل منظمة امم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في دول الخليج ومقره قطر في الفترة (1948 ـ 1989) ورواية موسم الهجرة الى الشمال هي أشهر أعماله• وله أيضا عرس الزين ومريود ودومة ود حامد• وتحولت روايته عرس الزين الى فيلم سينمائي أنتجته الكويت في السبعينيات• وحظيت تجربة الطيب صالح ابداعية باهتمام النقاد والدراسين العرب ومن بين الكتب النقدية التي تناولت أعمال صالح (صانع اسطورة الطيب صالح) للباحث المصري أحمد شمس الدين الحجاجي وكتاب (الطيب صالح عبقري الرواية العربية) لمجموعة من الباحثين في بيروت عام 1976

نقلا عن وكالة رويترز للانباء

انا بعتبر كل كلمة تتكتب عن الطيب صالح
هي وسام في صدر كل سوداني
الرجل أستثنائي حقيقةً !!!!!!!!!!!!!!!