دعوة لقراءة دومة ود حامد كل صباح..

ومن يومها ونحن لا نحس للحكومة الجديدة وجوداً.. من يومها لم يزرنا أحد من القوم الكبار العمالقة الذين زارونا.. وحمدنا الله أنه كفانا مشقة مصافحتهم.. عادت حياتنا إلى سيرتها الأولى، لا مكنة ماء، ولا مشروع زراعة، ولا محطة باخرة. وبقيت لنا دومتنا تلقى ظلها على الشاطيء القبلي عصراً، ويمتد ظلها وقت الضحى فوق الحقول والبيوت حتى تصل إلى المقبرة. والنهر يجري تحتها كأنه أفعى مقدسة من أفاعي الأساطير. بيد أن بلدنا قد زاد نصباً رخامياً وسوراً حديدياً وقبة ذات أهلّة مذهبة.
ولما فرغ الرجل من كلامه، نظر إليّ وعلى وجهه ابتسامة غامضة ترفرف على جانبي فمه كضوء المصباح الخافت. فقلت له:
ومتى تقيمون طلمبة الماء والمشروع الزراعي ومحطة الباخرة؟
فأطرق برهة ثم أجابني:
حين ينام الناس فلا يرون الدومة في أحلامهم..
قلت له:
ومتى يكون هذا؟
فقال:
ذكرت لك ان ابني في البندر يدرس في مدرسة أنني لم ألحقه بها. ولكنه هرب. سعى إليها بنفسه. أنني أدعوا أن يبقى حيث هو فلا يعود. حين يتخرج ابن ابني من المدرسة ويكثر بيينا الفتيان الغرباء الروح، فلعلنا حينئذ نقيم مكنة الماء والمشروع الزراعي... لعل الباخرة حينئذ تقف عندنا... تحت دومة ود حامد..
فقلت له:
وهل تظن ان الدومة ستقطع يوماً؟
فنظر إليّ ملياً، وكأنه يريد أن ينقل إليّ خلال عينه المتعبتين الباهتتين ما لا تقوى على نقله الكلمات:
لن تكون ثمة ضرورة لقطع الدومة. ليس ثمة داعٍ لإزالة الضريح. الامر الذي فات على هؤلاء الناس جميعاً أن المكان يتسع لكل هذه الأشياء - يتسع للدومة والضريح ومكنة الماء ومحطة الباخرة.
وبد أن صمت برهة نظر إليّ نظرة لا أدري كيف اصفها ولكنها أثارت في نفسي شعوراً بالحزن - الحزن على أمر مبهم لم استطيع تحديده - ثم قال:
انت لا شك راحل عنا غداً . فإن وصلت إلى حيث تقصد، فاذكرنا بالخير ولا تقسُ في حكمك علينا.

ليس انا من نقّاد الأدب ولا أدعي.. ولكن علمتني أمي أطال الله عمرها - وانا احتفل بعيدها - ان آخذ الحكمة - ما استطعت ذلك - مما اقرأ واسمع وأرى..
لقصة دومة ود حامد عندي حكم كثيرة..
الأولى.. أن يدافع الفرد عن حقه بقوة..طالما أنه يؤمن بأنه حق..
والثانية.. سعة الصدر ورحابة النفس.. بإن الدنيا تسع الاشياء.. والمكان فسيح لكل العالم .. فقط قليل من التروي..
والثالثة.. ألا نقسُ على أحد .. ولا يوجد أمر صحيح مطلق ..
وللقصة حكم كثيرة..
دومة ود حامد بالرغم من بنيتها الصوفية وتراثها السوداني.. إلا أنها تحمل كثير من المضامين انسانية .. تعتبر مقاييس عالمية للانسانية..
يا اهل هذا المكان.. دعونا نعيد صياغة دواخنا!!!!
ونواصل..

دومة ود حامد؟

ههههههههههههه ..دومة طلعت راجل.........





معليش يا منى قاعد اجرب في سغالتي

سجيمان؟؟
أصلي ما بحرد..
قرادة بس..






ثاني الدومة..

منى عبد العزيز

ايوا ....خليكي كدا....وما تحردي اصلك... واشعلقي زي شعليقي دا

Quote: .. (حتى عودة عبد العاطي)

منى...سلامات
ما اكثرها الحكمة حولنا و لكننا نتعاطاها كما نقرأ جرائد الصباح
بالبلدى كدى حق اليوم باليوم و البايت بنديهو الكوشة


كان الله فى عون الشعب السودانى

يمنى قوتة.. شكراً لمرورك من هنا
ما في طريقة للكوشة يا يمنى..
لازم تراكم معرفي.. وتاريخي .. و... و...
الخواجات يعملوا لينا عقل تخزيني..
ما لأنهم بفهموا احسن منّنا..
لكن عشان ما في زمن .. وفي أيدهم المفك..
يلا نبدأ..








الحِكَم

{ الأمر الذي فات على هولاء الناس جميعآ ان المكان يتسع لكل هذه الأشياء }


{ دعونا نعيد صياغة دواحلنا }


رسالة ناصعة
وصلت.

ابو ساندرا شكراً لمرورك من هنا ..
ونبدأ طوالي..











الصياغة!!!!!!!!

يا منى
ازيك
ما قلنا خلي الشواقه دي
اشعلت في اعاده قراة الدومه وكل الدومات لود حامد وآخرين وهي رغبه في اعادة قراية الطيب صالح تاني، اصلي من زمان عارف كل ما اعيد قرايتو في شئ القاه مخلتفا عن الامس ياربي الكتاب القاعد عندي في بيتنا ده بيجي ياخدو الطيب صالح دون علمنا ويكتب فيهو حاجه جديده ويرجعه لمكانه ولا انا ما بعرف اقراه؟ اكيد ما بعرف والتانيه هو عميق جدا ولا يقبل القرايه السطحيه.
تحياتنا لامك وتهنئه خالصه لها بعيد الام وهي ترضعك كل العناوين القداسه.
ومازال المكان فسيحا ممكن نضع فيهو يوما لعيد الاب لنهني به استاذنا الطيب صالح

الحبيبة منى

الحكم كثيرة في هذه الحياة ولكن علينا أن نقف وونتأملها بعمق حتى نستطيع أن نغير ما بدواخلنا ويصير المكان متسع للجميع. كل عام وأمي طيبة بمناسبة عيد الأم، فلننهل منها ونتعلم من حكم هذه الحياة.

up

مشاعر...
تؤخذ الحكمة من افواه البسطاء..
هكذا قال مصطفي سعيد..في موسم الهجرة إلى الشمال
البسطاء.. العايشين في مناطق ذات طبيعة قاسية..
أسراب من النمتة كالشياطين..
وذباب البقر الضخم كحملان الخريف..
ورغماً عن ذلك حياتهم تملأها الحكمة..
حتى لو كانت في مخيلة الطيب صالح..
فهم بسطاء ونماذجهم موجودة بيننا

اصلو دى دومه ود حامد والله كبايه شاى

كباية شاي..

هل أقص عليك يا بني قصة ود حامد؟؟
ام انك تريد ان تنام؟؟ اهل البندر لا ينامون إلا في اخريات الليل..
ذلك أعلمه عنهم.. اما نحن فننام حين يسكن الطير، ويمتنع الذباب عن مشاكسة البقر، وتستقر أوراق الشجر على حال واحد، وتضم الدجاج اجنحتها على صفارها، وترقد الماعز على جنوبها تجتر ما جمعته في يومها من علف. نحن وحيوانتنا سواء بسواء.. نصحو حين تصحو وننام حين تنام، وانفسنا جميعاً تتصاعد بتدبير واحد..


اي احساس بالمسؤلية اكثر عظمة ؟؟!!
اي هيكل متناسق ونسيج متجانس اكثر تماسك؟؟!!
اي ايقاع للحياة اكثر متعة؟؟!!

يا اهل الحضر لنعمل سوياً لإعادة بناء حياة الريف.. الريف السوداني.. انها التنمية بمفهومنا..

منى
لك سلامي
والله لقد قرأت الدمة قبل عشرات السنين ، واذكر تماما حكمة الاتساع لكل الأشياء ، ولكن هل نعرف أن ذلك يمكن أن يكون على مستوى الوطن كله ، بل الإنسانية كلها ،، نعم العالم يتسع لنا جميعا ، والوطن يتسع لنا جميعا ، لكن من يقنع الديك ؟؟؟
لك الشكر على إشعال هذه الشمعة ..

خير من ان نجلس في الظلام..
شكراً ود القاسم لمرورك من هنا..
وسأذكر مقاطع تغيير الحكومات السودانية.. كما وردت في الدومة..
ذات المهازل التي تحدث الآن..
والدومة هي الدومة متجددة وصالحة لكل العهود..
عدونا نقرأتها كل صباح..

منى
لك سلامي
والله لقد قرأت الدومة قبل عشرات السنين ، واذكر تماما حكمة الاتساع لكل الأشياء ، ولكن هل نعرف أن ذلك يمكن أن يكون على مستوى الوطن كله ، بل الإنسانية كلها ،، نعم العالم يتسع لنا جميعا ، والوطن يتسع لنا جميعا ، لكن من يقنع الديك ؟؟؟
لك الشكر على إشعال هذه الشمعة ..

منى الرائعة...تحياتى


نصيحتا تخدرك...يااختى ده كلام جميل خلاص...وما تنسى يا منى


لاكتمال الوصفه ان تمرى على (موسم الهجرة للشمال)



وتشوفى الحته دى:




(فى فراشى الذى اعرفه فى الغرفه التى تشهد جدرانها على ترهات



حياتى فى طفولتها ومطلع شبابهاوارخيت اذنى للريح.ذلك لعمرى صوت



اعرفه،له فى بلدنا وشوشه مرحة.صوت الريح وهى تمر بالنخل غيره وهى


تمر بحقول القمح.سمعت هديل القمرى،ونظرت خلال النافذة الى النخلة


القائمة فى فناء دارنا،فعلمت ان الحياة لاتزال بخير،انظر الى جذعها


القوى المعتدل،والى عروقها الضاربة فى الارض،والى الجريد الاخضر


المتهدل فوق هامتها ،فاحس بالطمانئنة.احس اننى لست ريشة فى مهب


الريح)



والله يا منى كلما اقرأ لهذا العملاق احس باننى قاعد مع زول جميل من



اهلى بحبو وبونس فينى.



كتر خيرك.