الشعب السوداني اللذيذ - عثمان ميرغني

صحيفة الرأي العام
حديث المدينة

عثمان ميرغني

Email: [email protected]

الشعب السوداني اللذيذ

شعب السودان - اللذيذ - يملك اسرع وكالة انباء شعبية .. يتناقل الخبر وينشره بكفاءة عالية .. وبموسيقى تصويرية واخراج وألوان يكتسبها الخبر خلال رحلته من اذن الى اخرى .. لكن ليس في كل مرة تصدق اخبار وكالة الانباء الشعبية.. كما حدث في الاسبوع الماضي ..

اتصل بي صديق وفي صوته جزل سألني بحور الم تتصل بمعارفك واصدقائك خارج السودان . سألته ولماذا فرد بانتصار "موباتيل اعلنت اليوم أن كل المكالمات على الهاتف الموبايل مجانا ولجميع انحاء العالم" ..

ولما احس بالدهشة تصم فمي واصل بفرح "اسرع واتصل بكل من تعرفه خارج السودان" .. سألته ببراءة ولكن لماذا تفعل موباتل ذلك ؟؟ ماهي المناسبة ؟؟

بصراحة ..لم ارهق ذهني ولو لدقيقة واحدة بالأمر .. لكن صديقي راح يتجول بموبايله في انحاء العالم .. بلا موضوع يتصل بكل من يقع في ذاكرته من ارقام .. ويبدأ مكالمته بضحكة طويلة - بعد السلام السوداني الطويل الممل - ويشرح لصديقه في الطرف الآخر المنحة الكريمة التي تفضلت بها موباتل .. وتستمر المحادثة الي أن تصل مرحلة تبادل آخر النكات ..

يبدو ان صديقي لم يكن وحده .. فقد تفشي الخبر وعم القرى والحضر .. وراح الكثيرون في نوبة محادثات دولية .. سباق مع الزمن للاستفادة من (منحة) موباتل المجانية .. قبل ان تنتهي في منتصف الليل ..

المهم استمتع الشعب الذكي بالخبر الذكي الذي تنقالته وكالة الانباء الشعبية .. ونام الجميع على احلام الصلات الدولية التي غرقوا فيها في اليوم السابق ..

ولكن في اليوم التالي .. طارت السكرة وجاءت الفكرة .. بوغت الكثيرون وهم يرون ارصدتهم في شرائح الموبايل وقد ذابت كقطعة الايسكريم في هجير الشمس ..بل وتراكمت عليها مديونيات صلبة تستعصي على جيوبهم ابتلاعها ..

اتضح بكل بساطة ان موباتل بريئة من تهمة الكرم التي اشيعت عنها في ذلك اليوم.. ولو كان القانون الجنائي يسمح لفتحت موباتل بلاغا ضد الشعب السوداني بتهمة (احسان سمعة) على نقيض (اشانة سمعة) .. وكل ما في الأمر حقيقة أن هناك عطلاً فنياً اصاب أجهزة موباتل فلم تتمكن من حساب المكالمات في ذلك اليوم .. لكن الاجهزة استعادت وعيها في اليوم التالي وكانت - لحسن حظ موباتل وسوء حظ مشتركيها - قد دونت كل تلك المكالمات الدولية دون ان تتمكن من خصمها في نفس اليوم .. لكنها عادت وخصمتها على دائر المليم في اليوم التالي ..

اتضح للأبرياء من شعبي أنه لم تكن هناك منحة ولا يحزنون..لسببين بسيطين الاول انه ليس هناك مناسبة لهذه المنحة .. والثاني أن موباتل لا يمكن ان تكون كريمة لدرجة فتح يوم كامل من الاتصالات الدولية المجانية..

يبقى السؤال الطبيعي .. من اخترع هذه المنحة ونشرها بين الناس .. الاجابة لا تفضح مجرما أو جانيا .. اغلب الظن ان شخصا ذكيا لاحظ في ذلك اليوم ان رصيده لم يتأثر بالمكالمة دولية تصادف ان قام بها.. فجرب اخرى فوجد الامر كما هو ..ففكر في تفسير ورجح عقله قصة المنحة المجانية من موباتل .. وفي غمرة الفرح لم يتجرأ على سؤال عقله .. ولماذا تفعل ذلك موباتل؟؟

الله ينعل اليهود ديل هم السبب اطلقوا الاشاعه عشان الشعب السودانى يغرق في الديون مايقدر يشتري قنبله زريه عشان يحرر بها المسلمين ويحرر القدس الحزين ينادى والمسلميين