Post: #1
Title: لولا أنه استحلفني.. لأفصحت
Author: مريم بنت الحسين
Date: 03-02-2004, 07:04 AM
Parent: #0
الأصدقاء.. الصديقات.. الأساتذه... عندي قصّة جميلة جداً.. مثيرة جداً.. صاحبها، ممن أبدعوا.. ويبدعوا.. ولكنه دوماً ممكن يعمل من خلف الكواليس... استحلفني بالله ألا أفصح عن اسمه... وأمدني بهذه القصة... لأنشرها هنا... فاستمتعوا معي... إلى هنا تقف كلماتي.. وتبدأ رائعته.. "مدد"...
بنت الحسين
مدد
كنت اعلم ان الغضب الذي بعتمل داخلي لا يتسق مع الغرض الكريم الذي انا في طريقي اليه .. ومما يحزن النفس ان الامران تلازما بهذا الشكل ، وان النفس توزعت بينهما كل هذا التوزع .
خطاي تتجه صوب الدكان .. سعيد لكوني من يحضر الذبادي.. يكفي تخيل دائرة كبيرة من التسامح، قدح كبير من الذبادي .. يد ابي سعيد التي تمتد الى الصحن ، مع قوله (بسم الله) تتبعها الكنير من الايدي بقصد البركة، يحتج طفل بأن الحيز الذي يعطونه له غير كافي، يرفعوه ليجلس بجانب الشيخ، امه ترى في جلوسه الكثير، والده ينظر بخجل، يهمس لي (لسانه طويل .. خايفه يتفاصح قدام استاذ سعيد ، بخنقه لو عملها) .. يطربني ذلك .. غير ان رداء النفس يعلق به بعض الكدر، هذا اليوم ..
مجزوب إما انه لم يفهمني .. او لا قدر الله، لا يطيقني .. اجد نفسي صريح امام نفسي .. ادرت ظهري كثيرا لما يقول .. اعلم ان نفسه لا تنطوي على ضيم .. كلماته تمس الجلد مساسا شائكا .. وشئ آخر انه ينسى اسمي .. احسست بضغط العين، يعاودني، وبدأ لي ان هناك خط آخر وراء الافق، وحزنت.
حينما نظرت حولي وجدت انني اسير في غير الطريق الذي عهدته .. اما انني اضعت طريقى (وهذه كبيره) او ان الدكان في غير مكانه (وهذا خلط) ..
شغلني هذا الامر .. اردت ان اعرف هل اضعت الدكان الذي اعتدت ان اذهب اليه كل يوم .. قد اتأخر على موعد الافطار .. وقد يسال الشيخ عن الذبادي فيقول مجزوب ..
(هذه غيبة) .. اراني اجلد مجزوب بخواطري هذا اليوم .. وبالامس قد كان قولي (اراني اعصر خمرا) .. مررت بلحظة من القبض، اتعبتني .. ثمة ظل يمتد عبر الحائط .. تبعته .. لعله خليل اسماعيل يغني (هي النفس ما حملتها تتحول ..) بعض الفنانين يأتون بكلام الاضرحة، لا ادري كيف يفعلون ذلك .. اخطر من هذا الغناء سمعت (تجافي بلاد .. وتسقي بلاد .. ولو جيت بلادنا تلقى فيها .. الذبادي .. بس فضل ليه يقول كدا) ضحكت .. غيبتني نشوة لم اعلم مصدرها الاَ حينما وجدت نفسي وجها لوجه امام قبة ودمدني .. في يوم زرنا قبة ودمدني .. لا اذكر شئ غير كلمات احمد التي قالها لي في اليوم الثاني، قال (لاول مرة اشوفك بتخدم مجزوب بالهمة دي ..) يكفي انني لا اذكر ذهابي معهم الى هناك (مدد).
حملتني خواطر لطيفة ، طافت بي داخلي، ثم فيما حولي .. ثم وجدت طريقى الى الدكان .. العربي صاحب الدكان قال لي (قول للشيخ الليلة ناوي الجية عليكم) .. قلت ليه الليلة، خليها هسي .. قال (قلت كدا) ثم اغلق دكانه، وذهبنا الى بيت الشيخ ..
كنت اجلس على السجادة .. إبنه اخلاص همَت التي تشبهها الى حد (المدد) تهمس في اذني (حتقول لينا القصة بعدين) .. قلت ليها (اقول لي مدني كلها قصة .. عارفة .. انا ممكن احلَق عبر المحيط الباسفيكي هسي، لكن ما بعملها .. عارفة ليه ..) قالت لي (ليه) .. قلت ليها (كدا).
قالوا لي (مجزوب عايزك) .. ذهبت اليه .. صاح في وجهي (من قبيلك فاقدنك .. كنت بتكلم مع استاذ ابراهيم عنك .. قال لي محمد دا ولدي وانا بعرف فضله .. ليك وحشة يا ابو حميد).
في اليوم التالي همس احمد شيخ النور في اذني ( قررنا نعمل مواجه مع مجزوب فيما يخص معاملته معاك) .. سألته ( ليه ؟) .. قال (عشان لهجته امبارح كانت حادة شوية) سالته (ليه هو قال شنو ؟) .. قال (انت نسيت .. قال ليك بصورة كدا ما كريمة انك ..) اوفقته قبل ان يكمل . فقد سمعتها غير ذلك .. او ربما كنت انظر لحظتها باتجاه ودمدني (الكبير) فتحولت بفضل المدد الى (ليك وحشة يا ابو حميد) اجمل من هذا سمعت فنان يغني
(في الدرب السالكاه .. والقلب المالكاه) بس فضل ليه يقول مجزوب دا احلى زول.
|
Post: #2
Title: Re: لولا أنه استحلفني.. لأفصحت
Author: Abo Amna
Date: 03-02-2004, 09:01 AM
Parent: #1
مريم
صباح الخير بي توقيتنا المحلي
استمتعت جدا ..
لكن عايز اسالك سؤال .. كان زول حلفوهو وقام ما التزم بالحليفة .. اها الكفارة بتكون شنو ...
لانو هسي لو الواحد عايز ينتقد ايي حاجة ساكت ما يقدر لانو صاحبها ما موجود عشان الحوار يكون مكتمل ... طبعا انا ما ناقد ولا ايي حاجة لكن بس دي ملاحظة ساكت خدمة للنقاد ...
كل الود
|
Post: #3
Title: Re: لولا أنه استحلفني.. لأفصحت
Author: مريم بنت الحسين
Date: 03-02-2004, 10:06 AM
Parent: #1
يا صباح النور.. وبرضه بتوقيتنا المحلّي...
يا أبو آمنة.. انا زاتي والله استمتعت جداً.. ونقدي وصل لصاحب القصة عديل..
 .. ضحكتني بقصة الكفّارة.. وأنا زنبي شنو أكفّر عن النقّاد.. لكن والله عندك حق.. وانا كان رأيي (زي ما ملاحظ من عنوان البوست) إنه الزول ده يخليني أقول اسمه على الأقل.. هو طبعا ما مشترك في سودانيز أونلاين.. عشان كده لو في أي انتقاد.. انا بوصّل ليكم ردّه...
لك كل التحايا....وأحلى صباح
بنت الحسين
|
Post: #4
Title: Re: لولا أنه استحلفني.. لأفصحت
Author: مريم بنت الحسين
Date: 03-02-2004, 05:50 PM
Parent: #1
ذكرتني هذه القصة.. الزبادي... للأسف، نسيت أهم متطلبات الوجبة في ذلك البيت السحري.. القاص (رسلوهو) يجيب الزبادي... يوضع الزبادي في (كوره) كبيرة... يأكل منه الناس بعد الفراغ من الوجبة مباشرة.. لا يضاف إليه سكّر .. ولا (ملح) كما اعتدنا نحن الجوّالون المعتربون... يكون الزبدي في حالة تجانس جميل... تأكل منه الكل حتى ينتهي.. كنت كلما حاولت أن أقوم عن الكرسي .. لأني (شبعت)... لحقني أبي أستاذ سعيد بملعقة إلى فمي حتى لا أعترض إن قال باللسان... تشعر بمدد (حسياً) يدخل إلى غياهب القلب.. يغسلها ببروده لذيذه... ويطمئنك...
مدد يا رسول الله
|
Post: #5
Title: Re: لولا أنه استحلفني.. لأفصحت
Author: مريم بنت الحسين
Date: 03-03-2004, 12:43 PM
Parent: #1
|
|