لترسيم حدود واضحة للفضيلة والرذيلة في العمل الوطني .. عثمان ميرغنى

لترسيم حدود واضحة للفضيلة والرذيلة في العمل الوطني .. عثمان ميرغنى


02-29-2004, 08:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1078082025&rn=1


Post: #1
Title: لترسيم حدود واضحة للفضيلة والرذيلة في العمل الوطني .. عثمان ميرغنى
Author: smart_ana2001
Date: 02-29-2004, 08:13 PM
Parent: #0

الفضيلة والرذيلة ..!!
لا أعرف لماذا تغضب الحكومة من التجمع الديموقراطي بسبب قبوله انضمام الفصائل الحاملة للسلاح في دارفور اليه؟؟.. ولا أعرف أصلا موجبات الغضب أو الفرح من الدخول او الخروج في التجمع . أو أى حزب آخر.

لا أحد في التجمع أو غيره يعرف تماما ماهي مستحقات او فوائد الانضمام الى التجمع أو الخروج منه .. كيف يمنح الداخل أوراق اعتماده وكيف تسحب من الخارج بطاقة عضويته.. فالحركة الشعبية التي تجري اللمسات الأخيرة الآن على اتفاق السلام ستدخل في شراكة حقيقية في السلطة مع الحكومة.. ورئيس التجمع الديموقراطي مولانا محمد عثمان الميرغني وقع اتفاقا مع الحكومة باسم التجمع.. أحيانا تبدو الصورة كما لو ان الذين هم في داخل التجمع أقرب للحكومة من الذين خرجوا منه كحزب الأمة مثلا..

أحد أكبر عاهات الملعب السياسي السوداني انه لاشيء يعني شيئا.. لا تعُرف الحدود الفاصلة بين الخيانة والبطولة أو بين الفضيلة والرذيلة.. في أىة لحظة يمكن للخائن ان يصبح بطلا والعكس أيضا صحيح .. وتصبح المشكلة ليس في خيانة أحد أو شرفه وإنما في هدر المواقف في سيرة تحول الساسة من موقع الى آخر..

ألم يحن الوقت لترسيم حدود واضحة للفضيلة والرذيلة في العمل الوطني .. ألم يحن الوقت لابعاد البطاقة الحزبية من فرائض الوطنية؟؟

ليس في يوميات العمل السياسي توصيف للعيب الوطني .. والساسة تعودوا ان يفعلوا كل شيء من صفع الضمير الى قتل الآلاف من السودانيين الأبرياء ..بلا أية احساس بأن فاتورة وطنية ستبقى معلقة في حقهم ليوم الحساب الوطني . بالله كم قتل وتشرد وكم طفل فقد أبويه وأمراة فقدت زوجها في سلسلة معارك شرق السودان ثم غربه.. كم شابا فقد احد أطرافه وهو يعمل في مزرعته أو يقود حافلته في الطريق القومي الى بورتسودان .. هذه العاهات لن تمحى وسيظل كل مكلوم يحملها بقية حياته الى قبره .. لكن كم سياسي حمل ولو وخز الضمير معه .. مجرد ان ترتاح القسمة بينهم ترفع الآلام وتجف الشعارات ويرتاح كل سياسي في نصيبه الذي حصل عليه.

بصراحة .. رغم مواجعنا المزمنة لكن حان الوقت لابقاء ملفات الحساب مفتوحة .. لم يعد يكفينا ان يتعارك الساسة على رؤوسنا وأجسادنا ثم يتقاسموا (نبقة) السلطة ويتناسوا الماضي . حان الوقت لكي تسجل الحسنات والسيئات الوطنية ليحمل كل صحاب وزر أوزاره معه في سجلات التاريخ ويحاسب حسابا عسيرا يوم المواجهة الوطنية..

قتل طفل سوداني واحد يجب ان يظل لعنة في سجل أى سياسي يقترفه .. هتك شرف مواطن يجب ان يحرم مرتكبه من التمثيل السياسي . لا يمكن ان تكون كل هذه الموبقات مجرد "جنح" صغيرة تمحى يوم تأتلف الأحزاب وتتراضى على قسمة السلطة..

حان الوقت ليكون لشعب السودان حرمات .. الحلال فيها بين والحرام بين .. و(ليس) بينهما أمور مشتبهات .!!