رويترز: نساء جنوب السودان يفضلن سجون الشمال على الشوارع!

من اوفيرا مكدوم
الخرطوم - رويترز
للمرة الثانية خلال ثمانية اشهر تدخل سوما اليسا أضخم سجن للنساء في السودان بتهمة صنع النبيذ وتقول انه ليس لها مورد رزق اخر لاعالة ابنائها التسعة.
وصنع النبيذ محظور في السودان وفقا للقوانين المستمدة من احكام الشريعة الاسلامية الجاري تطبيقها منذ 1983 . وهي قضية مستمرة في محادثات السلام الرامية لانهاء الحرب الاهلية الشرسة الناشبة منذ 21 عاما في الجنوب والتي ادت الى مقتل مليونين اغلبهم سقط ضحية المجاعة والامراض.
واليسا ارملة عمرها 35 عاما وهي واحدة من بين ما يقدر بما بين ثلاثة واربعة ملايين سوداني نزحوا من ديارهم بسبب الحرب الاهلية.
ويأتي كثير من الجنوبيين الى الخرطوم بحثا عن ملاذ امن من المعارك الا انهم لا يجدون سبيلا للتعليم او للرعاية الصحية فيما يحدوهم امل واه في العثور على فرصة عمل في العاصمة المزدحمة.
يقول عرفة الشيخ موسى رئيس جمعية المنار وهي جمعية اهلية تعمل في سجن النساء بأم درمان بالخرطوم ان نحو 88 في المئة من النزيلات من الجنوب. وتظهر احصائيات السجن انه منذ عام 1992 وجريمة اكثر من 90 في المئة من السجينات هي صنع النبيذ.
وفي حين يحظر النبيذ في شمال السودان فان تناوله يعد من عادات الجنوب. ويقول موسى ان كثيرين من مصنعي النبيذ وشاربيه لا يعلمون أنهم ينتهكون القانون.
وحتى من يعرفون أن النبيذ محظور يغريهم الربح الوفير من بيعه بالاقدام على هذه المخاطرة. وتقول نزيلات أن هذا هو السبيل الوحيد لتدبير ما يكفي من المال لاعالة عائلاتهن بينما يتولين رعايتها داخل المنزل.
وتقدم جمعية المنار الطعام لما بين 250 و350 طفلا من ابناء النزيلات. وتمول السفارة البريطانية في الخرطوم انشطة المنار كما يقدم صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة /يونيسيف/ بعض الادوية الاساسية.
واعتادت المنار تقديم ثلاث وجبات يوميا وتوفير الرعاية الصحية الاساسية للاطفال والسجينات الحوامل او المرضعات بميزانية تصل الى 1500 دولار شهريا.
لكن نهى محمد جبريل مسؤولة التغذية التي تعمل مع المنار في مركز اطعام الاطفال في السجن مقابل ما يعادل 75 دولارا شهريا قالت الاموال تنفد ومن ثم يتعين علينا تقليص المساعدات الى وجبتين للاطفال فقط.
ويقول موسى ان المشكلة تتمثل في ان بعض النساء يسعين بأنفسهن لاعادة اعتقالهن قائلات انهن يجدن في السجن وجبات ورعاية طبية لهن ولاطفالهن بينما لا يجدن في شوراع الخرطوم شيئا.
وقال سعيد ضاحية مدير سجن ام درمان ان الحكومة تدفع فقط رواتب موظفي السجن ونفقات طعام النزيلات ولا تتحمل أي تكاليف أخرى تتعلق بالسجن.
واضاف نحصل رسوم دخول من الزائرين ونعتمد على الجمعيات الاهلية والمساعدات الخيرية لتدبير النفقات الاخرى... الا انها مازالت غير كافية.
ويوجد في السجن ما بين 800 و 1080 نزيلة مع ان طاقته الاستيعابية لا تزيد عن 500.
ويقول موسى انه يفرج يوميا عن نحو 40 نزيلة لكن تدخل السجن يوميا ايضا ما بين 40 و 50 نزيلة جديدة.
وقال مدير السجن ان سجن أم درمان أصبح مخصصا للنساء فقط عام 1992 عندما قفز فجأة عدد المحتجزات بتهمة صنع النبيذ مع نزوح المزيد من أهل الجنوب الى العاصمة.
ومضى قائلا ان أطباء متطوعين يزورون النزيلات اربع مرات اسبوعيا وان السجن يعتمد على المساعدات لتدبير الادوية للنزيلات. وتوجد ورشة يمكن أن تمارس فيها النزيلات بعض الحرف اليدوية وحياكة الملابس لبيعها في السوق.
وقال عبد الرحيم محمد حسين وزير الداخلية انه يأمل في ان يغادر نحو 60 في المئة من الجنوبيين النازحين الشمال وان يعودوا الى ديارهم عقب توقيع اتفاق سلام يجري التفاوض بشانه الان في كينيا.

Southern Sudanese mothers sit with their children in the children's feeding centre in Omdurman women's prison in Khartoum, in this recent file photo. Arafa Sheikh Musa, head of al-Manar (the beacon), a non-governmental group that works in Omdurman prison, says about 88 percent of inmates are from the south and prison statistics show that since 1992 more than 90 percent are guilty of wine making.
Wine making, while illegal in the Islamist north, is a tradition in the south of Africa's largest country and many of those involved do not realise they are breaking the law, Musa said

Quote: ويقول موسى ان المشكلة تتمثل في ان بعض النساء يسعين بأنفسهن لاعادة اعتقالهن قائلات انهن يجدن في السجن وجبات ورعاية طبية لهن ولاطفالهن بينما لا يجدن في شوراع الخرطوم شيئا.

شكرا يا أستاذ Rakoba
كنت في فترة أعمل بمستشفي الخرطوم التعليمي، وكانت الأستاذة تدرسنا ونحن نجلس في مكتبها (حوالي 15 منا أو أكثر)... قرع أحدهم الباب، تردد البعض لئلا يقطعوا الدرس... فتحنا الباب، وإذا بسيدة من جنوب البلاد، تلبس (الباري) وتحمل طفلا رضيعا في كتفها. واضح من ملامحها وملامح جسدها أن هدها التعب. رفعت يدها سلاما للأستاذة التي كانت تجلس في عمق الغرفة، قبالة الباب. خاطبتها قائلة: "ياجنايي، أكتب لي رقاد!". تأكدت الطبيبة بأن الموضوع عاجل، ويحتاج لمعالجة دقيقة.. هرعت إلي مدخل الغرفة، وحادثت السيدة.. إهتممت أنا كثيرا بأن ألتقط جانبا من حديثهما.. فسمعت الأولي تحاول الخروج من المأزق، وتشرح بأنها لايمكن أن تدخل أحدا إلي المستشفي دون أن يكون هناك مبرر مقبول لإدارة المستشفي بذلك. حاولت أن تقولها بلغة مبسطة تفهمها (وربما المأزق كان في أن تقبلها) السيدة الواقفة علي الباب برجاء مبالغ فيه لا أستطيع وصفه الآن.
الطامة الكبري لي كانت عندما سمعت الأخيرة تقول: "لكن يا جنايي (مخاطبة أستاذتنا)، جنا دا (مشيرة إلي رضيعها) ياكل من وين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟"
للحقيقة، الأذي الذي أصابني لم يكن لأني تفاجأت، لكن لفجاعة الأشياء عندما تعلن عن نفسها هكذا....
ثم عاصرت إحدي زميلاتي وهي تعمل طبيبة في سجن كبير بالعاصمة، وكانت كثيرا ماتحكي لي عن أن النساء يفضلن الدخول إلي السجن مرارا وتكرارا لأجل وجبة غذاء من أجل رضيع!

ياااااا لاتساع الخيارات !!

الأعزاء/ راكوبة وإيمان


شكراً لإشارتكم لموضوع حيوي مهم يشغل بالنا جميعاً.
هذا هي مشاكل السودان الحقيقية ولكن بكل أسف نجد الحكومة تتهرب من معالجة مثل هذا الأمور وتجتهد بأمور أنصرافية بحتة أقرب مثل لما أقول موضوع افتتاح سوق تجاريMall. فما هو المغزى من ذلك يا تري؟

في بوست الأخ ود قاسم للأخت سارة, ذكرت لها هذا الموضع الهام ولقد استفزني حديثها عن مواضيع الزواج التي قد تكون بمثابة رفاهية لمعظم نساء السودان اليوم الذين لا يجدون قوت يومهم.

Deng.

الأخ دينق
لك التحيات، وشكرا لراكوبة مرة أخري لإيراد هذا الموضوع الحيوي.
لابد لي أن أقول: وأنا أكتب ردي أعلاه، كنت أحمل مداخلتك من ذاك البوست -الذي كنت قد قرأته للتو- في مخيلتي. فشكرا لك للإشارة بقلمك إلي موطن الوجع بالتحديد، تماما كمن يضع دبوسا علي الورق، أو كطبيب يشير إلي موطن الداء بالتحديد في صورة أشعة معلقة علي الحائط.
!Thanks for getting to the heart of things
لك شكري
إيمان

الاعزاء راكوبه و المتداخلين

"وقال عبد الرحيم وزير الداخلية انه يأمل في ان يغادر نحو 60 في المئة منيم محمد حسين وزير الجنوبيين النازحين الشمال وان يعودوا الى ديارهم عقب توقيع اتفاق سلام يجري التفاوض بشانه الان في كينيا"

و شوفو الوزير المسؤول من المحنه( بكسر الميم) عايز يحلها كيف!! بيامل بارجاعهم الي الجنوب, و كمان 60 في المئه ,الرجل علمي و يستعمل الاحصاءت كمان.اما كان من الافضل له ان يسال لماذا ظل سوق العرقي رائجا في ظل "المشروع الحضاري"؟؟ ربما يجد الاجابه لو فعل, و الا سيظل الراجل يامل و يهمل( بكسر الميم).

تحياتي

عادل