الحكومة السودانية تتراجع عن اتفاق جدة الإطاري بسبب انضمام متمردي دارفور

الحكومة السودانية تتراجع عن اتفاق جدة الإطاري بسبب انضمام متمردي دارفور للتجمع الوطني المعارض
الخرطوم: اسماعيل ادم القاهرة: نادية عثمان
برزت بوادر تراجع من الحكومة السودانية عن اتفاق جدة بين نائب الرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض والتجمع السوداني المعارض محمد عثمان الميرغني حول الوفاق الوطني في البلاد.
وقالت مصادر مطلعة امس ان الحكومة «تفكر جدياً في قفل ملف اتفاق جدة الإطاري الموقع مع التجمع الوطني»، وذلك بسبب انضمام متمردي دارفور الى التجمع المعارض في اجتماعات في اسمرة الاسبوع قبل الماضي، بعد يومين من تشكيل التجمع 7 لجان للعمل على انفاذ الاتفاق.
وقالت مصادر مطلعة ان الحكومة أبلغت عبر مسؤول كبير محمد عثمان الميرغني أنها تفكر جدياً في إغلاق هذا الملف بعد قبول التجمع في اجتماعه الأخير بأسمرة متمردي دارفور الذين يحملون السلاح ضد الدولة في عضويته.
وقالت المصادر أن اتجاه الحكومة هذا لا ينسحب على الميرغني بوصفه رئيساً للحزب الاتحادي الديمقراطي ولا يغلق الباب أمام التواصل معه فالحكومة ترى أن القنوات المفتوحة معه عبر النائب الأول للرئيس ومن خلال اللجان المشتركة التي توالي الاتصال مع الاتحادي توفر أساساً مقبولاً لأي اتفاق معه. ولكن المحامي علي السيد الناطق باسم التجع الديمقراطي بالداخل قال لـ«الشرق الأوسط» ان هذا الاتجاه تروج له جهات لا ترغب في تنفيذ اتفاق جدة، واضاف «ولكن مسيرة الحل السلمي لقضايا البلاد عبر جلوس كل القوى السياسية في البلاد على طاولة واحدة ستستمر رغم العقبات».
وقال ان انضمام متمردي دارفور للتجمع لا يمكن ان يكون سببا للتراجع عن اتفاق جدة «لان اطرافاً من متمردي دارفور اصلا اعضاء في التجمع». واضاف ان التجمع في اجتماعه الاخير فى اسمرة شدد على ضرورة حل مشكلة دارفور سلميا بعد ان اكد انها سياسية في المقام الاول.
ولكن السيد قال انه لم تحدد حتى الان مواعيد للجلوس مع الحكومة للتفاوض حول كيفية انفاذ الاتفاق الذي جرى توقيعه في الاسبوع الاول من ديسمبر (كانون الاول) الماضي، واكد ان هذه اللجان مطلوب منها عمل كبير مثل اعداد الاوراق ووضع الاجندة التفاوضية لانفاذ الاتفاق قبل ان تنتقل الى مرحلة جدولة المواعيد.
وفي القاهرة عقدت لجنة الاتصالات السياسية والدبلوماسية للتجمع الوطني الديمقراطي السوداني المعارض اجتماعاً مع عدد من المسؤولين المصريين قبيل جولة خلال الايام المقبلة إلى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية والأفريقية.
وقال المتحدث الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي حاتم السر ان خطة تحرك اللجنة أقرها اجتماع أول من امس تركزت محاورها في تكثيف الاتصالات الخارجية في المرحلة المقبلة والاتصالات مع القوى السياسية السودانية لبحث متطلبات السلام وتكثيف الاتصالات مع الأطراف المعنية من الوسطاء وقادة التفاوض في نيفاشا. واضاف السر أن اللجنة ستعقد خلال اليومين المقبلين لقاء مع وفد من قيادات حزب الأمة في القاهرة تأكيداً على حرص الطرفين على مسألة التنسيق المتفق عليها بينهم.