وجيدة كأغنية متفردة بصوت مصطفى

وجيدة كأغنية متفردة بصوت مصطفى


02-25-2004, 03:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1077717791&rn=0


Post: #1
Title: وجيدة كأغنية متفردة بصوت مصطفى
Author: الليندي
Date: 02-25-2004, 03:03 PM



هذه محاولة مني لتحليل أغنية وجيدة سبق أن نشرت في جريدة البيان وجريدة الخرطوم وفي هذا الوطن الصغير قبل عامين رأيت أن انشرها مرة أخرى مع اتاحة الاستماع لكل الاعضاء.

وجيدة لوحة تشكيلية لقريب الله محمد عبد الواحد

الشعر الرمزي هو المماثل للرسم التشكيلي ، حيث تصبح الكلمة و الريشة في الاثنين معاً أداتاً للتصوير وصياغة اللوحة المتعددة القراءات والجمل المستبطنة مساحتاً لانفتاح الذاكرة والوعي والخيال ، عندها يكون من الضروري أن نخلق لباطن هذا الحس الجمالي ، مفتاحاً تحليلياً يناسب قدرتنا في الوعي وفي الخيال ، ولأن النص الغنائي المراد تحليله حمال لعدة أوجه فمنّا من يري إن وجيدة هي الحبيبة ومنّا من يري إنها الوطن ، لذا كان لابد أن يتم تفكيك النص دون فرض أي نظرة ذاتية ، مع ألقاء الضوء للبعد الدرامي في الأداء للأستاذ / مصطفى سيد أحمد
النص :
بعيد عني
خطاك ما لامست وجه الطريق
ومشيتي
لافوق غيمة لاظني
يبدو واضحاً أن العلاقة بين الشاعر مضامين وصفه هي التحسس واللمس الشفيف الذي لم يزيله البعد أو يضعف ملامح الرؤية لديه ، فقد صارت المسافة عنده قوة معينة لهذه الشفافية لذلك فهو يدرك تماماً أنها برغم بعدها المكاني والزماني عنه تخطو على واقع الحياة بإصرار الحركة وعدم التوقف ، فهى لم تلامس وجه الطريق ولا حلقت في تخيل غيبي في الغيمة أو في ظن الشاعر ، ونجد أن البعد الدرامي للأستاذ مصطفى يظهر في ترديده لكلمة ( مشيتي ) حتى يحس المتلقى بالآسى في صوته وعدم الرضا من حركة وجيدة.
كأنك من وراء صفحة زجاج مبلول
وراك الريح
وقدامك مدى السكة ونداء المجهول
أنادي أليك وجيدة
لا اتلفتي لا لوحتي بأيديك
تأخذ هنا الملامسة وسطوة الأحساس الذاتي للشاعر صورة تشكيلية بالغة المضاميين والتعدد ، فوجيدة قد صارت طشاشاً جميلاً للرؤية الحسية بفعل الزجاج والبلل ، لكنها واضحة الخطوة والحركة ، وكأن الريح التى خلفها فعل غيبي يزيدها قوة دفع اخري خارج سلطة الزمان ، فعمقت يذلك صعوبة مناداتها وكثفت البون الشاسع للخطاب والتلاقي الفكري بينها وبين الشاعر فتحت لها طاقة المجهول وسدت منافذ الزاد التى يريدها لها الشاعر ، فلا افلحت معها محاولة النداء المستميته ولا صدرت منها التفاته أو تلويح كوداع أخير وهى تسرع تجاه نداء المجهول ويتجلى الفعل الدرامي للمغني في مقطع ( أنادي أليك ... أنادي أليك ... أنادي أليك .. وجيدة .. وجيدة .. وجيدة لا أتلفتي لا لوحتي بأيديك ) حتى يتسرب للمتلقى توسله ورجاؤه بتكراره للنداء الذي لم يجدي بعد هذا كله في إصغاء وجيده وللشاعر..
وأنادي إليك
يجاوبني المدى الفاتح مدارج الهم
بتبقى وجيدة طعنة سيف
موسدة في شق السما المرسوم وسادة دم
وتبقى ايدينا في ايديك
وفي شعرك
وفي المنديل
يتضح الفعل الدرامي في هذا المقطع أكثر حزناً وألماً ويعمق ذلك الفعل المغني بتكراره (( أنادي عليك )) بحرقة حتى يصبح الأسف والحسرة أحساساً سائداً .. فلا تكرار النداء أفلح في التفات وجيدة لتغير مسار خطاها ولا أفلح في انتزاع أمنية الوداع الأخير . فينفتح الهم .. والجرح الغائر لمدى الموت وينكسر الاحتمال ليصبح الخيال هو حل الازمة الممكن (( ايدينا في ايديك .. وفي شعرك .. وفي المنديل )) يقول الفيلسوف المحدث فرديرك نيتشه (( في معظم الأزمات يصبح الخيال أكثر قدرة وأمضي من الوعي على مداواة الألم والحزن ))


مع خالص الود والتحايا

Post: #2
Title: Re: وجيدة كأغنية متفردة بصوت مصطفى
Author: mutwakil toum
Date: 02-25-2004, 05:44 PM
Parent: #1

up

Post: #3
Title: Re: وجيدة كأغنية متفردة بصوت مصطفى
Author: الليندي
Date: 02-26-2004, 11:58 PM
Parent: #2

شكراً صديقي متوكل ولكن كما أنو وجيدة لاقت حظها من التمحيص

Post: #4
Title: Re: وجيدة كأغنية متفردة بصوت مصطفى
Author: Ashraf Mahmoud
Date: 02-27-2004, 00:45 AM
Parent: #1

الاخ الليندى
وجيدة هذا النص المتعمق فى الابداع..بعد وجيدة الذى يفرز مناداتها عاليا مرة ومرة ومرة دون ان تلفت ...ياسرك مصطفى وهو يهتف وجيدة يا وجيدة ينقل اليك الاحساس مباشرة فتنادى معه دون ان تدرى وجيدة يا وجيدة ...صورة اخرى تبين عظمة هذا الانسان الذى غادرنا فجاءة وتركنا نحلل هذه الاغنية ونسهر ليلا مع تلك .....نفتقدك جدا يا مصطفى ..
والتحية كذلك الى صاحب هذه اللوحة الرائعة الشاعرقريب الله محمد عبد الواحد.....
وسلمت

Post: #5
Title: Re: وجيدة كأغنية متفردة بصوت مصطفى
Author: Ashraf Mahmoud
Date: 02-27-2004, 00:45 AM
Parent: #1

الاخ الليندى
وجيدة هذا النص المتعمق فى الابداع..بعد وجيدة الذى يفرز مناداتها عاليا مرة ومرة ومرة دون ان تلفت ...ياسرك مصطفى وهو يهتف وجيدة يا وجيدة ينقل اليك الاحساس مباشرة فتنادى معه دون ان تدرى وجيدة يا وجيدة ...صورة اخرى تبين عظمة هذا الانسان الذى غادرنا فجاءة وتركنا نحلل هذه الاغنية ونسهر ليلا مع تلك .....نفتقدك جدا يا مصطفى ..
والتحية كذلك الى صاحب هذه اللوحة الرائعة الشاعرقريب الله محمد عبد الواحد.....
وسلمت

Post: #6
Title: Re: وجيدة كأغنية متفردة بصوت مصطفى
Author: الليندي
Date: 02-27-2004, 00:57 AM
Parent: #5

عارف يا اشرف أنا مسكون بوجيدة لحدي ما بتخيل أني الكتبتهاوكل ما سمعها برسما تخيل يمكن اكون رسمت لي اكتر من الف رسمه وشرطتها لكن تانى لمن ابداء اسمع برضو برسماممكن ترسم معايا