عثرت على هذا المقال فى موقع العرب اونلاين ورأيت أن تشاركونى يا شبيبة. ويا ريت تضاف تفاصيل أكتر عن تجربة شول التشكيلية. كما أننى أعرب عن شكِّى حول اللوحة المصاحبة حيث أنها لا تنسجم مع ما جاء فى المقال من تحليل. أرجو من ذوى الخبرة والمعرفة الإفادة.
الطقوس السودانية فى معرض تشكيلى فى بيروت بيروت ــ خاص: يبرز الرسام السودانى جورج شول فى 40 لوحة من الاكليريك على الكرتون طريقة عيش الانسان السودانى بحزنه وفرحه فى معرض اقيم فى بيروت يحمل عنوان "الوان من تراث السودان". لكل لوحة حكايتها وابطالها من المزارعين والعمال الموسميين الذين تدل ملابسهم وملامح وجوههم وحركة اجسادهم على انهم من الكادحين المحزونين والمقهورين. النظر الى كل من هؤلاء يؤكد الرغبة الملحة لدى الفنان فى التقاط واقعهم المعاش. ففى لوحة تحمل عنوان "ضباب الفجر" تتجمع عاملات فى الارض وهن يحملن امتعتهن قبل خروجهن الى العمل. وقال شول لرويترز"ان المراة فى السودان تعبر عن الارض لانها لا تعمل فى الدوائر الحكومية بل فى الزراعة."
وفى لوحة "سباق مجهول" يصور النساء بشكل تجريدى ويبرز رقصهن الطقسى بالوان ترابية تؤكد تمسك الانسان السودانى بالارض. ويستحضر شول معاناة الانسان فى جنوب السودان حيث الجوع والفقر والحرب فيرسم شخصا بثيابه الرثة الممزقة واطرافه الضعيفة ولونه الغامق وتلك الانحناءة فى الكتف وذاك التقوس فى الظهر استعدادا لحمل معدات ثقيلة.
ويعمل الرسام السودانى على ضبط الحركة الدائرية فى الاجساد وتتلاصق الاشكال حتى تبدو كتلة ذات مسارب متعددة تنفذ منها فى اتجاه المدى حيث تتلاشى فى وهج احمرار اللون للتعبير عن شمس السودان الحارقة. وقال شول ان "الانسان السودانى لم يغب عن اللوحات وخصوصا النساء اللواتى غابت ملامح وجوههن وبرزت ازياءهن الملتفة حول اجسادهن النحيفات. ويتجلى التراث السودانى فى المعرض عبر الالوان الحارة وترابية الارض التى تطغى على كل ما يتحرك داخل اطار اللوحة."
وقال الكاتب السودانى عبد العزيز ابراهيم فى منشور وزع فى المعرض" لا نرى هنا الوان من التراث السودانى فقط لكننا نحس بحياة عامرة بالجهد والالم والافراح والمكابدة وبالاسرار الكامنة فى المكان وباللون الباهر وسحره."
وكتب الفنان التشكيلى السودانى محمد ابو بكر عيسى عن الفنان السودانى انه "يرفض الحرب التى تدور رحاها فى خاصرة وطننا الحبيب مهما كان مبرر هذه الحرب وجاء جورج شول بعالم نسائه واطفاله المسافرين دوما والموشحين بالالوان الباردة والحارة كأن الباردة تمسح اثار الحرب والحاره تخلق وطنا حميما."
وقال بشير محمد ادريس الذى قال انه لاجيء سودانى فى بيروت لرويترز ان المعرض " احسسنى بالحنين الى اجدادى حيث وجدت فى هذه اللوحات تراث بلادى التى ابعدت عنها قسرا بسبب الحرب فى جنوب السودان."