انطباعات عائد من السودان (3) صراع الحضارات بين البيتزا و مديدة الدخن

و في الخرطوم أيضا صراع للحضارات ولكنه من نوع آخر، حيث يلاحظ القادم تزايد وانتشار مطاعم الوجبات السريعة (فاست فود)، لا يكاد شارع رئيس يخلو من مجموعة من المطاعم، مطاعم جديدة في كل شيء في التصميم، نوعية الخدمة، نوعية الوجبات وطبعا في الأسعار ولكن الملاحظة الأهم دخول عدد كبير من مواطني بعض الجنسيات العربية (سوريا، لبنان، فلسطين وحتى الفلبين) في هذا المجال.
دخول هذه النوعية من المطاعم في السوق ومن قبل جنسيات مختلفة، خاصة أهل الشام له إيجابياته الواضحة وإن كان لا يخلو من السلبيات بالطبع، أولى تلك الإيجابيات ارتقاء مستوى النظافة ونوعية الخدمة في معظم المطاعم السودانية إذعانا لمنطق السوق حيث البقاء للأفضل وذلك بعد التدهور المريع الذي شهدته هذه المطاعم خلال الفترات الماضية.
طبعا كلنا يذكر منظر مطاعمنا العتيقة حيث الأرضيات المتآكلة والمليئة بالمستنقعات وبقايا الطعام، و طاولات الطعام الحديدية البالية المرقعة بكل ألوان الطلاء كيفما اتفق، وهيئة المباشرين (الجرسونات) إن وجدوا، وملابسهم والكيفية التي يتعاملون بها مع الزبون، انتهاءً بالمغاسل والروائح التي تنبعث منها. الآن تستطيع أن ترتب لموعد عمل في أي مطعم من هذه المطاعم الحديثة وأنت مطمئن إلى أنه بإمكانك قضاء وقت هادي خالي من فضول (الذباب) وحناجر الجرسونات إياهم (رقيقة والسكة ضيقة) بل يمكنك أن تستمتع بغداء عمل في مطعم مكيف الهواء مع خلفية موسيقية، مع التذكير بأن كل هذا في مطعم عادي بشارع المعونة ببحري وليس بفندق قاعة الصداقة!!!
بيتزا، بيرقر، أوصال، كبة دجاج مسحب، شيش طاووق، هذه بعض مكونات قائمة الطعام التي أصبحت عادية في مطاعم الخرطوم، في الجانب الآخر من الشارع يسترعي انتباهك لافتة نيون ضوئية وبالفليشر كمان تقول حلبة، مديدة دخن، مديدة بلح ..ألخ، حيث انتشرت مجموعة من المطاعم المتخصصة في تقديم هذه الوجبات وبطريقة جميلة جداً مما جعلها تصمد أما غزو البيتزا والبيرقر، وأصبح لها روادها وعشاقها الدائمين، وهكذا خرجت مديدة البلح إلى السوق في منافسة شرسة بعد أن كانت محصورة داخل البيوت وفي المناسبات لا سيما مناسبة (النفاس) بعد أن تضع المرأة مولودها .

يا ترى.. أي طرف سيحسم هذا الصراع لصالحه؟ البيتزا وقبيلة الهيك هيك أم مديدة الدخن!

على أية حال وقبل معرفة نتيجة الصراع؛ فإن النتائج الأولية تشير إلى مكاسب عديدة خرج بها الزبون من هذا الصراع والبقية تأتي.

ماهو موقع (التركين) من هذا الاعراب الحضارى ياناس جزيرة بدين

كل الواحد ما يسمع الكلام يفرح انا مع الانفتاح وحريه الاستثمار علي حسب اعتقادى حيكون تعادل بين الجيد القديم

الشكر موصول يا الحبيب همام علي تلك اللوحات الرائعات لنقل حال خدمة المطاعم في عاصمتنا المثلثه... اعود الي زمن بعيد عندما كنا اطفال نصطحب الاهل..... الي خدمات مطاعم المقرن... وغيره امثال مرطبات السكه حديد وفنادق العاصمه ... في ذاك الزمان ... خدمة انجليزيه بمعني الكلمه....ثم انتكاسه في اشكال الخدمه.... ثم عوده بشكل يتماشي مع المحيط العالمي ... وتلك النقله من الصوره المغززه الي تلك الصوره الرائعه التي تنافس او قل احسن من خدمات هلتون الخرطوم بل احسن من كتير من البلدان المحيطه فعلا هذا فخر لنا جميعا فالنحافظ عليه ونطوره والي الامام يا احبابي ابناء بلدي وهناك ايضا مول عفراء .... نعم الفكره اجنبيه وراسمال اجنبي وهذه تخوف ويمكن يكون فيها احتكار يخوف حتي لي وكالات الموضه والماكولات والادوات ولكن قد تكون نقله نوعيه في تقديم الخدمه الجيد وايضا قد تكون لشريحه معينه ولكن هي حافز للكل لمزيد من البذل والعطاء الايجابي علي مستوي الخدمه والعرض بصفه عامه ودمتم احبتي

العزيز: د.كرار
هو (التركينج)يلزم إضغام النون في الجيم ونطق الجيم معطشة، طبعا حتقول عجم!!
لا أدري قد يأتي اليوم الذي يدخل فيه التركينج حلبة المنافسة، بالرغم من أنه وجبة ذات طقوس ومقدمات معقدة قد لا تساعد على الانتشار كما هو الحال مع بقية الوجبات الشعبية الأخرى.
تحياتي.