في الزمن الملامحو معكرة

(اتلاقينا
في الزمن الملامحو معكرة
شمسو الحرونة ابت تطل)

اخي وصديقي
معاوية محمد عثمان المقبول

اين موقعك الآن في الكرة الارضية؟


اخر عهدي بك حين ضاق بك الوطن
وخرجت

لم نلتقي للوداع
اتذكر انني وجدت مذكرة صغيرة في البيت خططت فيها انك سوف تغادر بكرة والسلام مع السلامة.

وانا أقرا مذكرتك كنت حينها انت في القطار متجها شمالا؟؟

فتشت عنك كل الخيوط الممكنة
وكل القادمين من ليبيا

اخي تباعدت عنوانيك القديمة، بحري الحاج يوسف الجريفات

دكاكين الحاج يوسف وصحن الفول مدارس الناس الغبش في الحاج يوسف
والباصات الكاسحة بعرق الناس المارقة تكوس الرزق
الحاج يوسف حينما تهيج بغبارها الصعب
ويخبو الامل في عودة الكهربا وتجف الموية
في حلق المواسير
وانت تردد: نحن جيل نصف عمره نهشته الملاريا
وماتبقى نهبته الحكومات

اذكر كيف انك كنت تتضامن مع فقراء المايقومات وكنت ضد الحصص الخاصة
وتنادي بمناصرة التعليم ومجانية التعليم لكل شخص
كنت فقيرا وغنيا بمحبة الناس اليك
لحظات الفرح الشفيفة وانت تتحدث عن الطيب صالح
وعن اسلوب منصور خالد
وقصيدة الخيول لامل دنقل
وتاريخ النوبة في السودان
اين رمى بك البين المشت؟
لقد زرت منزلكم مرة بعد غيابك فدثرني الحزن
فتهيأ لي ذلك الزمان ونحن في ضل العصرية
تتحدث عن الديمقراطية واحلام جيلنا العاثر
في وطن وسودان جديد

اين انت الان ؟