حرب المياه تشتعل بين دول منابع النيل والقاهرة.

حرب المياه تشتعل بين دول منابع النيل والقاهرة:


وزير الري المصري: لا نريد تصعيد الأمور حتى الآن
مصر تعتبر المساس بالنهر عبثاً بأمنها القومي
الثلاثاء 17 فبراير 2004 15:23
"إيلاف" من القاهرة: بينما أعلن اليوم الثلاثاء الصادق المهدي رئيس وزراء السودان الأسبق عن مبادرة تتألف من 21 بنداً لحل أزمة بين مصر وثلاث من دول حوض النيل أعلنت عدم التزامها ببنود اتفاقية توزيع حصص مياه النهر، فقد أصر محمود أبوزيد وزير الموارد المائية والري المصري على نفي وجود أي أزمة بين مصر ودول منابع النيل، مبدياً استعداد القاهرة لتقديم العون الفني اللازم لأي من تلك الدول، لافتاً إلى أن القاهرة حتى الآن لا تريد تصعيد الأمور مع أحد.

واضاف الوزير المصري قائلاً إن هناك اتصالات حثيثة للتفاهم بين دول حوض النيل، غير أنه استدرك قائلاً إن ذلك لايعني اعادة النظر في حصص مياه النيل، بل العمل من اجل زيادة الحصص من خلال استغلال جزء من الفواقد المهدرة والتي تزيد على تسعين في المائة.

وكانت كينيا قد دعت إلى اجتماع طارئ لوزراء الري في دول الحوض في آذار (مارس) المقبل لحسم موضوع الخلاف، كما طالبت تنزانيا وأوغندا بإعادة النظر في المعاهدة التي وقعتها بريطانيا مع مصر عام 1929 نيابة عن مستعمراتها في شرق إفريقيا.

وأثيرت مشكلة الخلاف بين دول منابع النيل عقب إعلان تنزانيا اعتزامها إنشاء خط ناقل للمياه يستمد مياهه من بحيرة فيكتوريا، وهو الأمر الذي اعترضت عليه القاهرة لمخالفته معاهدة مياه النهر التي تمنح مصر الحق في رفض أية مشروعات من شأنها أن تؤثر في الوضع القائم لحصص المياه في النهر الذي يعد المصدر الأول للمياه في مصر، وتقوم عليه كافة أنشطة الحياة.

ووقعت تنزانيا مؤخرا اتفاقا مع شركة صينية لبناء قناة خاصة لتزويد حوالي 420 الف نسمة في ابرز المدن الرئيسية في شمال تنزانيا بمياه البحيرة.

ويهدد هذا المشروع المزمع الذي أعلن عنه وزير الري التنزاني لمد أنابيب مياه بطول 170 كيلومترا بتعميق خلاف قديم مع مصر التي تقول ان معاهدة ترجع الى العام 1929 تمنحها حق الفيتو (النقض) على استخدام مياه منابع النيل، وأكدت مصادر دبلوماسية أن القاهرة تعتبر المساس بالنهر والعبث في مياهه مسألة تمس الأمن القومي المصري، وأنه ينبغي حل هذه الخلافات على مائدة التفاوض، وليس عبر إطلاق التصريحات النارية، لأن أحداً لن يسمح بهذا العبث بمقدرات، بل وبحياة ومستقبل الشعب المصري كله.

ويعيش غالبية المصريين في وادي النيل على مساحة لا تتجاوز أربعة في المئة فقط من مساحة البلاد ويشكل نهر النيل اكثر من 95 في المئة من موارد المياه في مصر.

وفي الوقت الذي تنتقد فيه دول شرق أفريقيا بقيادة كينيا حيث منابع النيل المعاهدة التي تعطي للمصريين حق السيطرة على المياه في اعالي النهر، وتقول إن حكاما اجانب تفاوضوا بشأن المعاهدة دون وضع مصالحها في الاعتبار، فإن مسؤولين مصريون كبار يقولون إن النيل مصدر حياة لمصر وان أي تغيير في منسوبه سيكون مدمرا للبلاد.

ويمتد نهر النيل ـ الذي يعد أطول أنهار العالم ـ بطول 6741 كيلومترا ويغذيه النيل الابيض والنيل الازرق الذي ينبع في اثيوبيا.