شخبطة - ظل الضحى

مهر سمية

ظهرت سمية في حفل العرس حضورا طاغيا غطى على كل بنات الأهل رغم أنها  من الأباعد ..
فكانت كلما إتخذت مجلسا في مكان شدت إليها الرحال وقصدها الكبار والصغار .. ورحلت نحوها العيون .. بإختصار صارت هذه السمية مركز الكون .. كنت أنا وأخي أصغر سنا من إدراك فكرة الإنجذاب للأنثى ...

سمية .. شامخة كالبانة دون نحافة، قمحية ليست كقمح بشرى الفاضل، بل أقرب للذرة الشامية بعد أن تسلق ثم تدهن بالزبدة .. صوتها خفيض ولاتضحك كثيرا، لكنها إن ضحكت ضحكت معها كل أم در .. لذلك فقد إكتفينا بمتعتين : الأولى عندما تضحك لنا أو لأحدنا، ثم تصفنا بالشقاوة ... أما الثانية فكانت مراقبة أقاربناالأكبر سنا وهم يتهافتون أو يتكبكبون عليها حتى وهي تهم بكنس الحوش ... وفي ذلك العصر الأنيق تسابق بعض المتكبكبون، لإحضار أجمل وأفضل مقشاشة في الجوار وكأنها مهر سمية، وتسابق البعض الآخر لجمع القمامة من تحت مقشاشتها بهمة نافسوا بها "أبو الدرداق" .. لكن لن تتصوروا مافعله قريبنا الكلس حتى إكتسح كل المكتبكبين ...

كنا أنا وأخي نجلس غير بعيد، نتأمل كل ذلك بمتعة خبيثة .. لكننا لم نلحظ إختفاء الكلس من موقع الكبكبة إلا بعد أن عاد وظهر فجأة وهو يجر خلفه خرطوم رش الماء، يمسك بطرفيه .. يعني منتهى الحرص وبعد النظر.. الكلس أثبت أنه بالفعل كلس أو ككس أو فقس، فبعد أن وصّل خرطوم الماء، أدار الصنبور لأقصى ما أمكن، وهو ما يزال يمسك بالطرف الآخر .. بدأ في ترذيذ الماء بشكل أروش وكأن الأمر غير مقصود، فأصاب الماء ملابس من أصاب .. ولكنه لم يصب فيما أصاب سمية، فقد كانت مركزا لكل الأشكال الهندسية التي رسمها الكلس بماء الحب والتوق، لا يطالها أبدا .. فجفل المتكبكون ثم إنفض واحدهم بعد الآخر حتى دانت الساحة للكلس ولو إلى حين .. ما كان منا إلا أن صفقنا وصفرنا للكلس إعجاباوتقديرا دون حياء - أنا وأخي .. ثم تبعنا المتكبكون المنهزمون تصفيقا وشمارا في محاولة للتنصل من الهزيمة ...
أخذ الكلس يهزي مبررا فائدة رش الماء، الغبار، الرئة، العيون، التيمان، قلة الأدب ...... و

الأخ مأمون
أسجل إعجابي بهذا المستوى الراقي من السرد ، إذا إعتبرت أخي أن هذه شخبطة فلك مساحة بطول سور الصين العظيم للشخبطة ، دمت مشخبطاً بهذا المستوى في الصباح الباكر وفي ظل الضحي وفي منتصف النهار وعند الغروب.

almulaomar
سلام،،
أقدر لك هذا الترحيب الدافئ .. وأنا أعتبر "شخبطتي" مجرد لبنة صغيرة، أحلم أن تكون جزءا من بناء عظيم، وضع أساسه مبدعون صالوا وجالوا في هذا المنتدى .
ولك تحيتي الصادقة .

حباب مامون ...حباب عشا البايتات ... وييينك يا زول؟؟؟؟
والله من جد القصة رائعة وواقعية ... يا ما اتكبكبناواتجهجهنا واتخلط حابلنا بي نابلنا.
ما تقطع اخبارك

robenson
سلام،،
أنا أهو .. موجود.. والحي بيفرفر .
هذه أولى خطواتي في هذا المنتدى .. في محاولة لتلمس سبيل يؤدي إلى فضاء جميل ..

أخ مأمون ألف تحية وألف سلام
قبل فتح البوست أطلعت على العنوان وقلت مين الزول الفي المعاش المبكر او كرشة الصالح العام الجالس في ضل الضحى، وقلت في نفسي ربما يكون أحد المتعطلين عن العمل ما فكرت إنك تكون في مرحلة ما قبل العمل او في عطلة صيفية
المهم حكاية جميلة وتصوير سينمائي دقيق لكل المشهد حتى التفاصيل الصغيرة وحقيقة هي ممكن تكون صورة متكررة في أكثر من مكان في البيئة الاجتماعية السودانية الحب العفيف أو الاعجاب العفيف وتهاتف الجميع على نجمة الحفل أو نجمة المناسبة وحقيقة تنشأ علاقات جميلة من خلال المناسبات البتجمع شتات الأهل سواء في الافراح أو في الاتراح خاصة بنات الشاي في الريف والحضر كذلك تجد البنات في سن الزواج او قبيل الزواج هن المختصات بالأعمال الخفيفة مثل إعداد الشاي والكنس والشباب في الضيافة وتجد غالبا ما تنشأ علاقات حميمة في مثل هذه الاجواء الودية
وحكاية ذكرتني بأغنية نوبية للشاعر والفنان صاحب أغنية (عديلة) المشهورة (حسين على الله) والأغنية بعنوان (سمراء) تحكي وتترجم نفس قصتك بكل التفاصيل وبصورة بديعة
الأغنية تحكي عن مراسيم زواج وإستعداد الحي للحدث الذي طال إنتظارهم له
ولكن محور الأغنية عن فتاة أهل العريس تحضر المناسبة من منطقة أخرى وكيف تكون مركز الكون ومحط الأنظار في وصف رائع وبديع وعفيف في نفس الوقت

Habib_bldo

Quote: ذكرتني بأغنية نوبية للشاعر والفنان صاحب أغنية (عديلة) المشهورة (حسين على الله) والأغنية بعنوان (سمراء) تحكي وتترجم نفس قصتك بكل التفاصيل وبصورة بديعة

سلام،،
أشكرك على المداخلة .. وأتمنى أن تكتب لنا هذه الأغنية أو أي مقاطع منها .. ولك شكري مقدما .