انطباعات عائد من السودان (2) معرض الخرطوم الدولي

في يناير أيضا يقام معرض الخرطوم الدولي، وكانت فرصة مواتية لي لزيارة هذا المعرض لأول مرة، لذا فقد حرصت على زيارته لأول مرة وبعد الزيارة الأولى وجدت نفسي مجبرا على تكرار الزيارة مرة أخرى لتغطية كافة أقسام المعرض.
أولى انطباعاتي كانت عن التنظيم وتوزيع و تهيئة مساحات العرض، تملكني إحساس بالفخر والاعتزاز، لدينا شباب مبدع وخلاق يستطيع تنظيم مثل هذه المعارض وإخراجها بتلك الصورة الجميلة، فقد شاهدت معارض كثيرة و في دول مختلفة، وبكل أمانة ما شاهدته في معرض الخرطوم الدولي من تنظيم وتنسيق يستحق الثناء والتقدير.
الانطباع الثاني كان عن عدد الجهات المشاركة وجنسياتها، بالإضافة للعديد من المؤسسات والمصانع والشركات السودانية، لفت انتباهي العدد الهائل للجهات الغير سودانية المشاركة من مختلف الجنسيات أوربية وآسيوية و أفريقية وفي ذلك شهادة مباشرة للأهمية التي بات يكتسبها هذا المعرض بالنسبة للعارضين على اختلاف جنسياتهم، كذلك لاحظت أن بعض الشركات المصانع الأجنبية حرصت على عرض منتجات تبدو وكأنها صنعت خصيصا للسودان من حيث المواصفات وملاءمة المناخ وخدمة احتياجات الزبون السوداني مما يعني أن السوق السوداني أصبح يكتسب أهمية متصاعدة لدى المصنعيين والمنتجين في مختلف أنحاء العالم ، أما أكثر ما أثلج صدري فهو جناح جياد هذا العملاق الذي بات علامة بارزة في تاريخ الصناعة في السودان فإنتاجها من المركبات تعدد وتنوع حتى سيارات الدفاع المدني (المطافي) بأحدث التجهيزات يصنع في جياد.
كذلك سرني أن أشاهد مجموعة كبيرة جداً من الشباب السوداني من الجنسين يقومون بمهام العرض والتسويق لما هو معروض بصورة مهنية راقية تنم عن فهم و دراية وتدريب مسبق لمثل هذه المهام بكل ما تحتاجه من معرفة ولباقة وحضور.
انطباعاتي لا تخلو من مشاهدات سلبية؛ الباعة المتجولون داخل أسوار المعرض وعددهم كبير مظهرهم وطريقة ممارستهم للبيع لا تتناسب مع المظهر العام للمعرض والصورة الحضارية التي ينبغي أن يحملها الزائر عن المعرض خاصة من غير السودانيين.

التحية لكل القائمين على أمر هذا المعرض مع أمنياتي بالمزيد من الإبداع

الاخ العزيز
اتفق معك فيما سردت من تنظيم خلاق لمعرض الخرطوم الدولي الذي شاهدته اخر مرة قبل 5 سنين
وهنا مربط الفرس ..لماذا ونحن لدينا هذه الكوادر الشابة المدربة التي تستطيع ان تمثل السودان في مهرجانات عالمية - لماذا لا تتاح لها الفرصة وقد تتحسر اذا قلت لك ان المثل الذي ذكرته وهو مجموعة جياد يدعو الى الغثيان في جناحه بمعرض دبي هذا العام - كل مافي الامر ان هنالك شاب يجلس في كرسي ومع اخر وهم في صمت وزهج يبدو على وجوههم وكانهم في انتظار من مسكهم المكان امانة الى ان يرجع اليهم - حاولنا التقرب لهم وجلسنا بالقرب من خيمتهم ولا حياة لمن تنادي اما كل مافي الامر والادهي ما هو معروض - في وسط المكان يقف موتور واحد لا شي امامه - على الجدران اوراق خلتها اعلانات لمختلف الاشياء لا ادري كنهها اهي من منتجات اجياد ام لزينة الجدران
اذا وجدتني ابالغ في وصفى فلك ان تسال غيري ممن ذهبوا هذا العام
هذا هو الذي يؤلمنا - ان لا تتاح الفرص لمن هم اكثر كفاءة ودونهم اولى
لك حبي وما تزعل - غدا اراه قريب ويتصلح الحال ويبقى ذلك ذكريات .. بس اليمة شوية

الأخت أم سهى:
لا شيء يجعلني أفترض المبالغة فيما ذهبتي اليه عن وضع جياد في دبي!
فالذي شاهدته في أرض المعارض لم يكن شيئا عاديا، لذا كتبت عنه.
مشكلتنا في السودان حسب فهمي البسيط، أننا ما زلنا بعيدين كل البعد عن الدور الحقيقي للاعلان والترويج كعنصر أساسي ومهم في إدارة وتطوير أي نشاط! ما زلنا في السودان نستخسر صرف أي مبلغ مهما قل في مجال الدعاية والاعلان والترويج.
و أتخيل أن المسؤول عن جناح جياد في دبي، رأى أن تكلفة نقل منتجات جياد من مركبات و معدات إلى دبي وإعادتها مرة أخرى ، رأى أنها تكلفة عالية ولا داعي لها معتبرا ذلك صرف لا داعي له.

طبعا هذا فهم قاصر وضار و لايساعد على تطوير أي منشأة.
لعلك سمعتي من قبل أن شركة مايكروسوفت (بيل غيتس) أنفقت مبلغ 500 مليون دولار أمريكي لتطوير نسخة ويندوز 2000 ، وبعد ذلك قامت بصرف مبلغ 500 مليون دولار أخرى للدعاية لهذا المنتج.
أين نحن من هذا الفهم؟

الحبيب همام ... جميل جدا ان اقراء هذا الاهتمام بالمعرض وطريقة العرض وتذوقك العالي للجهد المبذول ومقارنته بالعالميه... وهذه من الاشياء التي تجد هوي في نفسي ان نكون ايجابين بقدر المستطاع .... وياريت تنورنا كمان عن اهتماماتك في مثل هذا المعارض ... ياتري انت عارض او مهتم بالصناعه والتجاره ام بصنعة الاعلان ... فهمي لحرصك حضور المعرض يدل علي انك تعمل في مجال ذو علاقه ..... الغرض من السؤال ايضا هوي في نفسي ... حتي وتكون في هذا البودر مجموعات ذات اهتمام مشترك من اجل خلق افكار واهتمامات تساعد عجلة التنميه التي اصبحت تدور وتدور الي الامام في بلدنا الحبيب بالرغم من بعض السلبيات هنا وهناك ..... وهنا وبهذه الافكار والعمل الجماعي الخلاق نقدم شي للبلد الحبيب .....ولك وللجميع مني ابلغ الاحترام والتقدير ودمتم

الأخوان همام ام سهى وليم اندريا
لاشك ان الشعب السودانى شعب غنى وقابل للتعلم بسرعة عجيبة الا وللأسف ان حكامه من الفقراء فى كل شيئ وهذه مصيبتنا.
اما عن جياد وطالما هى تدار بالعقلية الأمنية التى تدار به الآن فعما قريب سيسلم الروح ويلحق بباقى المشاريع التى كانت مشاريع.ولا عزاء للشعب السودانى.

الأخ/ وليام
يمكنك اعتباري زائر دائم لهذه للمعارض بأنواعها مع التركيز على معارض منتجات التقنية والاتصالات والكتاب، فهي تتيح مشاهدة الجديد تحت سقف واحد وتتيح إمكانية المقارنة، لأن هذه المنتجات بعدما تنزل السوق عايزة مجهود كبير عشان تتعرف عليها كلها وتقارن. النقطة الثانية التي تثير اهتمامي هي قدرة العارض وأسلوبه على إيصال المعلومة عن المنتج وترك انطباع إيجابي لدى الزائر وهذه قد تكون جزء من طبيعة وظيفتي.
كما أشاطرك الرأي أن البلد بحاجة ماسة لكل جديد، لدفع عجلة التنمية التي تنتظم البلاد هذه الأيام، إن ما يمر السودان هذه الأيام يذكرني تماما حالة السعودية في السبعينات بداية الطفرة والتنمية.
لا بد أن نرسخ أهمية المعلومة في ترس التنمية، المعلومة اليوم تشكل ضلع أساسي من أضلاع التنمية والطبع المعارض وسيلة فعالة من وسائل إيصال المعلومة بأقصر الطرق.

الأخ قلقو:
التنمية ليست بالضرورة هي تنمية قطاع عام، وعالمنا اليوم يتجه نحو الخصخصة، وبالتالي المسؤولية تتضاعف على القطاع الخاص في السودان وغير السودان.
وبما أن معظم المنشآت التي قامت في السودان في الفترة الأخيرة في مختلف المجالات صناعة/ زراعة/ خدمات ، بما أنها قطاع خاص جزئياً أو كلياً، فلا مجال هنا للاتكاء على شماعة الحكومة والسوق لا يرحم يلفظ كل فاشل.
علينا تطوير الفكرة ومن ثم إيجاد القدوة والبقية ستتبعك. طالع بوستي القادم بعنوان صراع الحضارات بين البيتزا ومديدة الدخن.
تحياتي

الحبيب همام ... شكرا علي المعلومه الاضافيه... اها انا غايتو حاجز لوج اقصد في الصف الامامي في مسرحية البيتزا ومديدة الدخن يمكن نطلع بكم دولار ...اقصد دينار..... سؤال تحت تحت انته قلته دخن والدخن مربوط بالغرب اها انته ليك علاقه بالغرب ... ما تاخد علي بالك مجرد مزحه ودمته صديقا حبيبا وفي الانتظار

أخي وليام:
شوية كدة بس بعد زحمة نهاية الأسبوع، أما الدخن فله عشاق كثر شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، وإن لم أكن من الغرب ولكنني أستمتع بمديدة الدخن بالحليب الساخن خاصة في أيام الشتاء.
تحياتي