أخي عبدالله

كيف أنت,,
ألا يبدو غريبا أننا لم نلتق كل هذه السنين. فأنا
لا أعدها حتى تكبر في فمي وتجري في دمي وتصبح ديدنا
لافكاك منه. لاأعدها لانها غريبة كل الغرابة. ولشدة
غرابتها خرجت من العجب.. أنا لا أعدها واذا وصلتك رسالتي
فلا تعدها.

كيف أنت,,
وكيف يكبر التزامك الذي أودعك السجن أربعة أعوام..
أتذكر حين وقت الزيارة يحضنك أبي فأرى والدا يحضن
ملكا.. كنا نجلس في ذلك الظل مفترشين الارض أرض كوبر
وأنت تتفقد حياتنا اليومية.. وتسألني عن بنات زينب..
أحيانا اتيك فتسألني عن النشاط في الجندول والندوات والجرايد.
أحيانا أبوح لك مواجع عشقي..فأسمع ما يدمل جرحي. فأعلم
تماما أنني ماعبثت بالجرح. لان البوح اذا أخطأ مخاطبه, فان
في الجرح ألم يرقد في تجاويف العظام..

كيف أنت,,
و كيف تخطينا ذلك الزمن الشيطاني ذي الرؤوس الثلاثةالمجاعة والكوليرا والنميري. وكيف كان شبابنا لايمر بمحطة الشباب
بل من الطفولة الى الكهولة.. حياة أرهقها بنا فسادالحكام
وطمع مثقفي السلطة وحيلة قلب كل الموازين فكثر الابالسة.
أتذكر كيف دخلت مع تلك المظاهرة التي كسرت السجن سجن كوبر
واحتضنتك وبكينا ثم غصنا في الهتاف وانتهي الهتاف زغاريد
في البيت..

كيف أنت,,

كيف أنت,,
وكيف هدوء صوتك الذي أرجو أن يسلم من تصاريف هذا الشتات
وأفاعيله.. ولايتسرب لك بواره. أعرفه انه يغدر ويلتف
كقنفذ. أتذكر تلك الليلة وأنا أودع البيت والمطر يهطل ليلا
والبرق يبرق وأبي يقرأ َايات السفر والام تبكي وزينب حشرجت
بصوت أن شاء الله مااخر وداع فلمع البرق في وهج دموعهاواحتضنتها
باكيا.. ولشد مايوجعني الان أنه بالفعل كان اخر وداع..

تحياتي لك يا عبداللطيف ولعبدالله، اكاد اراه بصبره وعمق وجدانه الوافر واريحيته من خلال ما كتبت، ومن سيرته ‏بيننا. ‏
ويا لها من اعوام ..... تخرج عن طور العجب
لكما الود‎ ‎

الاخ أحمد
مشكور أنت على هذه الطلة الجميلة
أتذكر أنت ال اس تي اس ومناقشات
حامد جو ورمضان سعيد...ومعارض دبلومات
الكلية..

الاخ الفكى،


لك التحية و انت تكتب الوطن
"المجاعة و الكوليرا و النميرى"
المقاومة وجدران السجن
الغربة
والوطن مرة أخرى
لك التحية
و التحية لعبدالله أينما كان

ندى

العزيز الفكي..
تحايا جزلة..
لماذا تقول انه كان آخر وداع..؟
ماذا حدث..؟
في قلق وترقب انتظر الاجابة..
ودمت..
رجـاء

ندى سلام...كثرت والله سنوات الشتات
فانفجر النص وطنا وخوة وتاريخا
ستصل تحياتك لعبدالله..

رجاء كيف أنت
ولشد مايوجعني الان أنه بالفعل كان اخر وداع
أما زينب فلها الرحمة...

العزيز الفكي عبداللطيف..
رحم الله زينب الحبيبة.. ورحمكم بالصبر على فراقها..
التحايا لـ "عبدالله".. وأمل لقاء قريب يجمعكما..
رجــاء

رجاء فليرحمها الله
واتمنى هذا اللقاء المنشود من عندكم
ولك الشكر.....

كل هذه العذابات التي حكى عنها عبد اللطيف,
لم تجد العقاب المناسب لها
اقصد محاسبة من ساهم فيها

لكننا باعتماد القاعدة السخيفة : عفا الله عما سلف",
لم نلاحق الذين ساهموا في تلك العذابات

واظن ان سيناريو السلام الان يعتمد هذه القاعدة ,
والتي يصر عليها الكيزان لحماية انفسهم ,
وليذهب الاسلام الى الجحيم بعد ذلك

واسال مرة اخرى:
لمن ستدق اجراس التسامح؟؟؟؟

ارقدوا عافية
المشاء

أرجو ياصديقي أسامة ألا يكرر نضال
بلادنا تلك المقولة الخاسئة..

قطعه ادبيه جميله
اما كل هذه المشاعر
فلاطاقه لى بها

الصديق عبد اللطيف علي الفكي
الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي قال في احدي صرخاته الشعرية ـ اما المسافة بيني وبين احبابي فهي اقبح من حكومة ـ
تذكرت هذه الصرخة و انا اقرأ لك هذا الوجد المكتوب
حقا يا صديقي ، ان البرق الذي يلمع في وهج الدموع برق لاينسي
مرة اخري استعين بمريد البرغوثي مجادلا تفاصيل الشتات بهذا التساؤل الشعري
ـ وهل تسع الارض الارض قسوة ان تصنع الام فنجان قهوتها مفردا في صباح الشتات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فها انت تدين الشتاء بحرفة من حنين و بخبرة من شجن
مع كثيف المحبة والتقدير

شكراً عبد اللطيف لهذا احس الكثيف جداً

شكرا هدهد لذائقتك التي لاتخيب

الصديق يحي أبو حسن ...

أنه فعل وجد مكتوب .. ذكرتني حينما سألتني هل عندك
مذكرة يومية فقلت لك مذكرتي هي خلجاتي ..
فكان هذا الوجد يهجم فجأة بلا مقدمات..

شكرا لك ياراوية
فتعليقك عميق جدا
فيما بين القطعة الادبية
والمشاعر..

العزيز عبد اللطيف

وهل يخلو بيت ـ الا ما ندر ـ من مثل هذه الحكاوي
لكن عبثاً تحاول مقولات من عينة " الموت ضمن الجماعة عرس " مؤاساتنا
ربنا يجمع شمل الجميع في سودان ديمقراطي وآمن
وينزل شآبيب الرحمة على زينب