أعمال عشر ذي الحجة
في عشر ذي الحجة أعمال فاضلة وطاعات متعددة ينبغي للمسلم أن يحرص عليها ، ومنها :
* التوبة النصوح
مما يتأكد في هذا العشر التوبة إلى الله تعالى والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب والتخلص من مظالم العباد وحقوقهم .
و التوبة : هي الرجوع إلى الله تعالى مما يكرهه الله ظاهراً وباطناً إلى ما يحبه الله ظاهراً وباطناً ندماً على ما مضى ، وتركاً في الحال ، وعزماً على ألا يعود . والواجب على المسلم إذا تلبس بمعصية أن يبادر إلى التوبة بدون تسويف لأنه :
- لا يدري في أي لحظة يموت .
- أن السيئات تجر أخواتها ، والمعاصي في الأيام الفاضلة والأمكنة المفضلة تغلظ وعقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان .
وإلا فالتوبة واجبة في جميع الأزمان ، فإذا اجتمع للمسلم توبة نصوح مع أعمال فاضلة في أزمنة فاضلة . فهذا عنوان الفلاح إن شاء الله . قال تعالى : ( فأما من تاب وآمن وعمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين ) [القصص : 67] .
* التكبير والتحميد والتهليل
فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر . وإظهار ذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله تعالى . يجهر به الرجال وتخفيه المرأة . إظهاراً للعبادة ، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى .
قال الله تعالى : ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ) [سورة الحج : 28] .والجمهور على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر . لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( الأيام المعلومات : أيام العشر . والأيام المعدودات : أيام التشريق ) قال تعالى : ( واذكروا الله في أيام معدودات ) .
وصفة التكبير : ( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ) ، وهناك صفات أخرى . ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أعلم صفة معينه ، وأنما هي آثار عن الصحابة - رضي الله عنهم - قال في سبل السلام : ( وفي الشرع صفات كثيرة واستحسانات عن عدة من الأئمة . وهو يدل على التوسعة في الأمر وإطلاق الآية يقتضي ذلك ) [سبل السلام] .
والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل ، فينبغي الجهر به في مواضعه إحياءً للسنة وتذكيراً للغافلين
* الصيام:
فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح فيها ، والصيام من أفضل الأعمال . وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي قال الله : ( كل عمل ابن له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) [أخرجه البخاري ومسلم] .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلىالله عليه وسلم : ( ما من عبد يصوم في سبيل الله إلا باعد الله بذلك وجهه عن النار سبعين خريفاً ) [رواه البخاري ومسلم واللفظ له] .
ومن فاته صيام الأيام الماضية من هذه العشر فليحرص على صيام يوم عرفة فقد خصه النبي صلى الله عليه وسلم بمزيد عناية ، حيث خصه من بين أيام العشر وبين مار تب على صيامه من الفضل العظيم ، فقد ورد عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال : ( يكفر السنة الماضية والسنة القابلة ) [أخرجه مسلم] .
* أداء الحج والعمرة
* الأضحية
دلت السنة على أن من أراد الأضحية وجب عليه أن يمسك عن الأخذ من شعره وظفره وبشرته منذ دخول العشر إلى أن يذبح أضحيته . لقوله صلى الله عليه وسلم : { إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره حتى يضحي } . وفي رواية : { فلا يمس من شعره وبشرته شيئاً } . والمراد بالبشرة : الجلد .
وهذا أمر للوجوب ونهي للتحريم على أرجح الأقوال . لأن الأول أمر مطلق ، والثاني نهي مجرد لا صارف لهما .
* الإكثار من الأعمال الصالحة:
إن العمل الصالح محبوب لله تعالى في هذا العشر وهذا يعني - والله أعلم - فضل العمل وعظم ثوابه عند الله تعالى . فمن لم يمكنه الحج فعليه أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة بطاعة الله تعالى من الصلاة والقراءة والذكر والدعاء والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من طرق الخير وسبل الطاعة ، ومن ذلك ما ورد عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين ، كانت كأجر حجة وعمرة ) . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تامة ، تامة ، تامة ) [أخرجه الترمذي وهو حديث حسن] .