حتى الحجاج كان يعرف العفو..... أحياناً!!!!

حتى الحجاج كان يعرف العفو..... أحياناً!!!!


01-19-2004, 09:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1074501983&rn=0


Post: #1
Title: حتى الحجاج كان يعرف العفو..... أحياناً!!!!
Author: Hanadi Osman
Date: 01-19-2004, 09:46 AM

الحجاج بن يوسف الثقفي(40هـ- 95هـ) إسم معروف في تاريخ الأمة الإسلامية، إسم إقترن بسفك الدم والبطش والجبروت، لايكاد كتاب من كتب التاريخ الا وله فيه ذكر، عينه عبد الملك بن مروان والياً عن بني أمية للعراق سنة 75 هـ ، فسار بها سيرة جائرة من الشدة وسفك الدماء، وامتلأت السجون، وقتل بأمره أعداد كبيرة، آخرهم التابعي الجليل سعيد بن جبير، وقد مات بعد قتله بأيام بدود أصابه في بطنه، وذلك في الخامس من رمضان سنة 95 هـ، يصفه المؤرخون بأنه كان ظلوماً، جباراً، سفاكاً، وأنه ذو شجاعة و إقدام، ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة، ولكن هل للرجل مواقف أو حسنات تذكر في بحر ذنوبه؟؟؟ حيث يقول عنه قال عنه الحسن البصري : إن الحجاجَ عذاب اللهِ ، فلا تدفعوا عذابَ اللهِ بأيديكم ، و لكن عليكم بالاستكانة والتضرعِ الطبقات لابن سعد (7/164)، فإنه تعالى يقول : " وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ " [ المؤمنون :76]
ولكن بجانب كل هذا، لايخلو الرجل من بعض الجوانب الإيجابية في شخصيه، إذ يحكى أنه كان شديد التعظيم للقرآن، وقد كان له أثر كبير في تثبيت الدولة الأموية بعد أن كادت تتفتت في ثورة عبد الله بن الزبير، وحروب الخوارج، وينسب إليه أنه أمر بوضع النقاط في كتابة المصحف، ولم تكن الحروف منقطة من قبل، كما روي أنه انفق سبعة ملايين درهم من اجل انقاذ امرأة سبيت في الهند وورد إلى سمعه انها صاحت "واحجاجاه".
كما حكي عنه أيضاً أنه طاف ليلة فظفر برجلين سكرانين فقال: من أنتما ؟ فقال أحدهما:
أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره وإن نزلت يوما فسوف تعود
ترى الناس أفواجا الى ضوء ناره فمنهم قيام حولهــا وقعود
وسأل الآخر فقال:
أنا ابن من ذلت الرقاب له ما بين مخزومها وهاشمها
تأتيه بالرغم وهي صاغرة يأخذ من مالهـا ومن دمها
فسأل الحجاج عن أبويهما فإذا أبو الأول بائع باجلا وهو نبات يؤكل مطبوخا( ويقال أنه الفول المصري أو المدمس) والآخر حجام فقال الحجاج أطلقوهما لأدبهما لا لنسبهمـــا
لئن أخطأ النسب فما أخطأ الأدب.
هكذا كان حال أشهر سفاح عرفه التاريخ الإسلامي...عرف التقدير للعطاء الأنساني في هذا الموقف على الأقل... فهل إتخذه حكامنا أسوة في هذه كما تأسوا به في تلك... تقديرا لمن يسهم في الإنسانية ولو بالنذر اليسير وإكراماً للعطاء بكافة صوره وأشكاله وألوانه...إتفقنامعه أو إختلفنا