الجلابة

الجلابة


01-18-2004, 04:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1074440287&rn=0


Post: #1
Title: الجلابة
Author: aymen
Date: 01-18-2004, 04:38 PM

اقرا هذه الايام كتاب ( من ملك الي كاشف) و هو عبارة عن رسالة دكتوراة لنرويجي يسمى (اندري بيوركلو)(Anders Bjørkelo) تتناول شندي في القرن التاسع عشر
و الرسالة تعج بالمعلومات التاريخية من عدة مصادر.. منها ما لم اسمع به علي الاطلاق
و قد استوقفني وصف للجلابة و كيفية تكوينهم.. و هو مما لا يعرفه الكثيرين.. و لكي تعم الفائدة قمت بترجمة جزء من هذا الجزء

الجلابة

الشكل النمطي الاكثر ارتباطا بالتجارة السودانية هو الجلابي (الجمع جلابة) الذي يـُعرف ب( تاجر ثانوي متجول). اصل الكلمة (جلب) يعني جلب او استورد بضائع. مهما يكن من امر، ففي الفترة السابقة للتركية كانت كلمة جالبي تطلق علي تاجر القوافل في كل من مصر، سنار ودارفور . والز وجد عقود اتفاقيات في مصر في النصف الثاني من القرن السادس عشر بين تجارٍ دخلوا في شراكة مع الجلابة الذين كانوا يسلكون الطرق بين مصر و السودان. تعريف والز للجلابة ب(التجار الذين كانوا ينقلون البضائع بين مصر و الداخل، اما لمصلحتهم الخاصة او لمصلحة الشريك)، ينطبق ايضا علي الوضع في السودان.
يوجد مرجع للجلابة من القرن السابع عشر يصفهم بانهم سود البشرة، مما قد يشير الي اصلهم النوبي او السوداني. مراجع اخرى حديثة (الجمعيات التبشيرية الفرنسسيكانية و اليسوعية بالاضافة الي لي ماسكاريير) لا تدع مجالا للشك لمشاركة الجلابة النوبيين في التجارة في مصر العليا و القاهرة. البضائع المجلوبة كانت الرقيق، العاج، سن الفيل، ريش النعام و العنبر.
في القرن التاسع عشر كانت الملامح العامة للجلابي - بصرف النظر عن لبسه للجلابية و العمامة- قد اعتراها بعض التغيير كما سنبين لاحقا، دون ان يؤثر ذلك علي وضع الجلابي او وظيفته.
كان الجلابة في السودان يـُجندون من الجعليين و الدناقلة وقبائل السودان النيلي الاخرى حتى اصبحت كلمة جلابة في الاسواق التي كانوا يزورونها و التي امتدت غربا حتي بحيرة تشاد، اصبحت متطابقة مع (اناس من النيل) او بحارة ، اولاد البحر، اولاد البلد او ببساطة (الغرباء) . حتي في يومنا هذا بين الحسانية القاطنين علي النيل الابيض تعني الكلمة الغرباء( من الشمال). تجار القوافل الذين كانوا يعملون في نطاق اوسع بالذات مصر كانوا ايضا يسمون جلابة. الجلابي الذي يكبر مقامه ليصبح مرشدا او قائدا للقوافل يسمى (الخبير) و الجمع الخبراء. و يبدو انه وفي بداية القرن (التاسع عشر) و ما سبقه ان جلابي ارتبط بنطاق العمليات التجارية اكثر من ارتباطها بالبضائع المتاجر بها. بمعنى اخر كلمة جلابي لم تكن متطابقة مع تاجر رقيق قبل التركية. اليوم تعني كلمة جلابي في الغرب و الجنوب تاجر من الشمال النيلي او صاحب متجر.
هنالك اجماع علي ان الجلابة كانوا تجارا يغطون مساحات واسعة بالرغم ان بركهارد يقول بان التجار زاروا اسواقا محدودة مثل الابيض، بارا، المتمة و شندي. والواقع ان التاجر الذي اقتصر نشاطه علي سوق واحد بالاضافة للقري المجاورة كانت تطلق عليه اوصافا اخرى. علي هذا المستوى اصبح للمرأة التاجرة حضور قوي.
نظام الاحتكار التركي اجبر الجلابة علي التخلي عن اشكال التجارة ذات الاعتبار المختلفة الي تجارة الرقيق غير الاحتكارية التي مارسوها في شمال السودان و- اكثر ربحا- في مصر. لقد فعلوا ذلك في منافسة حادة مع الحكومة، علي الاقل الي الخمسينيات من القرن التاسع عشر، عندما استبدلت الغزوات العسكرية بحمات خاصة الي النيل الابيض و الحدود الاثيوبية..
قبل فتوحات النيل كانت جبال النوبة، دارفور واثيوبيا مصدرا للرقيق. و الجنود الاتراك الذين كانوا يأخذون اجورهم في شكل رقيق ، اجبروا علي بيعهم في الاسواقن ممثلين مصدرا رخيصا للرقيق للجلابة. و لكن الضرائب و الامراض و خطورة الطرق كانت تشكل عائقا لتصدير الرقيق شمالا.
من 1860 اصبح ارتباط الجلابة بتجارة الرقيق متأصلا ذلك ان الجنوب كان قد فتح بواسطة البحارة. بعد ان اكسب البحارة الخبرة ممن سبقوهم استطاعوا استقطاع اجزاءا لهم لتكون مجالات لتجارتهم. من هؤلاء كان محمد خير الاركاوي و الزبير باشا الاكثر اهمية
و نواصل