في الدولة الارهابية ومازال الارهاب مستمراً [الميدان]

في الدولة الارهابية

ومازال الارهاب مستمراً

هل عادت "حليمة" إلى "سيرتها القديمة"؟ سؤال مشروع ويمكن إعادة السؤال بصيغة أخرى: هل تواصل الإنقاذ اصرارها على دولة الارهاب والقمع والاستبداد؟ والاجابة في الحالتين ان الطبع يغلب التطبع. ان فاقد الشىء لا يعطيه. وهكذا، هي الانقاذ. بناها مؤسسوها الأولون على أسوأ انماط الدولة البوليسية. فسارت على النهج، وذات الخطى. واستمرت، رغم محاولات، "تبييض الوجه"، واللعب على الحبال.

هاهي الانقاذ تعود لتمارس قمعها واستبدادها، وترفض ان تعطي الحريات وتصر على تكريس دولة (اللاقانون) وفي ذات الوقت تحاول خداع العالم بأنها قد تحولت إلى دولة القانون والمؤسسات. فيكتشف العالم بكل بساطة ان الدولة الارهابية ما زالت باقية. وها نحن ننشر في هذا العدد قليلاً من كثير، وفيه الدليل:

عاد جهاز الأمن بشن حملة جديدة من الاعتقالات ضد منسوبي حزب المؤتمر الشعبي"الترابي"، وبعض عناصر حزب الأمة من أبناء دارفور. ففي صباح – بل فجر – يوم 18/12/2003، تم اعتقال الخير القديل والتجاني سنين ومحمد حافظ عبد الله في الخرطوم. بينما أعلن حزب المؤتمر الشعبي عن اعتقال 12 من كوادره بالفاشر. كما تم اعتقال بعض منسوبي حزب الأمة وغيرهم من المعتقلين في ذات الفترة داؤود عطية واسماعيل ابشر عربي واسماعيل ابشر حقار وهم من قبائل دار فور غير العربية، ويقيمون في الخرطوم. وتجئ هذه الحملة من الاعتقالات في اعقاب تردي الأوضاع في دار فور، حيث يسود جو من الارهاب الحكومي للخصوم السياسيين، وقد اطلقت الحكومة يد "الجنجويد" ليعيسوا بالناس فتكاً وقتلاً فظيعاً. وهناك اتهامات للجيش بانتهاكات كثيرة. مما يجعل الوضع في دار فور في خانة اقسى درجات انتهاك حقوق الإنسان. وهنا يتطلب المزيد من الحرص على نشر أخبار ما يدور في دار فور، ومطالبة الأمم المتحدة ولجنة حقوق الإنسان فيها بالتدخل السريع لوقف تلك الانتهاكات. ويجعلنا في (الميدان) ننادي مع كافة المنادين باحترام وصون حقوق الإنسان في دار فور، وبوقف الانتهاكات وتقديم الجناة إلى العدالة والقانون.

ومازالت الانتهاكات بحق الصحافة مستمرة، حيث يتواصل توقيف صحيفة (الأيام) وصحيفة (خرطوم مونيتور)، بقصد اخراجهما من السوق، بعد تعريضهما لخسائر مالية كبيرة – وبالفعل فقد تضررت الصحيفتان من التوقيف القسري مالياً وأدبياً، ولسنا في حوجة هنا لاعادة ما نشرناه في العدد الفائت.

وها هي الانقاذ تواصل تعدياتها ضد حرية الصحافة وتدفق المعلومات، حيث اقتحمت عناصر من جهاز الأمن مكتب (قناة الجزيرة) مساء يوم 17/12/2003 وصادرت جهاز الارسال وثلاثة كامرات تصوير، بقصد تعطيل اعمال "ارسال الأخبار". وتحاول أجهزة الأمن لي عنق الحقيقة، ادعاء بان الأجهزة المعنية لم تدخل البلاد بصورة شرعية، وحينما يواجهها مدير مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم (اسلام صالح) بابراز كافة الوثائق القانونية التي تؤكد خطل دعواهم ويثبت لهم صحة الأوراق الجمركية التي تدعم صحة ادخال هذه الأجهزة عبر القنوات الرسمية، يلجأون إلى اعتقاله لعدة ساعات، ثم إطلاق سراحه، وقد تم اعتقال اسلام صالح والمصور الصحفي حامد تيراب لثلاث ساعات، وتمت مصادرة ثلاث كاميرات وجهاز الارسال.

وعندما يكتشف جهاز الأمن ان (الجزيرة) قد بثت هذه الفضيحة بالصوت والصورة، يعود جهاز الأمن لإعتقال اسلام صالح في اليوم التالي 18/12/2003، ويصدر الأوامر الأمنية العليا بإغلاق مكتب الجزيرة بالخرطوم. ولا يكتفي جهاز الأمن بفعلته هذه لكنه يلجأ – كالعادة – لإسلوب الادعاء الكاذب وتلفيق التهم وتدبيج البيانات الكاذبة والمنافيه للحقيقة. ولكن كل هذا معروف ومعلوم لشعب السودان. ويوماً بعد يوم تتأكد طبيعة الدولة الارهابية.

نكتفي بهذه النماذج الصارخة في كشف دولة الارهاب. ونناشد كافة القوى المحبة للديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان، برفع صوتها عالياً ضد هذه الممارسات

ومازال الارهاب مستمراً

%