Post: #1
Title: الحزب نصف الحاكم
Author: ودقاسم
Date: 12-28-2003, 11:38 AM
ظل مصطلح ( الحزب الحاكم ) من أكثر المصطلحات السياسية تداولا في فترة الإنقاذ ، وكان حزب المؤتمر الوطني حزبا حاكما بالفعل ، حاكما مطلقا لا يشرك أحدا في سلطته إلا من أراده ديكورا لمرحلة معينة فإنه يدجنه ويحدد له حجمه وصلاحياته وامتيازاته ويراقبه في أدائه ، أما غير ذلك فلا شراكة أبدا ،،، لا شراكة في السلطة ، ولا شراكة في الثروة ، ولا شراكة في الوجاهة ، ،، ليوطد الحزب الحاكم ويكرس كل هذه السلطات في يده ، كان لابد له من إيجاد البعد الكورالي ، هؤلاء مشجعون ، وهتيفة ، وتضخيم تبعية ،، وهم جميعا لا بد أن يتقاضوا ثمن ما يقومون به ،، ما كان الأمر مزعجا للحزب الحاكم ، وما كان الأمر صعبا بالنسبة له ،، كانت الثروة كلها في يده ، فدفع ميزانية الحزب الحاكم من هذه الثروة ، فالمال مال الشعب ، والحزب حزب الشعب ،، وزيتهم في بيتهم ،، فكانت بدلات السفر وتكاليف المؤتمرات وإقامة القادمين من الأرياف البعيدة في الفنادق الفخمة ، وهم قادمون بالسيارات اللاندكروزر أو الطائرات ، وكانت الامتيازات وتوزيع الأكشاك والأراضي السكنية والزراعية ، وكانت المشاريع الوهمية التي تستمر وهما لأكثر من عشر سنين لكن الرواتب تدفع والبدلات تدفع والامتيازات توزع ، تمدد الجسم الإداري ، لا لأن الوطن يحتاج كل هذا الكم الهائل من الإداريين ، لكن لأن الكم الهائل من الهتيفة ينتظر المكافئة ، والوظيفة جزء منها ، ومدخل هام لها ، فتعددت الولايات وتعددت المحافظات وتعددت المحليات ، وتبعها تمدد قائمة الوظائف كأنها تلد كل يوم وليدا ، ليتم إلحاقه باسم أب جديد ،، أسماء عديدة من رأسمالية السودان التقليدية اندثرت ، عوائل كانت كبيرة تقلصت وتراجعت ، وبعضها اختفى كليا ، وأسماء جديدة بمواصفات جديدة أطلت ، وشكل جديد للرأسمالية بدا يتكون في البلاد ،، الرأسمالية التي تلبس النظيف دوما ، وتتحدث بالموبايل ، وتركب السيارات الفارهة ، وتتعالى على الوضع الاجتماعي السائد وتحاول فرض واقع جديد خاص بها ،، وترسم خريطة الوطن كما يحلو لها ،، اليوم ، الحزب الحاكم يتجه نحو السلام ، ويتجه نحو الديمقراطية ، ويتجه نحو قبول الآخر ، هكذا تقول دوائره ، وهكذا تقول اتفاقياته الإطارية ( وهو مصطلح آخر لي حديث معه ) ،، والضغوط تتوالى على الحزب الحاكم من كل جهة ، فيضيق الخناق عليه ، فيهرول نحو السلام ويهرول نحو الديمقراطية ، ، وبالرغم من أن هرولة الحزب الحاكم نحو السلام والديمقراطية تشبهه ، من حيث تلككها ، ومن حيث ترددها ، إلا أن الأمر لابد أن ينتج عنه شئ أفضل من مخاض الجبل الذي ولد فأرا ،، السلام لن يأتي إلا بالاقتسام الواضح للسلطة والثروة ،، وهذه مشكلة تواجه الحزب الحاكم ، فالجلباب الجديد ضيق لا يتسع لكل الجسد ، ولم نسمع بأن الحزب الحاكم قد قام بإعداد خطة أو استراتيجية جديدة لمواجهة ضروريات إعادة التوزيع ، بموجب معطيات تقسيم السلطة سيصبح الحزب الحاكم ( الحزب نصف الحاكم ) ، وسيتبع ذلك أن يكون نصيبه نصف الثروة ،، إذن ما هي أسس التوزيع الجديدة ؟ العديد من الانتهازيين والهتيفة سيتم إسقاطهم عنوة من كشوف الرواتب وكشوف الامتيازات ، أو أن يقبل كل واحد بنصف ما كان يأخذ أيام كان الحزب نصف الحاكم حزبا حاكما ،، وأصعب من هذا كله ، أن الحزب نصف الحاكم لن يسمح له باقتطاع ميزانيته من ميزانية الدولة ، ببساطة لأنه الآن لديه شركاء ، وببساطة لأنه أصبح حزبا نصف حاكم ، وبالتالي فإن الحزب نصف الحاكم سيطلب من المقتدرين من الأعضاء أن يدفعوا ويدعموا الميزانية بدلا من أنهم كانوا يأخذون منها ، ولا أعلم ما هي الاستراتيجية التي أعدها الحزب الحاكم لإعادة تربية أعضائه ودفعهم إلى خانة العطاء منتقلين من خانة الأخذ ، ، ،، أربعة عشر عاما مرت ، وأصبح الحزب الحاكم في عز المراهقة ، فكيف ينتقل هذا المراهق إلى مرحلة النضج ، كيف يجتاز مراهقته وقد تربى في كل هذا العز وفي كل هذا الدلال ، وبعد كل هذه السنين ، يتحول الحزب الحاكم إلى الحزب نصف الحاكم . كثيرون سيتساقطون ، وكثيرون سيجدون أن الحزب نصف الحاكم لا يلبي شروط انتهازيتهم ، وكثيرون سيملون المشادة مع أبناء حزبهم ، وسينسحبون بالهزيمة أو بسبب الملل أو بسبب البحث عن البديل الأفضل ،، قريبا جدا سيتحول الحزب الحاكم إلى الحزب نصف الحاكم ، فدبروا أنفسكم أيها الهتيفة والانتهازيين ، فموارد الحزب نصف الحاكم وسلطته ونصيبه من الثروة لا تكفيكم جميعا كما كانت موارد الحزب الحاكم وسلطته ،،
|
Post: #2
Title: Re: الحزب نصف الحاكم
Author: democracy
Date: 12-28-2003, 04:27 PM
Parent: #1
موضوع جميل ياود قاسم ، بس فى رأى الجماعة ديل عملوا حسابهمم كويس على ماأظن فهناك عشرات الاستثمارات بجنوب شرق اسيا العائدة للتنظيم وملاين الدولارات التى هربت بواسطة الشنط المعبئة عبر مطار الخرطوم والتى تم إيداعها فى ارصدة ببنوك سويسرا وماليزيا . وفكرة مصنع العملة الذى أنشائته الانقاذ ، والذى طبع مئات المليارات الورقية لنهب ثروات الشعب السودانى والتى توزع على المحاسيب وشركاتهم وجمعياتهم الوهمية شهريا" ، وورجعت بى الزاكرة لفترة صراع رمضان الشهير داخل تنظيمهم وأتزكر لحظتها ابان عيد الفطر المبارك بالمدينة المنورة كنت قد النقيت صدفة باثنين من قيادى المؤتمرين وهما كانا واصلين مباشرة من ماليزيا بعد ان تقاسما تركة الحزب المؤتمر الوطنى قبل الإنشقاق وبأشارف د. الترابى شخصيا" والتى قيل قيل أنها تبلغ قرابة الأثنين مليار دولار أمريكى ، مما اخمد شدة الصراع المتصاعد أنذاك .
والاخبار الواصلة حديثا"من السودان على ان التنظيم إستباقا" لمرحلة الشراكة الجديدة المتوقعة ، قد قام بتوزيع مبالغ كبيرة على كوادرهم للتمكين قبل وصول الشريك القادم الجديد ، فارتفعت وفقا" لذلك اسعار العقارات والاراضى والمنشئات التجارية .
|
Post: #3
Title: Re: الحزب نصف الحاكم
Author: ودقاسم
Date: 12-28-2003, 09:53 PM
Parent: #2
الأخ ديقراسي لك التحية أفهم من ذلك أن الجماعة لديهم خطط جاهزة للمرحلة المقبلة ، وأن استثماراتهم في الخارج ستضخ عليهم أموال طائلة ، وأنهم سبقوا الشركاء في التوزيع ، والله ما هينين بس تعرف هناك فئة لن تجد شيئا ولن يخصص لها شئ ، وهذه الفئة ستقوم بكشف الحرامية لأنه كما يقال إذا اختلف اللصان ظهر المسروق .
|
|