محمد منير وغناء أهل السودان

محمد منير وغناء أهل السودان


12-24-2003, 09:23 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1072254234&rn=1


Post: #1
Title: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: Dr.Abbas Mustafa
Date: 12-24-2003, 09:23 AM
Parent: #0

محمد منير وغناء أهل السودان
يعرف الفنان النوبي المصري محمد منير فن اهله النوبة الممتد الى تخوم الدبة في شمال السودان ,, اذا قلنا ان نفس وروح دنقلا يتجاوزا القولد قريبا من الدبة .. ويعرف الرجل اكثر من ذلك ,, يعرف تجارب الشباب الجديد ومخضرمي اذاعة ام درمان وطرب اهل المدائح النبوية .. وغنى منير شئيا من هنا ومن هناك دون اشارة واضحة لاصحاب الحق .
ثم قرأنا شيئا عن تأسيسه لمركز فني ضخم في اسوان يديره بنفسه لجمع وتطوير موسيقى وغناء حوض النيل كما نقل الخبر ,, ربما يكون ما نشر صحيحا او خاطئا ,, ولكنني احس بان كثير من غناء اهل السودان سينقل بشكل فيه الكثير من عدم الاعتراف والالغاء والتجاهل ان حدث وفتح منير مركزه ,, والامر مرهون بقدرتنا على توثيق الغناء والموسيقى السودانية وحمايتها لدى اهل حقوق الملكية الفكرية وغيرهم من حماة التأليف .
اعتقد ان منير لن يسعى لاكثر من موسيقى السودان وربما سيذهب قليلا الى اثيوبيا.
دكتور عباس مصطفى صادق

Post: #2
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: ali othman
Date: 12-24-2003, 09:48 AM

د. عباس
لك التحية والشكر على ماطرحته ، فالفن السوداني غني لم يكتشف بعد واثني على موضوع نوايا محمد منير .. فقد تغنى من قبل بوسط الدايرة لوردي ولاقت نجاحا واردفها بأغنية الشعب حبيبي فرغم إنها جاءت مبتورة ومشوهة إلا إنها وجدت القبول عند المستمع العربي ...
وما أحزنني في إستغلال الفن السوداني تلكم المجموعة الكويتية( ميامي ) التي سرقت لحن وبضع كلمات أغنية وين تلقو زي ده ، وجاءت الطامة الكبرى لإستغلالهم أغنية الراحل سيد خليفة أودعكم مستخدمين نفس اللحن ومعظم الكلمات وأشارو للحن والكلمات بأنها تراث وجزء منهما لشاعرهم وملحنهم دون ذكر الراحل سيد خليفة ودون أن يجدوا من يتصدى لهم . فقضية حماية الملكية الفكرية والتأليف هذه مهمة للغاية لحماية فننا الأصيل ، وأعتقد بأننا لانمانع من إستلاف فننا ولكن لابد من الاشارة اليه فهذا سيكون سبيلا للوصول الى أذن المستمع العربي الذي إنقطعنا عنه بموت الراحل سيد خليفة .

Post: #3
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: Dr.Abbas Mustafa
Date: 12-24-2003, 11:47 AM
Parent: #2

الموضوع مثير للنقاش , اللبنانيون مثلا يغنون على الحان مشهورة في تركيا ولكنهم يشترونها من اصحابها ,ووسط الدائرة لم ينسبها محمد منير لمحمد وردي وهو يغني من السودان ويقول ان ما يغنيه تراث نوبي .القضية في تقديري متداخلة بين رغبة الرجل في البحث عن جذور غناء النوبة وحنينه ( مثل اهله في نوبة مصر) الى غناء اهلهم في السودان .. و الخوف من ترحيل جوانب من ثقافة لا يملكها و اخفاء مصدرها .

Post: #4
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: الجندرية
Date: 12-24-2003, 12:01 PM

بالله الحق وما طالبني حليفة
امس كنا في السيرة دي مع ود النو
المحزن انو محمد منير يطرح نفسه كفنان مثقف صاحب موقف
لكن عدم رد الحقوق الى اهلها يثير الحنق
علمت انه تواصل مع الشاعر محجوب شريف واستاذنه في اخذ قصيدة الشعب حيبي وشرياني
وجلب اولاد حاج الماحي ليدقو له الطار في مدحته الجميلة التي انزلها الاخ مراويد هنا
لو فقط يعلن عن اصحاب الحق كما تقضلت دكتور عباس لكانت محبته ارتفعت قراريط اضافية في قلوبنا
ومع ذلك لا املك غير الطرب بصوته حتى النخاع
والترديد خلفه علي صوتك بالغناء لسه الأغاني ممكنة

Post: #5
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: tmbis
Date: 12-24-2003, 12:27 PM
Parent: #4

د. مصطفي
سلام
محمد منير شاب نشط .. مهتم بالاغاني التراثية ..بحثا وتجديدا . وقدم مجموعة من الاعمال الناجحة الخاصة بالتراث النوبي .. وزي ما ذكر هنا انو قدم عمل وسط الدايرة للاستاذ محمد وردي . واشار إلي انها من التراث النوبي ..أو دون الإشارة إلي الاستاذ محمد وردي والشعب حبيب وشرياني بعدما اخده من الاستاذ محجوب شريف
فما عارف طالما في اهتمام بالعمل السوداني وفي امكانية أنو ينتشر بي طريقة أو بأخري بي شكل اوسع أعتقد أنو في جهات وفي فنانيين وملحنين ولجان ممكن تتصدي للظاهرة دي بي شكل عملي دون ما ياثر علي شكل العلاقة بين المودي طالما هو اعجب بالعمل وساهم علي نشرو .. يعني بي شكل اوضح .. تثبيت شرعية العمل عن طريق القنوات المختصه ..
والكثير من الكتير من الاعمال السودانية محرفه ومنتشرة من غير مطالبه بي اي حقوق من اصحابه .. بينما في الداخل بنجد انو في ظاهرة النزاع علي عمل واحد.. وجرجره ومحاكم ..



Post: #6
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: Dr.Abbas Mustafa
Date: 12-24-2003, 12:39 PM
Parent: #5

سعدت كثيرا بردود الجندرية وتبمس وعلي عثمان ,, كون الرجل يحب غناءنا هو امر غير منكور ويرغب في نقله الى العالم هو شئ ايضا نقدره ,, لكنه انشأ مركزا لجمع تراث حوض النيل ,, هذا الحوض الذي يبلغ حجمه عشر دول باضافة ارتيريا ( ارجو ان يكون الرقم صحيحا ) وهو ما يجعلني اتشكك في ان الرجل لن يذهب بعينه الى ابعد من السودان .. اعذر من انذر

Post: #11
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: Rawia
Date: 12-24-2003, 04:01 PM
Parent: #5




Good job Tmbis

Post: #7
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: Husam Hilali
Date: 12-24-2003, 12:43 PM

والله يا Dr.Abbas Mustafa
المال السايب يعلم السرقة
نحن ما دايرين نعلق كل فشلنا على الحكومة زي ما بيقول الأخ كاباروس لكين من أيام ديكتاتورية عبود ، المصريين " كبار القوم " اتعلموا أنه يضربوا السودانيين على قفاهم .. وبنوا السد العالي واتهجر المحس والحلفاويين من أراضي وارثنها من أجدادهم من آلاف السنين ... وبقى حق السودانيين مهضوم لأنه حكوماتهم حتى على مستوى الديمقراطيات الفتية كانت ما بتسعى لرفعة المواطن على المستوى المطلوب

جانب آخر :
الكثير من السودانيين بيتعامل مع أمور الملكية في الامور المادية بالكثير من الاريحية التي قد تصل غلى السذاجة وكلنا يذكر قصة شلل الفنان الراحل أحمد المصطفى حين نصب عليه ( أخوه ) في أمواله التي ظل يشقى لأجلها طوال مشواره الفني وفي النهاية لم يرد له حقه حتى عبر القانون !! .. ونعلم النظرة التي توجه إلى فنانين من أمثال محمد الأمين حين لا يتساهلون في الامور المادية من قناعة صحيحة مائة في المائة أن الحق حق .. فما بالنا بحقوق الملكية الفكرية التي هي قمة التساهل عند المبدعين السودانيين ... ونعلم أن حتى محمد منير الذي يعتبر من أفضل الفنانين المصريين / النوبيين حاول عدة مرات الإعتداء على حقوق الملكية الفكرية التي لا وجود لها في الفن السوداني بشكل جاد .

ولأن فننا جميل فيجب أن نشكر محمد منير لانه يعتدي عليه بالسرقة ويقوم بنشره ولو باسم الفن النوبي / المصري ... ما دمنا نحن غير قادرين على حماية أنفسنا وفنوننا وثقافتنا وموروثنا الفلكلوري تجاه تيار صراع الحضارات الذي تفرضه العولمة باي شكل من الاشكال

المسالة تحتاج جدية من الجميع .. النقابات منظمات المجتمع المدني ، الحكومة الجماهير ............ الجميع ممن يغيرون على السودان وعلى تراثه المهدور

Post: #8
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: Dr.Abbas Mustafa
Date: 12-24-2003, 12:49 PM
Parent: #7

هذا لأن اجمل ما نملكه هو تراثنا الموسيقي والغنائي .. محمد منير يعرف ثراء هذا التراث ,, وربما يعرف اننا غافلون ومتسامحون ,,

Post: #9
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: Elmosley
Date: 12-24-2003, 02:47 PM

عزيزي د مصطفي تعاني موسيقانا كثيرا من سطو كبير دون ادني اعتبار لحق الملكيه
ولكن الايام ستكون اكثر نصرة لموسيقانا بفضل وعي الاجيال الجديدة بحقوقها
ولكن فكرة مركز منير في حد ذاتها جيده اذا تم توظيفها نزاهة واخلاق

Post: #10
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: عمر بانقا
Date: 12-24-2003, 03:03 PM

عزيزي د عباس
تحياتي
المتتبع للحركة الفنية في السودان يلحظ بوضوح الرؤية لدي اهل الغناء والموسيقي
في السودان ووعيهم التام بحق المؤلف والقدرة التامة علي حماية ذلك الحق بنص القانون
فان تسلح المبدعون بمثل هذا الوعي فانه من الصعوبة بمكان ان يسلب حقهم الادبي والمادي
اما فكرة المركز والذي ينوي محمد منير اقامته في فكره غير مسبوقة وجميله
في تلك المنطقة
Quote: علمابان مركز الموصلي للفنون والموسيقي ياخذ هذه الفكرة كجزء من اهتماماته ولكن بتعميم اكثر

Post: #12
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: إيمان أحمد
Date: 12-25-2003, 05:00 AM
Parent: #10

الدكتور عباس مصطفي
الموضوع هام وحيوي.
أتألم كثيرا عندما أجد حتي فنانينا السودانيين الحديثين يتغنوا ببعض الأغاني، ويتملصون من مسؤلية البحث عن صاحبها، او شاعرها بنسبها إلي "التراث".
علي حد معرفتي، فأن الفنان محمد منير واجه عدم رضا وردي تجاه غنائه لوسط الدايرة، وقد سمعت وردي مرة يعلق علي هذا الفعل غير المحمود (أظن أن الموضوع وصل حد المقاضاة والتعويض).
أما "الشعب حبيبي وشرياني" للشاعر محجوب شريف، فقد غناها محمد منير وفق تعاون فني بينه والأستاذ محجوب شريف.
والله كلامك يبعث علي التخوف فعلا. والدلائل من الواقع موجودة علي احتمال وقوع مانخشاه. لكن، أين القنوات الرسمية ؟ وهل هناك جهات دولية تعالج هذه المواضيع ؟ (والأسئلة لأهل الفن والعارفين)
تحياتي وتقديري
إيمان

Post: #13
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: ahmed khair
Date: 12-25-2003, 05:48 AM

الاخ د. عباس مصطفي
لك التحيه
اود ان اقول ان غنية دوب يا دوب لازم نرضي بالمكتوب وهي سودانيه اصيلة وسمعت احد الفنانين المصرين يغنيها بنفس اللحن وتغير في بعض الكلامات ونسبت اليه وانها تراث اسكندراني يعني من الاسكندريه
ولا ذكر للفنان ولا الشاعر ولا حياة لمن تنادي

Post: #14
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: Dr.Abbas Mustafa
Date: 12-25-2003, 10:25 AM
Parent: #13

قيام منير بانشاء مركزه المني بجمع تراث حوض النيل الموسيقى يجب التعامل معه بفهم المصلحة المتبادلة لا وفق النوايا الطيبة ,,

Post: #15
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: kofi
Date: 12-25-2003, 10:11 PM

الاخوان
اذا تعاملنا مع الفن بدون حساسية بكون افضل والمسالة حساب بنخسر قدر اية بالمشاكل والحساسيات مثلا:اغنية (ياترى حجبوك من عينى لية) ابدع فيها المايو بطريقة لايمكن وان توصف واجزم انها (ساحرة) للحد البعيد بل وباعتراف صاحبها الموسيقار بشير عباس (مزهلة)
حدثت المشكلة وطار فى ذلك الزمن بشير عباس الى ادس ابابا وافتعل المشكلة وبالطبع هو(بشير) على حق ,,وفقدنا المايو !!وفقدنا الاغنية الساحرة,,
لمصلحة من!!!
صحيح ان المستمع انانى والمهم الانبساط وجات كيف مابيخصة كتير والفنانين بيتسابقوا لأرضاءة ,,
هنالك قاسم مشترك بين منير وجزء كبير من السودان وحتى جنوب سوبا وهذا التراث ملك لجميع سكان المنطقة وهى غنية وستظل!!
محمد منير امكانياتة الهائلة وسيلة خير اذا (شغلنا الطاسة)
والمستمعين يتساءلون فى اى مكان (من اين ياتى بهذا؟)
والاجابة عندنا بالطبع,,مع اعترافى بان الفن عالمى وماعندوا حدود,,
وانا ماشفت زول احتج على الجابرى لم غنى (عطشان ياصبايا!!

Post: #16
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: Moawia Yassin
Date: 12-26-2003, 02:46 AM

أخي العزيز الدكتور عباس ... والاخوة الأفاضل الذين كانت لهم مداخلات مشجعة على هذا البوست المهم... أعتذر بدءاً لمداخلتي المتأخرة. وددت أن أقول إن ما يقوم به الاخ محمد منير وغيره من الإخوة النوبيين المصريين شيء مدهش حقاً، لأن محمد وردي وشرحبيل وأبو عركي البخيت أحياء يرزقون ولم يتحول إنتاجهم الغنائي تراثاً بحكم المقياس الزمني المعروف والمعاصرة.
وقد قام فنان نوبي مصري يدعى سيد بالسطو على أغنية "الليل الهادي" لفناننا الكبير شرحبيل أحمد، وتغنى بها وقام بتسجيلها في شريط كاسيت يحمل اسمها وكتب بعين قوية انها "تراث نوبي"! واضطر الأستاذ شرحبيل إلى انتهاز فرصة ذهابه إلى القاهرة تلبية لدعوة من هيئة الأوبرا المصرية إلى بدء إجراءات للتقاضي مع الفنان السارق، غير أن تدخل الإخوة السودانيين والنوبيين، وعدم رغبة شرحبيل في اللهاث وراء المحاكم جعله يركن إلى قبول تسوية مالية.
وأذكر أنني اشتريت في لندن قرصاً مدمجاً عنوانه "سلامات" لفرقة نوبية مصرية تم تسجيله وطباعته في أوروبا ويتضمن أغنيتي "المامبو السوداني" لفناننا الراحل سيد خليفة و"نور النوار" للفنان الأخ أبو عركي البخيت. وتمت الإضارة إلى الأغنيتين باعتبارهما لحنين من "التراث النوبي"!
أما جرم الاخ منير، وهو فنان صديق ومحب للسودانيين، فقد كان أمراً لا يغتفر. والغريب أن عذره كان أقبح من ذنبه. فقد زعم أنه تغنى بـ "وسط الدايرة" لأنه معجب بمحمد وردي. والحقيقة أن محمد منير كان مقيماً في الخرطوم أثناء الفترة التي كانت فيها هذه الأغنية Top Hit كما يقال. كان ذلك في منتصف ثمانيات القرن الماضي. وتعرف منير إلى وردي إبان تلك الفترة، فتولى وردي تشجيعه وقدمه إلى رموز المجتمع النوبي السوداني، فاصطحبه إلى جلسات في منزل الأستاذين جمال محمد أحمد ومحمد توفيق، عليهما رحمة الله.
وأذكر أني كنت قد أجريت مقابلتين صحافيتين مع كل من وردي ومنير بعدما اندلعت فضيحة "وسط الدايرة". وقد تولى تقديمي إلى منير صديقنا العزيز المشترك صلاح مزمل أبو الريش الذي لجأ إليه منير عندما قرر أن يؤدي أغنية محجوب شريف وعبد اللطيف عبد الغني "الشعب حبيبي وشرياني"، فتولى صلاح عبر اتصالات مكوكية تنسيق التنازلات المطلوبة من الشاعر والملحن-المؤدي. ويبدو أن منير أراد أن يقطع الطريق على أي إشكال محتمل مع هؤلاء السودانيين بتوع المشاكل، لأن الأخ وردي صعّد المسألة إلى أبعد مدى بإثارتها مع نقابة الموسيقيين وجهات ثقافية أخرى في مصر، ولولا أن وردي كان سودانياً صميماً ومش بتاع مشاكل لكانت نقابة الموسيقيين اتخذت إجراء تأديبياً بحق الفنان الشاب الذي تغنى بأغنية سودانية لها شاعر وملحن ومؤدٍّ معروفٌ وقدمها باعتبارها أغنية مصرية، وكانت المفاجأة أنها فازت في أحد مهرجانات الأغنية في حوض البحر المتوسط.
وأذكر أن منير كان قد فرغ قبل بضعة ايام من اندلاع مشكلته مع وردي من توزيع وتسجيل أغنية وردي الذائعة "حرّمت الحب والريدة"، وهي من كلمات وتلحين الشاعر الطاهر إبراهيم. لو سكت وردي ماذا كان منير سيفعل؟
لا أوافق الأخ الذي دعا إلى عدم الحساسية تجاه الغناء السوداني الذي يؤديه مطربون من أبناء الشعوب الأخرى. يمكن أن تتلاشى الحساسية إذا كان هناك تقدير للشعب صاحب هذه الشخصية الموسيقية الغنائية الخاصة المسروقة أو المقتبسة. لكن أولئك لا يعترفون بالسودان ولا قدرتهم على الإبداع الغنائي والموسيقي. فقد ذهبت ذات مرة إلى أريتريا وأثيوبيا في نهاية العقد التاسع من القرن الماضي... وسمعت أثناء الانتظار في صالة المغدرة في مطار أسمرا موسيقى أغنية "عزة في هواك" التي أفهمني أحد العاملين في المطار انها لحن أريتري! وحين ذهبت إلى أديس أبابا كان التلفزيون – وأظنه ما يزال – يبث "عزة في هواك" بالطريقة التي أداها بها الفنان الأثيوبي العظيم تلهون قسسا أثناء زيارته للخرطوم ضمن الفرقة الأثيوبية التي رافقت الرئيس السابق منجستو هايلي مريام تلبية لدعوة من الرئيس السابق جعفر نميري. ووجدت في إذاعة أديس أبابا من تصدى لي بقوة محاولاص إفحامي بأنها أغنية أثيوبية صميمة! لماذا؟ لأن تلهون عبأها بكلمات أمهرية وأداها بأسلوبه الغنائي الفريد. وهو حين أداها في الخرطوم في تلك الآونة التي كنت أحد حضورها فعل ذلك تحبباً إلى السودانيين وتودداً، مثلما يستبدل سيد خليفة مطالع بعض أغنياته الشهيرات بكلمات أمهرية ليخطب ود جمهوره الأثيوبي.
ومن أعجب ما صادفني أنني استمعت ذات مرة إلى الإذاعة الأثيوبية بلغة التيجراي إلى عدد من الأغنيات السودانية "المؤثيبة" (إذا جاز هذا النحت)، وأذكر منها أغنية الفنان كمال ترباس "بقليبك تقول لي تعال وتعال"!!! ولم يكن ذلك في برنامج خاص، بل تقدم هذه الأغنيات الأغنيات ضمن الفواصل الغنائية في بث البرنامج العام. ولكن لا غبار على مثل هذا التداخل، لأن شعوب القرن الإفريقي تسلّم سلفاً بالتفوق الثقافي للشعب السوداني وتعتبره متقدماً عليها في كثير من المجالات. وقيل في الأثر إن الصبر على مضض الأخ خير من معاتبته، والمعاتبة خير من القطيعة، والقطيعة خير من الوقيعة.
وفي ختام هذه المداخلة رأيت ان أنقل هاهنا نص اللقاء الذي أجريته مع وردي ومنير حسبما هو مشار إليه في غير هذا المكان. وللجميع مودتي، خاصة الأخ يوسف الموصلي الذي طال عهدنا به، رعاه الله وسلمه.

“فرّحي خلق الله” السودانية أضحت “وسط الدايرة” المصرية

أغنية تفجر أزمة فنية بين المطربين
وردي ومحمد منير في القاهرة

لندن – معاوية يس:
“وسط الدايرة” عنوان اشهر الألبومات الغنائية للمطرب النوبي المصري محمد منير. غير ان “وسط الدايرة” هي ايضاً احدى اشهر أغنيات المطرب النوبي السوداني محمد وردي. ولأن منير لم يستأذن وردي في آداء أغنيته، بل ولم يعبأ بذكر اسمه على غلاف الألبوم باعتباره ملحنها، كما أنه لم يشر إلى اسم ناظمها الشاعر الغنائي السوداني اسحق الحلنقي، لكل ذلك تدور معركة كبيرة على صفحات الصحف تهدد بجر المطربيْن إلى ساحات القضاء.
واتخذت الازمة طابعاً سودانياً بحتاً بعدما شاهد مئات الآلاف من السودانيين والمصريين محمد منير يردد الأغنية نفسها في حفلات مهرجان فنون البحر الابيض المتوسط الذي اقيمت دورته السابعة اخيراً في باريس.
وبدأ الاهتمام الشعبي السوداني يزيد بعدما نشرت صحيفة “الخرطوم” السودانية التي تصدر في القاهرة مقالا للكاتب السوداني الدكتور محمد عبدالله الريح يعيب فيه منير على استلاب ابداع سوداني. ورد الناقد الفني السوداني نجيب نورالدين بمقال قلل فيه من شأن الضجة الصحافية التي اثارها تصرف منير، واعتبر ان ابداع المطرب وردي وجد طريقاً إلى العالمية، وهي بنظره غاية ما يتمناه المطرب والمستمع السودانيان لفن بلادهما.
ويبدو ان منير شعر بان نجاح “وسط الدايرة”سبب قوي للتغني بعمل ناجح آخر من اعمال وردي التي يحد من انتشارها عربياً اعتماد الموسيقى السودانية على السلم الخماسي الذي يوجد في افريقيا، خصوصاً غربها وجنوبها ومنطقة القرن الافريقي إلى جانب الصين والهند واليابان وبعض الجيوب الخماسية في اوروبا كايرلندا واسكوتلندا.
لذلك اختار أغنية اخرى قدمها وردي في الستينات عنوانها “حرمت الحب والريدة”- نظمها الشاعر السوداني الطاهر ابراهيم - وقرر ان يجعلها اولى أغنيات ألبومه الجديد “طعم البيوت” الذي سيصدر هذا الاسبوع في القاهرة. غير ان وردي سارع بايقافه قانونياً عن أدائها .
بدأ وردي (61 عاماً) مشواره الفني العام 1957 في دار الاذاعة السودانية. واستقال في العام نفسه من مهنة التدريس ليحترف الغناء. وهو شاعر مجيد باللغة النوبية، ويصفه الموسيقيون السودانيون والغربيون بسعة الخيال الفني، وامتلاك قدرة فريدة على استلهام التراث النوبي. وهو أيضاً ملحن كبير، ومايسترو، وعازف بيانو وعود وطمبور (ربابة). ويقيم في القاهرة التي اختارها منفى له منذ العام 1990.
اما محمد منير فهو من ابناء النوبة في منطقة اسوان في صعيد مصر، وهي متاخمة لمنطقة النوبة السودانيين. يعتمد في معظم أعماله على الملحن النوبي المعروف أحمد منيب. واعتمد في احراز النجاح الذي اصابه على استلهام التراث الغنائي في النوبة، وابداعاته الثرية بالنغمات الخماسية التي تنم عن خيال موسيقي واسع، وانتاج مشحون بعاطفة جياشة.
وتعاقد منير في مستهل حياته الفنية على احياء حفلات دامت بضعة أشهر في الخرطوم لقي خلالها تجاوباً كبيراً من مستمعي فن الغناء في السودان. ومنير فنان مغامر، مسكون بهاجس التجديد. غير ان موهبته تقتصر على الآداء. وهو يقر بأنه لا يلحن أغنياته بنفسه. وهو في الوقت نفسه معجب بوردي، حتى انه يصف أغنيات الأخير بانها “حميمة إلى النفس"، او “حميمية” كما يقول.
تحدثت “الحياة” إلى طرفي القضية التي اضحت حديث الوسط الفني المصري ومجتمعات السودانيين في مصر والدول الخليجية.

محمد منير:
... غنيت "وسط الدايرة"
في الخرطوم فلماذا
لم يمنعني وردي آنذاك...؟

عاد المطرب المصري محمد منير إلى القاهرة اخيراً اثر مشاركته في مهرجان فنون البحر الابيض المتوسط الذي اقيم في باريس. وهو يعكف حالياً على اعداد مجموعة غنائية جديدة يتضمنها شريط بعنوان “طعم البيوت". ولولا الازمة الراهنة بين منير والنقيب السابق للمطربين السودانيين الفنان محمد عثمان وردي لكان الشريط الجديد رأى النور قبل اسبوع. ولهذا قصة في ثنايا الحوار التالي:
* ما هو أساس الخلاف الراهن بينك والمطرب السوداني وردي؟
- لا ادري لماذ يتصرف معي وردي بهذه الطريقة. ولا ادري لماذ يريد الوقوف ضد النجاح الذي حققته بأغنية “وسط الدايرة". انا لم أغنها اليوم، وليست مشاركتي بها في مهرجان فنون البحر الابيض المتوسط هي المرة الاولى التي أؤي فيها هذه الأغنية. انني أغنيها منذ عام 1986.
ليس ذلك فحسب اذ عرضت على الاستاذ وردي ان يتقاضى مبلغاً مالياً نظير التنازل عن الأغنية. واتفقنا على ان يتنازل لي عن أغنيته “الحب والريدة” التي لحنها وغناها في الخمسينات.
* كلتاهما من انجح أغنيات وردي افريقياً وسودانياً. أليس من حقه عليك ان تمنحه المبلغ الذي طلبه نظيرهما؟
- هل تعلم اني انفقت اكثر من 20 الف جنيه لتوفير تذاكر الموسيقيين الذين استعنت بهم من المانيا لتنفيذ "وسط الدايرة"، ومقابلة كلفة اقامتهم في مصر. هل يعقل ان يطلب مني وردي فجأة أن أمنحه 15 ألف جنيه مصري؟! انه مبلغ لا يتقاضاه حتى كبار الملحنين. تعاملت مع ملحنين كبار كالاستاذين كمال الطويل وبليغ حمدي. لكنهما لم يعجزاني لهذا الحد.
* هذه الأغنية الأخيرة سودانية صميمة رسخت في وجدان السودانيين منذ عقود. لماذا تريد التغني بها؟ ولماذا انت معجب بالمطرب وردي دون غيره من المطربين السودانيين؟
- انا من أبناء أسوان كما تعلم، ونحن نحن النوبيين في مصر الغناء السوداني. ووردي غير معروف في مصر، وقيمته الحقيقية هنا من خلالنا نحن النوبيين. وانا لست معجباً به وحده، فانا ايضاً احب أغنيات المطربين السودانيين احمد المصطفى وحمد الرّيَّح.
* لكن وردي يغني في مسارح القاهرة والاسكندرية واسوان منذ نهاية الخمسينات بطلب خاص من النوبيين المصريين. كيف تبرر اشارتك إلى انه غير معروف إلا من خلالكم؟
- انا خلاص كرهت الشغل ده. بلاش فن وردي. التراث النوبي غني بغير وردي.
* لماذا احتج وردي على أدائك أغنيته “وسط الدايرة"؟
- انا رأيي أنها غيرة. ولا تعليق لي غير ذلك.
* لكن وردي مطرب كبير ومخضرم بدأ الغناء في مطلع العقد الخامس. كيف يشعر بالغيرة منك وانت اقتحمت حلبة الغناء أخيراً جداً؟
- من سوء حظي اني اخترت أن أغني لوردي. هناك ملحنون كبار يلهثون ورائي على أمل ان اغني ألحانهم، لكني أرفض. لان لي رؤية خاصة اجتهد في بلورتها. ذكر وردي انه شكاني إلى نقابة المهن الموسيقية وادارة مهرجان فنون البحر الابيض المتوسط. وهو كلام غير منطقي أعتقد انه يثير التعاطف معي، وليس معه. وانا حقيقة لا أفهم لماذا يتصرف بهذه الطريقة؟
* لانك تتغنى بلحن يملكه ونفذه بصوته. أليس هو على حق؟
- وما الجديد؟ غنيت هذا اللحن منذ 1986. بل غنيته في الخرطوم. فلماذا لم يمنعني؟
- انت معروف عربياً باعتبارك مطرباً مصرياً، وليس سودانياً. لماذا هذا التعلق من جانبك بالأغنيات السودانية؟
- نحن النوبيين نطرب للغناء الخماسي السوداني لانه يمثل البيئة التي نشأنا فيها. والأغنية الخماسية النوبية فيها مساحات اختيار نغمي واسع. وقد اخترت ثلاثة أرباع عملي الغنائي من هناك. لان تراثنا الموسيقي في النوبة ثري جداً.
* هل يعني ذلك ان نجاحك عربياً ومصرياً قائم على تهجين الغناء النوبي بالموسيقى الشرقية السباعية المألوفة في البلدان العربية؟
- لا. أنا ضد التهجين. واعتقد ان سر نجاحي يكمن في صدقي مع نفسي، ولاني أغني بإخلاص، وفي إطار وجهة نظر معاصرة تجاه ما يحدث في عالمنا اليوم.
* هل يعني ذلك ان الغناء النوبي الذي تعتبره اساس اسلوبك الغنائي هو الذي حكم على شكل أغنياتك بالقصر الزمني والايقاع الراقص السريع؟
- غيري مطربون كثر يمارسون البكاء والمواويل. نشأتي النوبية افعمتني بالايقاعات السريعة. وعموماً انا لست متيماً بالسكك الشرقية في الغناء. أحترمها لكني لا أفضلها.
* علمت ان نزاعك الراهن مع الفنان السوداني محمد وردي قد يؤجل صدور شريطك الغنائي الجديد ...
- الشريط الجديد عنوانه “طعم البيوت"، ونفذه معي الموسيقار عزيز الناصر، وهو موسيقار مصري يقيم منذ فترة طويلة في شيكاغو. ويضم الشريط أغنيات “عينيك تحت القمر”و”هوّن ياليل”و”لو بطّلنا نحلم نموت". وكان مقرراً ان يتضمن الشريط أغنية “حرّمت الحب والريدة” التي غنّاها وردي. غير اني اضطررت إلى سحبها من الشريط اثر خلافنا الاخير، وسأضع بدلاً منها أغنية “افتح قلبك".

محمد وردي:
... غيرة؟ وهل منير ملحن أم
عازف عود وبيانو مثلي ...؟

تحدثت “الحياة”إلى المطرب السوداني محمد عثمان وردي الذي يقيم في القاهرة منذ مغادرته السودان العام 1990. ويقوم كل عام بجولة فنية في دول الخليج العربية وبعض العواصم الغربية. وكان آخر نشاطاته المشاركة بأغنية “وسط الدايرة” نفسها في مهرجان ذكرى افتتاح اذاعة صوت العرب المصرية الذي أقيم في القاهرة.
وفي ما يأتي نص الحديث:
* لماذا هذه المعارك الصحافية العنيفة مع المطرب محمد منير؟
- أي معارك؟ لم أدل إلا بتصريح لصحيفة الوفد المصرية حول موضوع “وسط الدايرة". اما ما أثير في صحيفة "الخرطوم" وبعض الصحف المصرية والسودانية فهو دفاع جمهوري عني، وهو جمهور يدرك جيداً أنني لست من هواة المعارك، لكني لم أتعود السكوت على القهر والظلم.
* هل يستحق الموضوع هذه الضجة؟ ألا يزيدك فخراً ان تكون أغنياتك على كل لسان خارج نطاق بلادك؟
- ولكن ماذا يفيدني ويفيد السودانيين إذا كانت الجماهير العربية تردد أغنية لا تعرف شيئاً عن ملحنها وشاعرها؟ مشكلتي مع منير أنه غنى “وسط الدايرة” وحرص على ألا يذكر شاعرها ولا ملحنها. ولذلك شكوته إلى نقابة المهن الموسيقية. في نظري - وأنا نقيب سابق للمطربين والموسيقيين السودانيين - أن تغنِّي منير بهذه الأغنية في مهرجان دولي خارج الوطن العربي يمثل إساءة بحق الأغنية المصرية. لأن “وسط الدايرة” أغنية سودانية صميمة، وليست مصرية.
* ألا ينطوي الخلاف على مبالغ مالية؟
- وماذا يعني إذا طلبت من منير إعطائي 15 ألف جنيه نظير التنازل عن الأغنية؟ هنا في مصر المعروف في التعامل في الوسط الفني ان الملحن يتقاضى 20 الف جنيه مصري نظير الأغنية. ربما اغتاظ منير مني لاني طالبته ايضاً بتخصيص مبلغ للشاعر اسحق الحلنقي الذي نظم “وسط الدايرة"، ومبلغٍ مماثلٍ للشاعر الطاهر ابراهيم الذي لحن أغنية “حرّمت الحب والريدة".
* منير يعتقد أنك تغار منه!!
- أنا أغار من منير؟! ما هي امكاناته الموجبة للغيرة؟ هل هو ملحن؟ هل هو عازف عود؟ هل هو عازف بيانو؟ هل ينافسني في رحابة امكاناتي الصوتية بشهادة كبار الموسيقيين في القاهرة كالاستاذ الراحل محمد عبد الوهاب وغيره؟
* لكنه تغنى بأغنيتك “وسط الدايرة” منذ زيارته للخرطوم عام 1985. واظنك تعرفت اليه وجمعتكما مجالس. ولم تبد اعتراضاً منذ ذلك الوقت. لماذا الاعتراض الآن؟
- كتبت له عن طريق محام طالباً منه ان يتفاوض معي قبل ان يؤديها في حفلاته العامة. ولم يكلف نفسه عناء الرد علي. ولو كان طلب مني مجرد الإذن بأدائها قبل سفره إلى مهرجان فنون البحر الابيض المتوسط، أو لو اكتفى بذكر اسمي باعتباري صاحب اللحن لما حدث شئ.
لكني اعتبرت تجاهله ذلك بمثابة سرقة لمشاعر أمة بأسرها. واعجب منه يصرح للصحف بان الأغنية المصرية “وسط الدايرة” كانت خير ممثل للغناء المصري في المهرجانات الدولية. لماذا يريد منير أن ينكر على السودانيين حقهم في الابداع الفني؟
صحيح اننا التقينا في الخرطوم، واذكر اني احتفيت به ضيفاً على اهله في السودان، وهيأت له جلسة عامرة مع اديبنا الراحل الاستاذ جمال محمد احمد ووزير الثقافة والاعلام والخارجية السابق محمد توفيق احمد. ولا زلت أذكر ان المرحوم جمال نصحه بان يستمع جيداً إلى محمد وردي ليتعلم منه.
* ابلغني منير انه سعى إلى الاتصال بك في القاهرة. وذكر تحديداً ان صديقه عصمت محمد توفيق حاول التوسط بينكما ...
- ليس صحيحاً أنه اتصل بي. ولماذا يتصل؟ أليست باب داري مفتوحة ليلاً ونهاراً للنوبيين والسودانيين والمصريين والموسيقيين من البلدين؟ سبق ان اتصل بي عصمت توفيق ووعدني بزيارة، لكنه تأخر ثلاث ساعات عن موعده. وهو أمر ينم عن عدم التقدير والاحترام.
صدقني انا لست محتاجاً إلى تعليق اي قدر من الامل على ما تنطوي عليه التسوية المالية المعتادة في مثل هذه الشؤون الفنية. وموضوع الثمن والمقابل المادي ليس مشكلتي، فلو أقدمت فقط على اعادة تسجيل أغنياتي القديمة فسيكفيني عائدها لأعيش حياة كريمة عشراً او عشرين سنة أخرى.
* بمناسبة الأغنيات القديمة أبدى كثير من مستمعيك استياء من اعادة تسجيلها بأسلوب جديد لا يتطابق مع التسجيلات الاصلية التي انطبعت في وجدان السودانيين وعشاق غنائك من دول الجوار الافريقية ...
- أتحدث اليك ومعي في المنزل اعضاء فرقتي الموسيقية لاننا مشغولون باعادة النظر في الأغنيات القديمة التي كتبها لي الشاعر الراحل اسماعيل حسن، خصوصاً “المستحيل” و”خاف من الله على قلبي". ونوقع في الوقت ذاته بعض أغنياتي الكبيرة القديمة، خصوصاً “مرحباً ياشوق” للشاعر الجيلي عبدالمنعم عباس، و”الحبيب العائد"، و”جمال الدنيا”.
في ما يتعلق بالاعتراض على التجديد، أقول: كل شئ تطور، حتى محمد وردي نفسه. ومعظم أغنياتي الكبيرة القديمة عندما سجلتها للإذاعات السودانية والمصرية والعربية لم تكن الفرقة الموسيقية السودانية عرفت آلات حديثة كالقيثار والاورغ وغيرهما.
غير اني اشير إلى اني حريص غاية الحرص على عدم الخروج عن اصل اللحن. لكن مجاراة العصر مهمة، ومن شاء التمسك بالتسجيلات القديمة فهي موجودة في الاذاعة السودانية ولم اطلب إعدامها.
* تقيم في مصر التي تعتبر حاضرة الغناء العربي. هل قارنت وضع الأغنية العربية الراهن بما كانت عليه قبل اختيارك المنفى؟ وهل أثرت اقامتك في هذه البيئة النغمية المختلفة على انتاجك الموسيقي؟
- للأسف الشديد أن الأغنية العربية تعاني هبوطاً مخيفاً. ومدى تأثري بهذه البيئة ربما انعكس في توفر فرص افضل للاستماع والقراءة. لكني متمسك بطابعي الغنائي السوداني، واحمد الله اني لا زلت قادراً على العطاء. ولا أعتقد أني مطالب بالخروج عن جلدي الموسيقي السوداني بعد كل هذا الإنتاج والتاريخ الطويل لكي أثبت أني مجدد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نشرهذا المقال في صحيفة “الحياة”التي تصدر في لندن في العدد الصادر بتأريخ 6 يوليو/تموز 1993.



Post: #17
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: Elmosley
Date: 12-26-2003, 02:58 PM
Parent: #16

اخي العزيز معاويه يس
شكرا لك علي الافادة الوافيه حول هذا الموضوع
وكما اسلفت فان الاخوه الفنانين المصريين ان
استأذنو وحفظوا الحقوق فمرحبا بهم

Post: #18
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: Dr.Abbas Mustafa
Date: 12-26-2003, 03:26 PM
Parent: #16

الامر عزيزي الاستاذ معاويةيسين ليس بالتبسيط الذي يبديه البعض ,, سمعت شيئا في القناة الخامسة الالمانية من مالي ,, موسيقى سودانية مئة بالمائة ومغني من مالي ,, نحن نتحرك شرقا وغربا في تمازجنا الثقافي اكثر من حركتنا شمالا وجنوبا فالشمال محكوم بسياج نوبي لا يقوى على التحرك شمالا والجنوب يتوه في الفضاء الافريقي العريض وتصده موسيقى اهل الكونقو ,, اما موسيقانا فانها تتحرك بحرية الى الشرق الى اثيوبيا وارتيريا والصومال وجيبوتي الى اليمن وغربا الى شاد و مالي والكاميرون ونيجريا والنيجر الى الطوارق الذين يغنون التم تممثلملما نقلناه منهم
حوارك الطويل حول وسط الدائرة يقول لنا ان ذاكرتنا دائما ضعيفة ودائما نحن متاسهلون وعندنا استعداد كاف على تضييع اشياءنا الخاصة .

Post: #19
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: خالد
Date: 02-04-2004, 01:15 PM
Parent: #18

سلام وشكرا للدكتور عباس مصطفي وكل المشاركين

اولا الموضوع جد حيوي محمد منير فنان كبير وله جمهوره وله معجبه لكن لا يستطيع ان يصل الى مستوي الفنان وردي وسط الدايرة توقف عن غناها لكن يواصل ترديد مقاطع من رائعة محجوب شريف الشعب حبيبي ووجداني ، انا موجود في القاهرة ولحسن الحظ بتاريخ 2/2/2004 صادفت حفل لمحمد منير فلم يغني وسط الدائرة واذا بالجمهور يهتف حاجة لوردي يا استاذ فسالت واحد مصري كان يهتف ايضا قلت له ماذا تحب ان تسمع لوردي فقال لي وسط الدائرة !!!!!!!!!

Post: #20
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: Dr.Abbas Mustafa
Date: 02-04-2004, 01:40 PM
Parent: #19

تحية للاخ خالد ,,
الموضوع مرتبط بحفظ الحقوق , فردية او جماعية
الفردية منطقة يلينا منها ان تنتقل الثقافات بميزان الحق ,, ليس للموسيقى بلد ان انتقلت بشكل طبيعي مثلما جاءتنا التم تم من البربر ..ولكنها اصبحت سودانية.
وجماعية من ذات المدخل الذي لا تضيع فيه الحقوق ,,
ان يتفق وردي مع منير فعهو امر يهممها الاثنان معا ويحق مصالحهما الشخصية .
وان ينشئ منير مركزا لجمع الموسيقى الخاصة بوادي النيل ,, فهذا امر كبير يثير تساؤلات من نوع من سيدير صهر هذه الموسيقى وتقديمها الى محيط مركز منير والمستفيدين من المادة التي سيجمعها ؟
هل ياترى سيقوم الرجل بفهرسة وارشفة وتسمية المادة التي سيقوم بجمعها؟
هل سيتبع اسلوبا علميا في تطبيق ما ينوي ؟
ام ان الامر لا يعدو كونه الظفر باكبر كنز من التراث الموسيقي واستخدامه بشكل لا يحفظ الحقوق ؟؟
ارجو ان يتسع الامر للموضوع من مدخله المحدودلا اكثر .

Post: #21
Title: Re: محمد منير وغناء أهل السودان
Author: بهاء بكري
Date: 02-04-2004, 04:36 PM

دكتور عباس
الاخوه المتداخلين
لكم التحيه وانتم تنبشون فيما هو مسلوب عنا مسروق منا وماخوذ عنا عنوة بواسطه الاخوه المصريين تحت اي مسمى لهم
وفي تقديري ان المساله اكبر من ذلك بكثير ، لانني لا استبعد بأن يؤخذ وطننا غدا باسم التراث النوبي ونغض النظر عنه باسم السماحه ايضا والتي مؤكد عند الآخر لم تكن بهذا الاسم.
فما زال تهراقا واجداده يبكون تاريخهم المسلوب ويحملوننا ذلك بل ويسألوننا عنه، لذلك ارجو ان نقف للدفاع عن حضارتهم وحقوقهم المنتسبه الي بيوت لاتعرفهم ونحاول ان نثبت ذلك للاخرين ربما يجدون معنا حلا ولمصلحه الاثار السودانيه استدعائي.
ولكم التحيه
فيصل عباس