Post: #1
Title: جمعية للصداقة السودانية الأسرائيلية – هل هى ملامسة المنطق و مفارقة الوجدان؟
Author: هشام المجمر
Date: 11-08-2006, 06:06 AM
Parent: #0
اثارت خطوة الأستاذة تراجى مصطفى بتكوين و تسجيل جمعية للصداقة السودانية الإسرائيلية بكندا الكثير من اللغط والجدل فى الأوساط السودانية وربما نتج هذا الجدل عن مجافاة الحدث للوجدان السودانى و بالتحديد السودان الشمالى الوسطى ذو الصبغة العربية الإسلامية.
الملاحظ هنا أنه رغم إقامة العديد من الدول العربية و الإسلامية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل فى اعقاب إتفاقية اوسلو ومانتج عنها من سلام بين اسرائيل و الفلسطينيين و إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات لم تقم أى حكومة سودانية بمفاوضات مع الدولة العبرية تحت أى مسمى.
المنطق كان يقول بما أن الفلسطينيون أنفسهم قد صالحوا و اقاموا علاقات مع إسرائيل فلماذا لم يقم السودانيون بأى خطوة فى هذا الإتجاه خصوصا و أن الجارة الشمالية ذات النفوذ العربى الواسع مصر كانت قد وقعت إتفاقية سلام وأقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل فى النصف الثانى السبعينيات.
المدهش فى الأمر ان العلاقة مع إسرائيل ظلت من ضمن التابوهات السياسية فى السودان وبقيت ايضا محور للإتهامات بين الأحزاب السياسية المختلفة فى السودان وليس أدل على ذلك اكثر من الإتهام المتواصل للحركة الشعبية لتحرير السودان بإقامة علاقات مع إسرائيل و إتهام الراحل د. جون قرنق بزيارة إسرائيل رغم انه نفى ذلك علنا عدة مرات. و لا يفوتنا هنا ذكر الحملة العنيفة التى تعرض لها السيد الصادق المهدى عندما صافح شيمون بيريز فى احد المؤتمرات الخارجية الغريب ان الحملة لم تكن داخلية فقط بل خارجية اتت فى أغلبها من فلسطينيون تتمنى سلطتهم وتقيم الوساطات حتى تلتقى برئيس الوزراء الإسرائيلى ولو لمرة واحدة.
إذن لماذا لا يتقبل الوجدان السودانى ( الشمالى - الوسطى) أقامة علاقات مع إسرائيل او مجرد الأتصال بها؟
بالنظر لتاريخ الصراع العربى الأسرائيلى و تفاعل السودان والسودانيون مع أحداثه نجد أنهم كانوا و ما زالوا فى طليعة الشعوب العربية المتحمسة للقضية الفلسطينية وربما يكون السبب هو محاولة السودانيون إثبات عروبتهم المشكوك فيها من قبل من يفترض أن يكونوا أشقائهم و لكننا لا ننكر أيضا أن هناك مشاعر حقيقية وقوية فى مناهضتها للدولة العبرية و وقوفها مع الشعب الفلسطينى. ساعد على هذا الوجود الفاعل للأحزاب اليسارية و القومية العربية و الأسلامية و خطابها الأعلامى المؤثر والقوى وسط الجماهير وطليعتها الممثلة فى الحركتين النقابية والطلابية. هذا الخطاب اتفق دوما على مناهضة إسرائيل و إلهاب المشاعر ضدها وضد راعيتها الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية.
الأحداث الداخلية التى مر بها السودان لم تتح للحكومات و لا الأحزاب السياسية إعمال التفكير فى هذه العلاقة ففى أعقاب إتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية و تبادل السفراء بين مصر و إسرائيل دخلت العلاقات السودانية المصرية مرحلة من الفتور رغم الحلف المعلن آنذاك بين انور السادات و جعفر نميرى وقد أدخلت الحملة السياسية و الدعائية ضد مصر فى ذلك الوقت و خاصة بعد قيام جبهة الصمود و التصدى العربية أدخلت السودان فى حرج سياسى كبير أكبر من الحرج الذى سببته الزيارة المفاجئة التى قام بها أنور السادات للقدس فى العام 1977 م و التى فاجئت الجميع بمن فيهم حليف السادات فى جنوب الوادى وخاصة ان بين البلدين إتفاقية للدفاع المشترك ويبدو ان النميرى بماضيه المشهور فى مناصرة القضية الفلسطينية لم يكن راضيا عن هذه الزيارة. فصمت دهرا ولكنه نطق أخيرا بعد تبادل السفراء بين مصر و إسرائيل وصرح أنه لن يدخل ارض الكنانة وبها السفير الإسرائيلى. رغم الرد الجارح للرئيس أنور السادات فى ذلك الوقت إلا ان النميرى عاد و إستعاد علاقته بمصر بعد فترة وجيزة وقام بتمنتينها لحوجته إليها خاصة إندلاع التمرد فى جنوب السودان فى عام 1983 م.
الشارع السودانى فى ذلك الوقت كان واقعا تحت تأثير موقف الأحزاب اليسارية و القومية العربية و الإسلامية القوى ضد إتفاقية السلام كما أن قيام الثورة الإسلامية فى إيران فى أواخر السبعينيات من القرن الماضى الهب مشاعر المسلمين و زاد من حدة الشعور ضد إسرائيل و الولايات المتحدة.
على النطاق الرسمى وجه جعفر نميرى الإتهام لأسرائيل بمساعدة التمرد و تقوية شوكته وبعد إعلان قوانين سبتمبر 1983 م و تطبيق الشريعة الإسلامية فعليا بإعلان حالة الطوارئ فى أبريل 1984 و المباشرة فى تطبيق الحدود زادت حدة الحرب فى جنوب السودان و إنضم كثيرون للتمرد و اصبحت إسرائيل الآن متهمة من الحكومة وقيادة الجيش السودانى برعاية هذا التمرد لوقوفها ضد التوجه الإسلامى للسودان. وكان هذا ايضا موقف الحركات الإسلامية.
فى أبريل من العام 1985 م أطاحت ثورة شعبية عارمة بالمشير جعفر نميرى فى أثناء قيامه برحلة خاصة للولايات المتحدة الأمريكية.
التغيير الفعلى للسلطة تم بواسطة الجيش و استلم وزير دفاع نميرى آنذاك الفريق سوار الذهب الحكم و كون مجلسا عسكريا من كبار ضباط الجيش و قواده وحكومة من المدنيين بقيادة الجزولى دفع الله.
رفض العقيد جون قرنق السلطة الجديدة و أسماها مايو 2 و إزداد الموقف تعقيدا بعد أحداث الناصر و إسقاط طائرة الخطوط الجوية السودانية فى سماء ملكال.
بعد تردى العلاقة بين الحكومة الجديدة و الحركة الشعبية لتحرير السودان و إسئناف القتال وسط تأييد من الإسلاميين للجيش وإتهام مستمر لأسرائيل لا يمكن ان يخطر ببال أحد شئ سوى العداء لأسرائيل. حتى الأحزاب التى كانت تقف ضد الحرب كانت محشورة فى أضيق مساحة وسط صيحات الأسلاميين و آلة إعلامهم الضخمة و لا يجب أن ننسى ايضا موقف هذه الأحزاب التاريخى الذى هو أصلا معاديا لأسرائيل. أستمر هذا المناخ بعد تولى الحكومة المنتخبة شئون الحكم فى البلاد فى اواخر العام 1986 م بسبب إستمرار الحرب فى الجنوب كما إن إنطلاق الإنتفاضة الفلسطينية الأولى فى أواخر العام 1987 م و إستمرارها لمدة اربع أعوام تقريبا اجج المشاعر المعادية لأسرائيل وامريكا بسبب ما كان يبث من أخبار من إنتهاكات اسرائيلية واسعة ضد إنتفاضة سلاحها الحجارة معظم المشاركين فيها من الشباب و الأطفال.
فى يونيو 1989 م أطاح إنقلاب عسكرى نفذه الجناح العسكرى للجبهة الإسلامية آنذاك بحكومة الصادق المهدى المنتخبة ديمقراطيا. أخفت الحكومات توجهات السياسية فى البدء ولكنها ما لبست و ان طبقت برنامج الجبهة الإسلامية ورؤيتها لإدارة السودان بحزافيره. الحركة الشعبية لتحرير السودان عرفت وجهة النظام منذ إستيلائه على السلطة و رغم إجتماع اديس أبابا فى ذلك العام بين القائدين إلا أن الحرب بينهما شهدت تطورا واسع النطاق بسبب دخول الدين فى قلب المعركة و تبنى الحكومة لحرب جهادية ضد الحركة الشعبية. فى هذا الجو كان لابد من وجود إسرائيل فى قلب معركة حكومة الخرطوم الدعائية فصارت هى الممول والداعم الأول للحركة الشعبية على حسب زعم الحكومة رغم نفى الحركة وزعيمها لذلك مرارا. فى هذا الجو وو سط العداء المدعوم بأيدولوجيا دينية جهادية قوية لا يمكن الحديث عن أى علاقات مع إسرائيل. الحزاب المعارضة للحكومة نفسها نأت بنفسها عن هذه الأرض الزلقة ليس خوفا من إرهاب الحكومة فحسب بل بسبب موقفها التاريخى أولا والجو السياسى المتوتر ثانيا. أيضا فى هذه الفترة كانت المنطقة العربية تشهد تطورا خطيرا بإحتلال صدام حسين للكويت فى اغسطس عام 1990 م و مساندة الحكومة و جماهير الحركة الإسلامية فى السودان له فى حرب الخليج الثانية التى أنتهت بهزيمة صدام وتحرير الكويت مما شكل مناخا معاديا لأسرائيل و أمريكا و سط قطاعات واسعة من جماهير المنطقة ومن بينها السودان.
القضية العربية الأسرائيلية شهدت إختراقا مهما بتوقيع إتفاقية أوسلو فى العام 1993 و دخولها حيذ التنفيذ بعد أن وقع ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين عام 1994 على "اتفاق القاهرة" لتنفيذ الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة وأريحاووصول ياسر عرفات لغزة فى يوليو من العام 1994م. اعقبت هذه التطورات مفاوضات سرية بين حكومات عربية عدة و دولة إسرائيل نتج عنها إتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية فى اكتوبر من العام 1994 م و الإتفاق على اقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ودول عربية اخرى.
كان المنطق يقول ان على حكومة السودان أن تحذو حذو هذه الدول لكن الحرب المستعرة فى الجنوب آنذاك و تمسك النظام بإيدولوجيته المتشددة بل ومحاولة عراب النظام لم شتات الحركات القومية والإسلامية فى ما سمى بالمؤتمر الشعبى العربى و الإسلامى و الذى ضم فى عضويته منظمات فلسطينية معادية لإتفاقية أوسلو وتنظيمات إسلامية متطرفة بعضها تعتبره أسرائيل و الولايات المتحدة من ضمن التنظيمات الأرهابية قلل من فرص وجود أى اتصال بين السودان واسرائيل حتى ولو كان سريا.
فى العام 1998 قامت الولايات المتحدة الأمريكية بشن غارة على مصنع الشفاء فى العاصمة السودانية الخرطوم و بالرغم ان الغارة جاءت فى وسط مظاهرات معادية للحكومة إلا أن النظام الحاكم فى السودان إستغلها تماما لإرهاب معارضيه بإعتبار أن السودان مستهدف بواسطة امريكا و إسرائيل لتوجهه الإسلامى. هكذا عمت الشوارع مظاهرات مناهضة لأمريكا و إسرائيل نظمتها جماهير الحركة الإسلامية و ظلت حالة العداء الرسمى المستفحل هذه موجودة و إزدادت وتيرتها بعد الحرب على افغانستان فى عام 2001 و إحتلال العراق 2003م. و بالرغم من التوصل لإتفاقية سلام على النطاق الداخلى مع الحركة الشعبية لتحرير السودان و إنتهاء الحرب الطويلة بين الجانبين فى العام2005 م. إلا إن إندلاع الصراع المسلح فى دارفور فى العام 2003 م أعاد مجددا نغمة التدخل الأسرائيلى فى السودان و مزاعم دعم الحكومة الإسرائيلية لثوار دارفور. كما ان الضغط المتواصل من المجتمع الدولى وفى مقدمته الأمم المتحدة على حكومة السودان نتج عنه زيادة حالة العداء المعلن بين الولايات المتحدة والسودان مما يزيد من مشاعر الأسلاميين ضد اسرائيل لإعتبارها دائما أنها المحركة لسياسة الولايات المتحدة فى المنطقة.
ثم جاءت الحرب ضد لبنان وفيها توحدت مشاعر اغلب الجماهير فى المنطقة ضد إسرائيل و رغم انه يمكن القول ان السودانيين كان يجب أن يغضبوا اكثر ويسيروا المواكب ضد ما يحدث فى دارفور إلا ان هذا المنطق لا ينفع مع تاريخ طويل من العداء كما اوضحنا بالإضافة لعمل الآلة الإعلامية الضخمة بتوضيحها وتركيزها على الحرب فى لبنان و إهمالها لما يحدث فى دارفور.
و يمكن القول ان فى مثل هذه الظروف و بالنظر لما يحدث من فظائع فى العراق و مسئولية الولايات المتحدة الكاملة عنه و ما ترتكبه إسرائيل فى حق المواطنيين الفلسطينين لا يزال هناك حاجزا نفسيا بين عامة الجماهير وبين هذه الدولة.
مازال الطريق طويلا امام اسرائيل لتكسب ود او صداقة جماهير المنطقة والمنطق يقول ان المعتدى واحد فى إسرائيل و السودان و السياسات العنصرية الخرقاء واحدة فلا يجب أن تختلط علينا الأشياء ويجب أن نقول لا لحكومتى اسرائيل و السودان.
ختاما فإن المنطق السليم لا يعادى الوجدان المبنى على معرفة الحق.
|
Post: #2
Title: Re: جمعية للصداقة السودانية الأسرائيلية – هل هى ملامسة المنطق و مفارقة الوجدان؟
Author: طارق أحمد خالد
Date: 11-08-2006, 07:40 AM
Parent: #1
الأخ/ هشام تشريح عاقل و علمي بدون جنوح للتشنج و التشنج المضاد. أعتقد أن ما بنى في عقود من التربية العقائدية للأحزاب السودانية يسارية أو يمينية لا يمكن كسره بسهولة على طريقة الصدمات إذ أن النتيجة ستكون رد فعل فطير غير مبني على أي دراسة منهجية. المسألة برمتها يمكن أن تخضع للنقاش من خلال عمل متكامل يستهدف مراجعة جميع البنيات (الثوابت/المسلمات) الفكرية للأحزاب السودانية (الهوية/الديمقراطية/نظام الحكم/العلاقة مع العالم/الدين). أعتقد أن أحزابنا بدون فرز تركن للخمول و تفتقد الشجاعة و الحيوية الكافية و الذهن و القلب المفتوحين لإنجاز هذا المشروع الفكري و حتى لا نجنح للظلم و التحامل، أعتقد أن الصدمات التي تلقتها أحزابنا في العقدين الماضيين ألهتها عن العمل الفكري الخلاق و حولت حركتها للتكتيك قصير المدى و الإنكفاء على الذات.
و لنا عودة
طارق
|
Post: #3
Title: Re: جمعية للصداقة السودانية الأسرائيلية – هل هى ملامسة المنطق و مفارقة الوجدان؟
Author: هشام المجمر
Date: 11-08-2006, 08:03 AM
Parent: #1
شكرا أخ طارق على المداخلة القيمة
Quote: أعتقد أن ما بنى في عقود من التربية العقائدية للأحزاب السودانية يسارية أو يمينية لا يمكن كسره بسهولة على طريقة الصدمات إذ أن النتيجة ستكون رد فعل فطير غير مبني على أي دراسة منهجية. |
اوافقك الرأى و أعتقد تماما أن أى خطوة يجب أن تبنى على قاعدة معرفية و نظرة شاملة و بونرامية تستطيع أن تتوقع أو تستنج ما يتبع هذه الخطوة من ردود افعال.
بالنسبة للخمول الفكرى : السؤال من يرمى لنا جبلا فى هذا البحر الراكد؟
|
Post: #4
Title: Re: جمعية للصداقة السودانية الأسرائيلية – هل هى ملامسة المنطق و مفارقة الوجدان؟
Author: هشام المجمر
Date: 11-08-2006, 08:25 AM
Parent: #1
كنت اتمنى ان تكون السيدة تراجى مصطفى موجودة معنا هنا لكى تدلو برأيها و ترد على ما طرح و خصوصا وهى المبادرة لإنشاء هذه الجمعية.
قرأت فى بعض الأماكن دعوة لنزع الجنسية عن السيدة تراجى وهذه دعاوى لا نتفق معها على الإطلاق.
أرجو ان نناقش السيدة تراجى بهدوء فنحن لا نشك فى نواياها
|
Post: #5
Title: Re: جمعية للصداقة السودانية الأسرائيلية – هل هى ملامسة المنطق و مفارقة الوجدان؟
Author: نيازي عبدالله مرحوم احمد
Date: 11-08-2006, 08:48 AM
Parent: #4
الاخ /هشام بعد التحية والاحترام الدين الاسلامي قط لم يكن حجر عثرة امام اقامة اي علاقة مع اسرائيل باعتبار ان اليهودية احدي الديانات مثلها مثل المسيحية وبشر بها سيدنا موسي رضي الله عنه .... مبرر العداوة لاسرائيل علي الاقل بالنسبة الي مدي الوحشية والعدوانية التي تتسم بها اسرائيل كدولة في مواجهة الشعب الفلسطيني . بل امتد العدوان ليشمل دول المنطقة لبنان مثالا... الشعب الاسرائيلي بشر مثلنا ولديهم راي ربما في السياسة التي تتبعها دولتهم تجاه الشعب الفلسطيني بعضهم ضد هذه السياسة علما بان هناك ناشطون في عملية السلام مع الفلسطينيون لذا اعتقد ان تصحيح مفهوم العداوة في اتجاه ماتمارسه اسرائيل ضد شعب اعزل هو الصحيح
وتحياتي لشقيقك عزام
|
Post: #6
Title: Re: جمعية للصداقة السودانية الأسرائيلية – هل هى ملامسة المنطق و مفارقة الوجدان؟
Author: هشام المجمر
Date: 11-08-2006, 09:04 AM
Parent: #1
فاتنى ان اذكر حدثا مهما فى تاريخ العلاقات السودانية الإسرائيلية وهو ترحيل اليهود الفلاشا وهو حدث معروف قام به جعفر نميرى وجهازه الأمنى لقاء 65 مليون دولار.
و قد قيل أن شارون زار الخرطوم سرا للترتيب لهذه العملية.
لكن تبقى هذه العملية رغم اهميتها عملا معزولا قام به نظام ديكتاتورى و قد اخفى هذا الأمر حتى عن الحزب الحاكم آنذاك ولولا كشفه خارجيا لما عرف.
بعد الإنتفاضة عقدت محاكمات علنية للذين إشتركوا فى هذا الحدث وتمت أدانتهم وسجنهم.
لذلك لا يؤثر هذا الحدث على الصياغ العام للموضوع
|
Post: #7
Title: Re: جمعية للصداقة السودانية الأسرائيلية – هل هى ملامسة المنطق و مفارقة الوجدان؟
Author: ابوبكر عبد الرازق
Date: 11-08-2006, 09:56 AM
Parent: #1
أستاذ/هشام سرد مرتب للاحداث التى حالت دون النظر لقضية العلاقه مع إسرائيل دون إستصحاب لموافق تلك الدوله تجاه العرب عموما وفلسطين ولبنان بشكل خاص , وايضا تفسيرك للتشدد الزائد من السودانيين تجاه التطبيع مع إسرائيل تفسير صاتب , اجدنى اتفق معك فيما ذهبت اليه فى مجمل تحليلك . لكن الا ترى معى إننا ملكيين اكثر من الملك , أيضا أكثر مما يجب , اعنى انه فى رفضنا لإقامة علاقات مع أسرائيل قد تجاوزنا حتى حدود عقدة أننا نسعى لإثبات عروبتنا المشكوك فيها ؟؟؟ أنا أرى فى الامر محض مزايده سياسيه باسم الدين , لا علاقه لها باسلامنا أو عروبتنا وإن صح نسبتنا لهذه الاخيره, الموضوع لا يعدو كونه متاجره بالمواقف كما تمت التكسب باسم الدين .
ولك ودى ابوبكر
|
Post: #8
Title: Re: جمعية للصداقة السودانية الأسرائيلية – هل هى ملامسة المنطق و مفارقة الوجدان؟
Author: msd
Date: 11-08-2006, 12:11 PM
Parent: #7
الاخ هشام مجمر اعتقد ان امكانية العلاقة الطبيعية مع اسرائيل معدومة لانه ببساطة اسرائيل نفسها دولة غير طبيعية، فهي دولة انشأت انشاءاً بقرار تقسيم من امم متحدة وقامت علي اساس اكذوبة ان هناك ارض بلا شعب وهناك شعب بلا ارض، فالسوال الطبيعي ما الذي تغير حتي تتغير هذه الحقيقة ويقوم السودان بانشاء علاقة مع هذا الكيان. البعض هنا يتجاهل حقيقة قوة الوجدان الديني في السودان، فالسودان الشمالي او الاوسط في حقيقته متدين ومسلم بالفطرة ولهذا فانه لن يتقبل ان تكون له علاقة مع اسرائيل لانهم ببساطة كمسلمين يشعرون بارتباط عضوي مع اخوتهم المسلمين في فلسطين وغيرها، والامر ليس كما قلت انهم يحاولون ان يثبتوا عروبتهم فحتي المسلم غير العربي في السودان لا يمكن بسهولة ان يتقبل ان تكون له علاقة مع اسرائيل. الخطأ الكبير الذي يقع فيه كثير من المثقفين السودانين هو تجاهل حقيقة هذا الوجدان المسلم في السودان وافتراض القبول بمبدأ الواقعية السياسية الذي يحكم الان العلاقات بين الدول الاسلامية والعربية مع اسرائيل، فهذا الوجدان المسلم منفصل تماماً من هذه الواقعية وله تطلعاته المختلفة، حقيقة اتفهم ان تحاول حكومة السودان التعامل بواقعية مع هذه القضية وعدم الاغراق في تعقيداتها ولكن اي محاولة للدخول في علاقة مباشرة لن تكون مقبولة من مجموع الشعب المسلم في السودان، ولكني اعتقد جازماً ان السودان بحاجة لاعادة النظر في علاقاته العربية ومحاولة التركيز علي الهم القومي لاننا ببساطة دولة معرضة للانهيار وعندنا من المشاكل ما تنوء به الاحمال، فليس هناك مبرر للتعامل المثالي ويمكن ان ندخل في حالة وسط لا عداء ولا صداقة حتي نستطيع ان نبني بلدنا.
|
Post: #9
Title: Re: جمعية للصداقة السودانية الأسرائيلية – هل هى ملامسة المنطق و مفارقة الوجدان؟
Author: ابوالقاسم ابراهيم الحاج
Date: 11-08-2006, 01:43 PM
Parent: #1
بارتباط عضوي مع اخوتهم المسلمين في فلسطين وغيرها،
اولا مسد الشعب الفسطيني ليس كله مسلمون
هناك مسحيون
ثانا انت تشعر بهذ ولكن واقع الحل هم لايشعرون بهذا الشيء
انت تشعر بهذا لانك تريد اثبات هويتك العربية المشكوك فيه والزمت نفسك بذالك ولكن الفلسطنين والبنانيين عمرهم لن يشعرو بذالك
ثم تريدون ان نكون ملوكا اكثر من الملك نفسه
اذا كان هذا هو الفكر الساعد لدى النخبة السياسية الشمالية
لا حل امامنا لمشاكل السودان الا بالبندقية او بالتقسيم وكل اناس يذهبوا ببلادهم حيث شاء الله لهم فيه.
ابوالقاسم ابراهيم الحاج
|
Post: #10
Title: Re: جمعية للصداقة السودانية الأسرائيلية – هل هى ملامسة المنطق و مفارقة الوجدان؟
Author: Adil Isaac
Date: 11-08-2006, 04:30 PM
Parent: #9
Quote: المنطق كان يقول بما أن الفلسطينيون أنفسهم قد صالحوا و اقاموا علاقات مع إسرائيل فلماذا لم يقم السودانيون بأى خطوة فى هذا الإتجاه خصوصا و أن الجارة الشمالية ذات النفوذ العربى الواسع مصر كانت قد وقعت إتفاقية سلام وأقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل فى النصف الثانى السبعينيات. |
Dear Hisham
we will follow , as usual, being followers of Arabs, and never leaders! We will wait until most Arabs normalize relationships with Israel, then do the same.As to why not to do as other African countries, and have a normal relationship with Israel, I think the African elements in Sudan power structure (South+West) are currently powerless, and I suspect they will have no problems to normalize relationship with Israel if they are to be in a position to make such decisions. As usual, the short- sighted arabo/islamic forces dominating politics in Sudan are the real reason for stupid ideas like boycotting Israel for the Plaestinian cause while the palestinians , themselves, are talking to the Israelis
Best wishes
A
|
Post: #11
Title: Re: جمعية للصداقة السودانية الأسرائيلية – هل هى ملامسة المنطق و مفارقة الوجدان؟
Author: هشام المجمر
Date: 11-09-2006, 02:04 AM
Parent: #1
الأخوة المتداخلون
شكرا على المداخلات القيمة
وآسف على عدم الرد فى الوقت المناسب وإعدكم بالرد عليها بعناية لأنها كلها فى مثل أهمية الموضوع نفسه
|
Post: #12
Title: Re: جمعية للصداقة السودانية الأسرائيلية – هل هى ملامسة المنطق و مفارقة الوجدان؟
Author: نيازي عبدالله مرحوم احمد
Date: 11-09-2006, 03:10 AM
Parent: #11
هناك اختلاف كبير علي مستوي القيادة الفلسطينية تجاه قضية فلسطين بينما تري حركة فتح ان السبيل الوحيد هو الحوار والاعتراف بدولة اسرائيل وعلي النقيض حماس حيث لا تري سوي خيار المقاومة وترفض الاعتراف بدولة اسرائيل.....اورد هذا الخبر في اطار تدعيم الحوار
Quote: ابو مازن يندد بصواريخ المقاومة ويصفها بأنها عبثية بعد دقائق من مجزرة اسرائيلية جديدة وبشعة في بيت حانون
عرب تايمز - خاص
ندد ابو مازن بصواريخ المقاومة العبثية مبررا المجزرة الاسرائيلية الجديدة في بيت حانون والتي ارتكبتها مدفعية الجيش الاسرائيلي وراح ضحيتها عشرات الاطفال والنساء وقد ندد مشعل بموقف ابو مازن وذلك في مؤتمر صحفي عقده في دمشق
من جانبه دعا رئيس الوزراء إسماعيل هنية الأمم المتحدة إلى "تشكيل لجنة تحقيق رسمية فى المجازر البشعة، التى ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى بيت حانون شمال قطاع غزة وجنين شمال الضفة الغربية" وطالب الناطق الرسمى باسم الحكومة غازى حمد بعد عقد لجنة طارئة لمجلس الوزراء "بضرورة فرض عقوبات على إسرائيل من قبل المجتمع الدولي"، مشدداً على "ضرورة التحرك العربى وخصوصاً الجامعة العربية لحماية الشعب الفلسطيني، وتقديم كل المساعدات العاجلة لإغاثة المنكوبين وعقب حمد فى بيان صحفى إن قتل الفلسطينيين أصبح عادة يومية لدى إسرائيل مطالبا بتحرك عربى ودولى سريعين بعد أن أجرت الحكومة الفلسطينية اتصالات فى هذا الشأن مع العديد من الاطراف العربية والدولية
وأضاف حمد بالقول " إن المجازر الاخيرة.. التى ارتكبتها عصابات القتلة التى يقودها أولمرت و"وزير الدفاع الاسرائيلى عمير" بيريتس وليبرمان تؤكد أن على المجتمع الدولى أن يتخذ مواقف حاسمة ضد هذه العصابة المجرمة ويوقفها عند حدها ويمنع ماكينة القتل التى يقودها أولمرت من حصد المزيد من الضحايا" ومضى قائلا " إن ما قامت به عصابات القتلة المجرمين فى تل أبيب تشكل وصمة عار للمجتمع الحر والاشراف فى العالم، إننا نبدى أسفنا الشديد لهذا الصمت العربى والدولى أمام هذه المجازر البشعة دون أن يتحرك أحد لحماية شعبنا ووقف سفك الدم الفلسطيني
وكانت إسرائيل قد ارتكبت جريمتها الجديدة فى بيت حانون التى زعمت الانسحاب منها الثلاثاء، وأحصت أجهزة الطوارئ الفلسطينية 18 شهيدا بينهم اربع نساء واربعة اطفال وأكثر من عشرين جريحا جراء قصف مدفع، بينما استشهد فى وقت لاحق فلسطينى آخر قرب جباليا، فى حين استشهد أيضا خمسة فلسطينيين فى مداهمة منزل قرب جنين وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية خالد راضى ان القصف الاسرائيلى اسفر عن سقوط 18 شهيدا بينهم اربع نساء واربعة اطفال"، بينما قالت مصادر أخرى إن 11 من الشهداء ينتمون إلى عائلة واحدة
وكان مدير مستشفى بيت لاهيا محمود العسلى اكد ان الجيش الاسرائيلى اطلق قذائف على عدد من منازل المدينة، ودمرت خمسة منازل فى شارع حمد شمال غرب بلدة بيت حانون التى تضم حوالى ثلاثين الف نسمة وسقطت قذائف على اسطح المنازل التى يملك اربعة منها اربعة اخوة ويعود الخامس الى فلسطينى آخر وقال عاطف احمد وهو شاهد عيان رأيت القذيفة الاولى تستهدف منزلين ثم شاهدت قذيفة ثانية تسقط على منزل ثالث"، مؤكدا ان قذيفة سقطت على اشخاص كانوا خرجوا الى الشارع وذكر المسعف فى جمعية الهلال الاحمر الفلسطينى يسرى المصرى " قمنا بنقل أشلاء لأطفال ونساء وشيوخ وشباب بالاضافة الى عشرات الجرحي"، وأضاف "المشهد لا يوصف، الدماء والأشلاء غطت المكان واضطررت إلى نقل اكثر من 4 قتلى فى سيارة واحدة وأظهرت صور بثها التلفزيون الفلسطينى الرسمى من داخل البلدة جثث لأطفال ونساء ورجال فى احد المنازل
|
|
Post: #13
Title: Re: جمعية للصداقة السودانية الأسرائيلية – هل هى ملامسة المنطق و مفارقة الوجدان؟
Author: Marouf Sanad
Date: 11-09-2006, 03:19 AM
Parent: #11
الاخ هشام
اعتقد ان هنالك خلل أساسي في طبيعة عدائنا لليهود , عدائنا لليهود غير مؤسس على خبرات ملموسة كما هو حادث للشعوب الاخرى التي دخلت مع اليهود في صراعات وحروب من أجل قضايا بعينها ويمكن ان يزول العداء بانتهاء مسببات الصراع , مفردة يهودي ارتبطت في مخيلة السوداني بمعاني خرافية لا تمت للواقع بصلة , السوداني عندما يجمعه ظرف ما بيهودي ويحصل ليهو interaction معاهو ممكن يخرج باكتشاف خطير جداً ويجي تكلم بيهو انو اليهودي دا انسان طبيعي بيدين ورجلين ولا ينتمي الى اي فصيلة اخرى غير الانسانية , وهذا الاكتشاف المذهل الذي وصل له هذا السوداني بيكون من المسلمات عند الفلسطيني في أريحا والجليل بل وحتى عند أكبر متشدد من حماس !!
|
Post: #14
Title: Re: جمعية للصداقة السودانية الأسرائيلية – هل هى ملامسة المنطق و مفارقة الوجدان؟
Author: هشام المجمر
Date: 11-09-2006, 03:53 AM
Parent: #1
نيازى عبد الله
تحياتى
أتفق فيما ذهبت اليه و أن سبب العداوة هو ممارسات اسرائيل فى الأراضى المحتلة وليس بسبب أنهم يهود.
هذه الممارسات أمتدت لزمن طويل و لذلك ارتبطت إسم الدولة بالشعب و صار أسم يهودى مقترنا بممارسات الدولة المعتدية.
الثابت أن هناك كثير من اليهود فى أنحاء العالم المختلفة يعارضون سياسة إسرائيل فى الأراضى المحتلة. كما كانت هناك معارضة قوية داخل إسرائيل نفسها ولكن أخفتتها التفجيرات ضد المدنيين داخل إسرائيل.
و لى صديق يعيش فى أمريكا يقول ان من أعز أصدقائه هناك يهودى عجوز و زوجته وحكى لى كيف انه عندما قرر الإنتقال لمنزل آخر كانوا هم الذين مدوا له يد العون.
|
Post: #38
Title: Re: جمعية للصداقة السودانية الأسرائيلية – هل هى ملامسة المنطق و مفارقة الوجدان؟
Author: Nadia Elsir
Date: 11-14-2006, 04:21 AM
الاستاذ هشام المجمر ,
لك التحية على السرد المرتب و التحليل الواعى للجوانب التى تكتنف امر هذة الدعوة الى التصادق مع اسرائيل و التى فى الحقيقة دعوة ذات ابعاد و لها دلالات اعمق خاصة ما كان من امر خروجها الى الاعلام فى هذا التوقيت فالشاهد ان اليهود و (عشرتهم الطيبة ) و بعدها الاجتماعى امر لا يحتاج الى جدل فهم عاشوا فى لاسودان و غيره من ارض المعمورة و اختلطوا ببقية خلق الله شأنه شأن غيرهم من الشعوب ففيهم الرفيق الطيب او عداه .
ارانى اتسأل هل هى دعوة الى تعميق ما كان من صلات انسانية اصلها التعايش و طيب المعشر اى هى صداقة شعب لشعب , ام تطبيع مع دولة لازالت ما تنتهجه من وحشية و فظائع ماثل و معاش وما بيت حانون و خطأ المدفعية التقنى و ما حصده من ارواح ليس بالامر البعيد .
لك الود ,
نادية السر
|
Post: #15
Title: Re: جمعية للصداقة السودانية الأسرائيلية – هل هى ملامسة المنطق و مفارقة الوجدان؟
Author: هشام المجمر
Date: 11-09-2006, 04:18 AM
Parent: #1
ابو بكر عبد الرازق
سلام
Quote: لكن الا ترى معى إننا ملكيين اكثر من الملك , أيضا أكثر مما يجب , اعنى انه فى رفضنا لإقامة علاقات مع أسرائيل قد تجاوزنا حتى حدود عقدة أننا نسعى لإثبات عروبتنا المشكوك فيها ؟؟؟ |
نعم يبدو الأمر كذلك ولكنى فى سردى أردت ان أوضح أن هناك مجموعة من العوامل حالت دون وجود التفكير العقلانى.
| أنا أرى فى الامر محض مزايده سياسيه باسم الدين , لا علاقه لها باسلامنا أو عروبتنا وإن صح نسبتنا لهذه الاخيره, الموضوع لا يعدو كونه متاجره بالمواقف كما تمت التكسب باسم الدين |