لقاء البرهان نتنياهو هل هو لقاء الشيطان ؟ بقلم ⁨بهاء جميل

لقاء البرهان نتنياهو هل هو لقاء الشيطان ؟ بقلم ⁨بهاء جميل


02-06-2020, 01:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1580993119&rn=0


Post: #1
Title: لقاء البرهان نتنياهو هل هو لقاء الشيطان ؟ بقلم ⁨بهاء جميل
Author: بهاء جميل
Date: 02-06-2020, 01:45 PM

12:45 PM February, 06 2020

سودانيز اون لاين
بهاء جميل-
مكتبتى
رابط مختصر




لست مع ان تقوم أي دولة عربية أو غير عربية بالتطبيع مع إسرائيل الا بعد أن تحرر إسرائيل الأقصى ، وتترك الأرض التي اغتصبتها ، فالمشكلة مع الكيان الصهيوني ليست مشكلة عقدية ، ولكنها مشكلة السطو على مقدس من مقدسات المسلمين واحتلال أرض عربية وتشريد اهلها ، بعدها لا مشكلة عندي في إقامة علاقات معها أيا كان نوع تلك العلاقات ، طالما انه لا يخالف الدين ، ولا يمس الشرع ، فاليهود كانوا يعيشون بين ظهراني الرسول صلى الله عليه وسلم في طيبة الطيبة ، وكانوا يجاورنه في منزله ، وقد مات ودرعه مرهونة لاحدهم ، ولكني والله اعجب كل العجب من الضحة ، والصراخ اللذان اثارهما لقاء البرهان بالمجرم نتنياهو ، فكلنا يعرف أن موقف الحكومة السودانية ، وموقف العديد من حكومات الدول العربية من القضية الفلسطينة ، ومن كل القضايا العربية الأخرى غير ذو أثر في وقتنا الحالي ، وأن مواقف السودان من القضايا العربية أصبح بعد حقبة السبعينات موقفاً رمزياً لا يقدم ولا يؤخر ، ورغم ذلك فقد دفع السودان الكثير بسبب ذلك الموقف الرمزي من قضية عربية سابقة ، فموقف السودان لا يأبه له ، ولا يلقى اليه بالاً إن كان إيجابياً أو متسِقاً مع غيره من المواقف ، ولكنه يعاقب عليه أشد العقاب ان كان الموقف مخالفاً - حتّى وان كان صحيحاً - رغم أنه كما قلنا لا يقدم ، ولا يؤخر .

إن الدول العربية المؤثرة الفاعلة ، التي تتخذ القرارات ، وتقوم بتوجيه دفة السياسة في المنطقة بالتنسيق مع الغرب هي دول معروفة للجميع ، وهي ذات الدول التي يلجا اليها الفلسطينون في كل نازلة ، وفي كل قضية صغرت أو كبرت ، وهي ذات الدول التي توجه دفة الموقف الفلسطيني ، وتوجه دفعة الموقف العربي من الصراع الفلسطيني فهل سمع أحدكم يوما أن ابومازن طار الى الخرطوم ، أو على الأقل أنه هاتف الرئيس السوداني ليستشيره في أي أمر من الأمور التي تخص الشعب الفلسطيني ، أو القضية الفلسطينية مهما كان تافهاً ؟

العكس هو الصحيح ، السودانيون هم من يبادرون من تلقاء انفسهم - مدفوعون بموقف عقدي - الى دعم الفلسطينين في قضيتهم ، وفي كل حدث يقع ، أو يستجد على الساحتين السياسية ، أو العسكرية ، رغم أن ذلك الدعم ، وتلك الحماسة التلقائية لاتلقى ما يفترض من ترحيب ، أو تقدير ، ورغم انه لا يتم الاحتفاء بها كغيرها من المواقف .

إن الدول العربية ذاتها التي تسترشد بآرائها الحكومة الفلسطينية وتنسق معها ويطير رئيسها اليها للتباحث في كل ما يخص فلطسين لديها علاقات مع إسرائيل ، و الذي رتب ، ونسّق للقاء برهان بالمجرم الإسرائيلي هي ذات الدول العربية التي تستشيرها الحكومة الفلسطينية في أمورها ، وهي ذات الدول التي تقود الموقف العربي داخل الجامعة العربية ، وخارجها ، وهي ذات الدول التي تقود الموقف الفلسطيني نفسه بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية فلماذا الصراخ الان ؟

ان البرهان والقادة العسكريون في الخرطوم يراقبون توغل إسرائيل يوما بعد اخر في القارة الافريقية المنسية من قبل العرب ، والدول العربية حتى أصبحت تحيط بالسودان فعليا من كل جانب احاطة السوار بالمعصم ، ويعرفون ان السودان لن يجد نصيرا فعليا يستطيع ان يقف معه أو يسانده مساندة حقيقية في محنه وفي حروبه فقد اثبت التاريخ لهم ذلك.

أن السودان الذي دفع كثيرا مقابل موقفه الصحيح من القضية العراقية الكويتية لم يلقى في مقابل مواقفه الداعمة لكل القضايا العربية الا المزيد من التجاهل من البعض والمزيد من التآمر من البعض الاخر.

ان الجيش السوداني يعيش صراعا مستمراً ، ويقاتل مدافعا منذ خمسين عاما بسبب الدعم الإسرائيلي والامريكي لأعدائه من المكونات الافريقية غير الوطنية حتى اصبح انسانه جائعا يائسا برغم كل ما في ارضه من خيرات تكفي لان تجعل منه بلدا غنيا وقويا فما هو الدعم الذي وجدته المكونات العربية المسلمة في السودان ؟

على العكس من ذلك تستغل بعض الدول العربية التناقضات العرقية، والاثنية وتدعم الحركات المتمردة من المكونات الافريقية من أجل زيادة تأجيج الصراع حتى يبقى السودان ضعيفا، ومنهكا من اجل الاستفادة من خيراته، ومن أجل احتلال ما يمكن من أراضيه. فكان دور تلك الدول في التدهور الاقتصادي، وفي تفشي الجوع، والفقر لا يقل كثيرا عن دور الحصار الاقتصادي الظالم، الذي كان من الممكن التخفيف من حدته لو بذلت الدول العربية جهدا ليس بالكبير، او كان من الممكن ان لا يكون موجودا أصلا ان كانت للسودان علاقة مع إسرائيل حتى ومن تحت الطاولة.

ان البرهان الذي يجد الخطر يُحدق بالسودان من جميع جيرانه ، نظر الى الامر كقائد عسكري من تلك الزاوية ، فرأى امامه خياران لا ثالث لهما فإما المهادنة كما فعلت بعض الدول العربية ، واما استمرار صراع يفضي في النهاية الى تقسيم السودان الى اربع دول أخرى والى احتلال جزء من أراضيه من قبل جيرانه في الغرب ، وفي الجنوب ، وفي الشرق ، مثلما احتل جزء من ارضه في الشمال من قبل دولة عربية جارة فاختار ما رأى انه الخيار الأفضل ، وليس الصحيح .

في راي ان القضية الفلسطينية واي قضية عربية أخرى ستموت موتا سريرا وسيتم التخلي عنها طالما كانت الدول العربية تبحث كل منها منفردة عن مصالحها دون ان تحسب حساب غيرها من الدول التي تشاركها في المصير ، فلنستعد كشعوب مغلوبة على امرها لتقبل الامر الواقع حتى لا نصاب بالصدمة .



بهاء جميل