ضوابط العلاقات مع إسرائيل بقلم د.أمل الكردفاني

07:31 PM February, 04 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

كنت من أول الداعين لعلاقات سودانية إسرائيلية، وكانت الأستاذة تراجي مصطفى قد فعَّلت علاقات شعبية في مبادرة نالت صيتاً ذائعاً في وقت مبكر.
وهناك كثيرٌ من المثقفين الذين رفضوا خوض الصراع التجاري بين إسرائيل والعرب والذي استفادت منه دول عبر التطبيع مع إسرائيل وخسرت منه دول أخرى لا ناقة لها ولا جمل في المسألة برمتها وكان الشعب الفلسطيني أوَّل الخاسرين، حينما انجرَّ وراء أكاذيب التجار الدوليين.
مع ذلك فالدعوة لعلاقات مع إسرائيل لا تعني تقديم شيك على بياض لإسرائيل، فإسرائيل تعاني ولا زالت تعاني من الشعور بالتيه الموسوي منذ ولادتها عام ثمانية وأربعين، ولا زالت تعاني من كره شعوب الدول الأخرى فوق أنها تدخلت كثيراً لتزعزع استقرار الدول تحت مظلة الولايات المتحدة.
إن من يحسن البدايات يحسن النهايات، والبداية يجب أن تتأسس على التفاوض لا التنازل المجاني. فالتنازلات المجانية لا تحقق أي فائدة للطرف المتنازل.
ومن أهم ما يجب التأكيد عليه هو أن التطبيع يجب أن يمر بمراحله الطبيعية، بحيث ينتهي بترفيع دبلوماسي. كنوع من المراقبة الحثيثة لسلوك إسرائيل تجاه السودان. كما يجب أن تظل العلاقة في حدودها السياسية بين الأنظمة ولا تهبط إلى القاعدة الجماهيرية منعاً للسيطرة الشاملة على الشعب عبر وكلاء يتم زرعهم في كل زوايا الدولة.
ويجب أن تكون العلاقة نفعية إلى الحد الأقصى بدون أي تدخلات ثقافية.
إسرائيل دولة وليدة، وتحتاج للسودان كما يحتاج لها السودان، مع ذلك فلابد من مراعاة مواقف دول التخوم كمصر والمملكة العربية السعودية على وجه التحديد. قد يرى البعض أن وجود هامش مساحة لإسرائيل في السودان يمثل خطراً. الحق أقول أن وجود دول أخرى كالإمارات أكثر خطراً. لكن الإمارات استطاعة زراعة تجمع الوهميين في الداخل وأصبحت تملك اليوم خازوقها الخاص في مؤخرة الدولة.
وإذا كنا -كما تنبأنا من قبل- قد وقعنا في مصيدة الرباعي الخليجي المصري الأمريكي، فإن إتاحة الفرصة الكاملة لإسرائيل يعني إحاطتنا بالاستعباد إحاطة السوار بالمعصم. وبالتالي سيتم توجيه السودان نحو دولة قشرية المظهر، فسطحها قد يبدو جميلاً ولكنها تعاني داخلياً من الصراعات الخفية.
إن أهم ما يجب عمله هو إتاحة الفرصة للعروبيين ليكون لهم صوت مناهض لإسرائيل، ليحدث التوازن المطلوب بحيث يكون لأي حكومة اوراق ضغط على إسرائيل. لقد لعبت الدول العربية الكبرى هذه اللعبة، بحيث تجد إعلامها مناقض تماماً لسلوكها الدبلوماسي مع إسرائيل.