يــا مـــا ويـــــا مـــــا ويــــــا مــــا حـــــــذرت تـــــــــلك الألـســــــن !!

يــا مـــا ويـــــا مـــــا ويــــــا مــــا حـــــــذرت تـــــــــلك الألـســــــن !!


02-04-2020, 08:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1580800199&rn=1


Post: #1
Title: يــا مـــا ويـــــا مـــــا ويــــــا مــــا حـــــــذرت تـــــــــلك الألـســــــن !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 02-04-2020, 08:09 AM
Parent: #0

07:09 AM February, 04 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

يــا مـــا ويـــــا مـــــا ويــــــا مــــا حـــــــذرت تـــــــــلك الألـســــــن !!

ونحن على البر والساحل كنا نحذر دوماُ بأن السفينة في طريقها إلى متاهات المجهول .. حيث العواصف والزوابع والأمواج المتلاطمة .. وكنا نقول لهؤلاء وهؤلاء أمامنا الكثير والكثير من تلك المعيقات التي قد تأخذنا إلى الأعماق .. لم يسمعوا تلك النصائح تلو النصائح في وقتها ., وقد استهانوا كثيراُ بتلك العواقب الوخيمة .. كانوا دائماُ ينادون وينادون وينادون دون كلل أو ملل .. وقد أرادوها معركة عناد غير مدروسة وغير حكيمة !.. وذلك فقط من منطلق الحماس والتحدي ثم التحدي !.. وكانوا يرون قمة التحدي والرجولة في ذلك ( الإسقاط ) للنظام .. وجعلوا ذلك الهدف مقدساُ بقدر لا يقبل الأخذ والرد .. كما أنه لا يقبل التأجيل أو المساومة .. والشعب السوداني بعبقريته الفذة كان يرى غير ذلك .. حيث كان يتأنى ويماطل كثيراُ حتى لا يدخل في نفس التجارب السابقة لستين عاماُ .. ولو صبر هؤلاء قليلاُ لتساقطت الأوراق الفاسدة عن الشجرة من تلقاء نفسها !.. ولعملت التعرية مفعولها في الطبيعة بسنن الكون !.. ولكن هؤلاء مع الأسف الشديد لم يستطيعوا أن يتحملوا المزيد من الصبر .. وقد بلغ بهم الشغف أن يرموا ويتهموا كل من ينادي بالتحمل والصبر بأنه ذلك : ( العميل الأمنجي الخائن الذي يوالي النظام !! ) .. وكان الشعب دائماُ يرد عليهم قائلاُ : ( نحن لا نوالي ذلك النظام الفاسد حباُ ،، ولا نتخاذل عن الإسقاط خوفاُ ،، ولكننا نوازن الأحوال بالقدر الذي يجنب البلاد تلك العواقب الوخيمة ! ) .. ورغم تلك التحذيرات الحكيمة المتعاقبة من قبل الشعب السوداني الواعي المدرك فإن هؤلاء تعجلوا الأمر واستنكروا التأجيل !.. فكان ما كان حين أصروا على الإبحار بالسفينة رغم تلك المخاطر المتوقعة .. وفي لحظات تعاونت معهم الظروف المعيشية تحرك الشعب السوداني لتلبية إصرار هؤلاء .. فكان ذلك الإبحار رغم العواصف الهائجة والتيارات المتباينة والأمواج المتلاطمة المتوقعة !.. وكان ما كان .. وها هي البلاد تواجه اليوم أشد ألوان المخاطر من كل الجهات براُ وبحراُ وجواُ .. وفوهات المدافع موجهة نحو السودان من الخارج ومن الداخل في كل الاتجاهات .. قلاقل ومشاكل وإرهاصات بأشكالها وألوانها .. والشعب السوداني في هذه الأيام يخوض أكثر من معركة .. فهو يواجه معركة البقاء حياُ في ظروف المعيشة الصعبة .. وفي نفس الوقت يواجه معركة التصدي للمؤامرات والمكائد التي تلحق بالبلاد من الخارج والداخل .. وفي نفس الوقت يواجه معركة المناطق التي تشتكي من الفاقة والتهميش .. وفي نفس الوقت يواجه معركة التصدي لتجفيف بؤر الفساد .. وفي نفس الوقت يواجه معركة استرداد الحقوق المنهوبة والمسلوبة من الدولة .. وفي نفس الوقت يواجه معركة تحقيق العدالة لشهداء الاعتصام والثورة .. وفي نفس الوقت يواجه معركة المحاكمات الضرورية لهؤلاء الذين أفسدوا خلال الثلاثين عاماُ .. وفي نفس الوقت يواجه معركة البناء والإنتاج والتعمير .. ويواجه معارك أخرى كثيرة .

نحن نسرد هنا تلك الحقائق والأوضاع بطريقة تشبه العناوين البارزة حتى يلتقي الحادبون من أبناء السودان حول موائد الحكمة والحصافة .. تلك الحكمة والحصافة التي تقي البلاد من الشرور والهلاك والمخاطر .. والثقة كبيرة في مقدرات الأبناء الذهنية في مواجهة ومعالجة تلك الأوضاع الخطيرة .. حيث لا يريد الشعب السوداني نفس التجارب ونفس الوتيرة التي تدور في بلاد عربية أخرى .. ولذلك فإن الضرورة تقتضي من أبناء السودان تأجيل تلك الخلافات البينية لأوقات أخرى بالقدر الذي يوصل السفينة لبر الأمان .. وبعد ذلك لكل حدث حديث .