قولوها بمنتهى الشجاعة ( نعم يا حمدوك ) و ( لا يا حمــــدوك ) !!

قولوها بمنتهى الشجاعة ( نعم يا حمدوك ) و ( لا يا حمــــدوك ) !!


02-03-2020, 03:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1580739059&rn=1


Post: #1
Title: قولوها بمنتهى الشجاعة ( نعم يا حمدوك ) و ( لا يا حمــــدوك ) !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 02-03-2020, 03:10 PM
Parent: #0

بسم الله الرحمن الرحيم

قولوها بمنتهى الشجاعة ( نعم يا حمدوك ) و ( لا يا حمــــدوك ) !!

كم وكم يعجبني تلك النغمات التي أصبحت شائعة في هذه الأيام .. وهي نغمات ( نعم يا حمدوك !! ) عندما ينجز حمدوك إنجازاُ يفيد البلاد ويفيد الشعب السوداني .. و( لا يا حمدوك !! ) عندما يخفق حمدوك في خطوة من الخطوات التي ما كانت تجب وما كانت تجوز من حمدوك .. فتلك دلالة كبيرة تؤكد أن الشعب السوداني بعد الانتفاضة المجيدة لا يجامل الرؤساء والوزراء من منطلق الأهواء في السراء والضراء بطريقة أعمي .. وهي تلك الصورة التي كانت سائدة ومعتادة ومعهودة في أيام الإنقاذ البائد .. حيث جماعات وسدنة الإنقاذ الذين كانوا لا يقبلون إطلاقاُ كلمة ( لا ) في قواميسهم .. وكانوا دائماُ وأبداُ يوالون ذلك النظام دون هوادة تقبل الانتقاد ثم الأخذ والعطاء .. واليوم بعد الانتفاضة والثورة المجيدة فإن الشعب السوداني بدأ يمارس حقه بطريقة ديمقراطية وسليمة .. وهو ذلك الشعب الذي رفع شعارات ( حرية / عدالة / سلام ) .. وفتح المجال للكلام والانتقاد الشديد هو من صلب شعار ( الحرية ) .. واليوم بفضل الله تعالى نلتمس شعباُ لا يوالي بطريقة أعمى مدى الأيام وعلى طول الخط !!.. ولا يعادي بطريقة أعمى مدى الأيام وعلى طول الخط .. بل هو ذلك المراقب الحصيف الذي يراقب المسئول بحرص شديد .. فإن أصاب المسئول نجاحاُ ملموساُ يصفق ويهتف له ثم يقول له : ( نعم نجحت يا حمدوك ) .. وإن أخفق المسئول في خطوة من الخطوات يقول له بمنتهى الجرأة : ( لا يا حمدوك لقد فشلت !! ) .. وفي عرف شباب الثورة والانتفاضة فإن المسئول السوداني أينما يكون في المكانة والوظيفة فهو ليس بذلك المقدس الذي لا يقبل المساس .. بل هو ذلك المسئول القابل للمسائلة والانتقاد الشديد في حال الضرورة .. وفي نفس الوقت هو ذلك المسئول الذي من حقه أن ينال الثناء والمدح والشكر والتقدير حين ينجح في مهمة من المهام .

ولكن هنالك نقاط هامة وضرورية للغاية يجب أن يعرفها الكثيرون من هؤلاء الكتاب الذين يبادرون بشعارات ( نعم يا حمدوك ،، ولا يا حمدوك ) .. ومن تلك النقاط الهامة إياكم وإياكم أن تجردوا ذلك المسئول الكبير في موقع من المواقع من مؤهلاته العلمية ومن كفاءاته الشخصية ومن مقدراته العقلية كلياُ .. فإن ذلك المسئول الكبير في أي موقع من المواقع أيضاُ يملك تلك المهارات الخاصة .. كما يملك تلك المعايير والمفاهيم التي تعالج قضية من القضايا بالزاوية التي يراها صواباُ .. وليس مطلوباُ من السيد حمدوك أو من وزراءه أن يجاروا كل من يريد أن يعالج قضية من القضايا بالقدر الذي يرضي طموحات وأمزجة وأهواء البعض من الناس .. ومن ذلك المنطلق فعلى هؤلاء الكتاب أن يعرفوا أن حدهم يقف عند عرض وجهات النظر .. وليس عليهم إطلاقاُ أن يفرضوا وجهات النظر بحجة الثوار !.. وإلا فما فائدة المسئول إلا أن يكون ( طرطوراُ ) يجاري الأهواء .. وفي كل الأحوال يكفي الشعب السودان أن الحرية الآن متاحة لكل من يريد القول بالمدح أو بالذم .. وتلك نعمة كبرى كانت ممنوعة على الشعب السوداني في يوم من الأيام .. حيث ( بيوت الأشباح ) التي كانت تكمم الأفواه وتمنع حرية الكلام والمقال .