الميليشيات المسلحة...خطر في انتظار الفوضي بقلم فراج الشيخ الفزاري

الميليشيات المسلحة...خطر في انتظار الفوضي بقلم فراج الشيخ الفزاري


02-02-2020, 07:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1580667115&rn=1


Post: #1
Title: الميليشيات المسلحة...خطر في انتظار الفوضي بقلم فراج الشيخ الفزاري
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 02-02-2020, 07:11 PM
Parent: #0

06:11 PM February, 02 2020

سودانيز اون لاين
د.فراج الشيخ الفزاري-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




العنوان ليس من عندي...فهو صيغة اصبحت متداولة بشكل تقريري بين وسائل الاعلام....وخطر يهدد أمن وسلامة ووحدة كل البلاد التي تعاني من وجود تلك الميليشيات...والسودان منها..
كما يهدد وجود تلك الميليشيات حياة الناس وينقص عليهم ساعات يومهم فكل الاسر والجماعات تحت رحمة طيشهم وعدم انضباط سلوكهم ، وقد شاهدنا وعشنا ذلك أيام الإنتفاضة والحراك الشعبي لثورة ديسمبر المجيدة.
والتجارب المرة التي عاشتها دول اخري معهم تؤكد بأنهم ينقلبون علي رعاتهم طال الزمن ام قصر عندما يشتد ساعدهم ويقوي عودهم ويصبحون مراكز قوة داخل وخارج المنظومة العسكرية...واهل السودان يعرفون أجزاء من تلك القصة.
واللوحة الخلفية لهذه القصة قد عرفها السودان من فجر استقلاله بقيام جيش( الانانيا وون) و ( الانانيا تو ) في جنوب السودان فكانت تلك هي البوابة التي ولجتها من بعد كل الحركات المسلحة ، حيث تعددت المسميات وتباينت الأهداف ولكن الخطر واحد.
وكما تشير بعض الدراسات فان خطورة الميليشيات علي إختلاف انتماءاتها الدينية والقبلية والجهوية يكمن في انها لم تعد تهديدا داخليا ، بل اصبحت تضطلع بمهام ودور اقليمي أكبر واوسع من حيزها المكاني او الجغرافي الذي نمت وترعرت فيه، كما نعرف في حرب اليمن.
وبجانب الاخطار الامنية لهذه المليشيات...هناك خطر اكبر يصيب الاقتصاد الوطني باستيلاء هذه الميليشيات علي الموارد الطبيعيةواحتكارها في تمويل ذاتها كما في بترول العراق واليمن والذهب في السودان...اضف الي كل ذلك فان السيادة الوطنية وفي ظل تنامي قوة هذه الميليشيات تصبح في خطر ومهددة بالاضمحلال ولم تعد قدسية الدولة ( الأم) تحظي بتلك الاهمية للدرجة التي قد تقوم فيها الدول الخارجية بدم تلك الميليشيات بشكل مباشر دون مواربة كما تفعل فرنسا مع اللواء المتقاعد حفتر..
وخطورة هذا الدعم الخارجي المباشر للميليشيات المسلمة يجعل منها مراكز قوة فاعلة في مجال التوازنات الداخلية والتفاهمات علي قسمة السلطة وهذا هو التفسير المنطقي المتوفر حتي الان في حوار الحكومة الانتقالية مع الميليشيات المسلحة في دارفور وجنوب النيل الازرق ؛ ومخطىء من يظن ان من اولويات هذه الحركات المسلحة استقرار السودان...بقدر ما الاطمئنان علي استقرار اوضاعها واستمرار نفوذها وتقويته استعدادا للمرحلة القادمة....
: لقد نبهت معظم الدراسات المهتمة بشأن الجماعات المسلحة الي النمو السرطاني الذي تتمتع به وتنامي دوىها للتأثير علي الاحداث داخل وخارج مناطقها....كل ذلك قد يحدث في ظل غياب وجود نظام امني وطني متكامل لمعالجة مثل هذه الإشكاليات...
وحالنا في السودان ليس بأحسن من غيره من الدول التي تعاني من وجود مثل تلك الميليشيات سواء أكان الأمر بشأن وجودها او تبعات حلها وتفكيكها وتسريح افرادها...وهو امر له مخاطره في غياب الحس الوطني .
اما الحل الاخر فهو في استعاب المؤهل من افراد هذه الميليشيات في القوات النظامية كما تم ذلك مع قوات الانانيا المتمردة...وهذا حل منطقي وعقلاني اذا استطعنا ابعاد التأثيرات السياسية الضيقة والحزبية والجهوية التي كانت سببا من اسباب تكوينها...
ويبقي العنصر الأكثر تأثيرا وهو العنصر الخارجي المستفيد الاكبر من وجود مثل تلك الميليشيات.. ولن يتم معالجة ذلك الا من خلال جهد حكومي وطني واع بكل متغيرات السياسة الإقليمية والدولية التي افرزت قيام مثل تلك الميليشيات وبالتالي العمل علي التعامل معها بحنكة سياسية ودبلوماسية متوازنة تضمن للسودان الحفاظ علي أمنه واستقراره....
فراج الشيخ الفزاري
[email protected].