| 
 | Post: #1 Title: الغاوون بقلم علي بلدو
 Author: علي بلدو
 Date: 01-25-2020, 05:39 PM
 
 
 04:39 PM January, 25 2020  سودانيز اون لاينعلي بلدو-السودان
 مكتبتى
 رابط مختصر
 
 اقوال اخرى
 
 
 
 اشتهر الشعر و الشعراء في بلاد العرب منذ عصور الجاهلية و احتفى به  الاعراب ايماء احتفاء و لا يزالون, و كما اقاموا له المواسم و المهرجانات و الاسواق كسوق عكاظ و قدسوه لدرجة تعليق  مشهوراته على استار الكعبة الشريفة في المعلقات السبع المعروفة .
 و نسب الناس جمال الشعر للجن التي تسكن في الوديان كوادي عبقر و منها جاءت العبقرية و العباقرة و التي لاندري هل حظيت بلادنا هذه بالقليل ام بالكثير منهم و منهن,  و لعل هذا ما اشار له التيجاني :
 
 قم يا طرير الشباب   غن لنا غني
 يا حلو يا مستطاب  انشودة الجن
 
 و صار الناس يقولون ان اجمل الشعر اكذبه   و ان الشاعر الحقيقي هو من يكذب اكثر و اكثر و ظهر الشعراء الكاذبون و الذين يتبعهم الغاوون؟
 و لعل من قال ذلك لم يكن يقصد جانبه الاخلاقي او الوطني او المبدئي اطلاقا و انما قصد الجانب الفني و الجمالي في الشعر و هو بذلك لم يخطئ,فكثير من موارد البلاغة هي كذب جميل, لكنه كذب وظيفته ايصال الحقائق بصورة مدهشة و  عذبة, لان الحقائق مهما سمت و علت و تسامت لا تصنع شعرا.
 اما اذا غدت تلك العباارة النقدية ذات النية الحسنة, عباءة فضفاضة يتلفع بها كل مدلس و منافق و كل مرتزق و متملق فينبغي حينها ان نصرخ بملء افواهنا ان (اجمل الشعر اصدقه), لان وصف حاكم ظالم بانه عادل او وصف حكومة جائرة بانها منصفة و مغنية جوفاء بانها رائعة و رجل اعمال مشبوه بانه اب العصامية و خلافه, هو امر لا علاقة له بالعذوبة انما هو للعذاب اقرب و هذا ما يحملنا على احتقار امثال تلك القصائد و من صاغوها و من قيلت فيهم لا لشئ سوى انهم كاذبون,.
 ان الصدق وحده بغير جمال لا يكفي لصناعة قصيدة و كما ان الجمال وحده بغير صدق لا يكفي لصناعة شعر جيد و ربما يكون انحيازنا للصدق القبيح مسوغا ااكثر من انحيازنا للجمال الكاذب.
 بعبارة موجزة فقد تكون المراة جميلة جدا و عفيفة جدا و  قد تكون عفيفة جدا و قبيحة و ققد تكون جميلة جدا و لكنها عاهرة و نحن مع الاولى و الثانية و لكن لسنا باي حال من الاحوال مع الاخيرة.
 و يا ويح بلاددنا العزيزة و التي امتلات بالقبح و الكذب  في القول و االفعل و الغناء و البكاء  و نضحت ارضنا بالشعراء الكذبة و المغنياتت الكاذبات و االشعراء السمكرجية و القنوات العائلية و مذيعات الميك ااب  و صحافيو و صحافيات الزبالة و بائعوا الضمائر  و تتوارى الجمال ليتبدى القبح  و يتوارى الصادقون ليتقدم الكاذبون و المدلسون و لبئس ما يصنعون.
 
 | 
 |