تعقيدات المشهد السياسي ومصير حكومة حمدوك(٢-٢) بقلم محمد ادم فاشر

تعقيدات المشهد السياسي ومصير حكومة حمدوك(٢-٢) بقلم محمد ادم فاشر


01-23-2020, 05:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1579797539&rn=0


Post: #1
Title: تعقيدات المشهد السياسي ومصير حكومة حمدوك(٢-٢) بقلم محمد ادم فاشر
Author: محمد ادم فاشر
Date: 01-23-2020, 05:38 PM

04:38 PM January, 23 2020

سودانيز اون لاين
محمد ادم فاشر-USA
مكتبتى
رابط مختصر




مهما قيل ان القحتين ساهموا في النظام السابق بادوار ثانوية او خفية .ويكفي ذلك علما بعد انهيار النظام تبين ان علي راس بنك السودان رجل من اهل اليسار الذي كان أمينا علي خزينة الحكومة الاسلامية .وذلك معني بعد مضي اكثر من عام علي انهيار النظام مازال القحت يبحث من بين اهل الانقاذ من لا اهل له في حكومة القحت ليكون كبش الفداء ولكن المؤسف لم يجدوا سوي علي الحاج المسكين والسنوسي.نعم انهما يستحقان كل شئ ولكنهما من ضمن الاخرين وقطعا ليس قبل بكري حسن صالح نائب البشير الذي أريق ًكل الدماء علي يده .ولكن القحتيون لا يستطيعون سجنه وتقديمه للمحاكمة لانه يعلم كيف سطا القحت علي السلطة .
وبل اكثر من ذلك ولربما من بين القحتين من يكشر انيابه، ويقول من لا اهل له في الانقاذ فاليرم بكري بحجر .بالطبع لا احد يستطيع الحديث عن محاكمة الصادق المهدي بجريمة الضعين او تسليمه السلطة للاسلامين عمدًا .حتي لا يهد البناء علي روؤس الجميع بفتح الدفاتر القديمة . ولذلك رأوا ان يموتوا ويحيوا معًا .وظلوا يفاضلون بين الماضي والحاضر وما بينهما خوف مبرر لسكوتهم او مساهمتهم علي الجرائم في السودان عبر التاريخ.
وقد بات امام القحتيين حرج كبير ذلك لم يعد وجود المؤسسة العسكرية التي كانت في الأيدي الأمنية التي تضع الأمور علي نصابها عندما تنحرف مسار السلطة من ضفاف النيل .ولذلك ليس هناك خيار افضل من قلب النظام .و ما برحت القيادة العامة تحاول انقلاب بعد الانقلاب وعدد لا يحصي من المحاولات بالتخطيط من بعض اطراف القحت وبالتشاور مع دولة مجاورة وسند خفي من اهل المؤتمر الوطني الذين تحولوا الي حزبهم الأصلي القديم .ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل وكان اخرها المحاولة الانقلابية المنسوبة لجهاز الامن وتبينت ان المحاولة كانت ورائها حلم لكل ابناء النيل بينهم عدد من القحتين بين مشارك في التخطيط او التنفيذ ومنهم من كان علي علم .والغرض بالطبع اعادة الأمور الي نصابها .
من الصعب وقوف مكتوفي الأيدي ويرون الصرح الذي بنوه ينهار امام اعينهم ولم ينفع معه الدعوات لحماية الجيش .والخيار الوحيد أمامهم
الانقلاب الذي يعود بالأمور الي ما قبل الانقاذ او اقلاها حيث توقف الانقاذيون .
والان يشاهدون انهيار الجيش أمامهم ولا يستطيعون فعل شئ وفي ذات الوقت تتنامي القوة العسكرية والسياسية للريف .وتحاول بشكل جدي تجد طريقها للتقنين بعد اتفاق السلام المتوقع واكثر ما يزعجهم لا يد لهم في اعداد هذا السلام وإخراجه . والشئ المؤكد اي تلكؤ في تنفيذ الاتفاق الذي يتم التوقيع عليه بداية عهد جديد من العلاقات اطرافها صارت اكثر وضوحا و لا احد يتمني مآلاته .
وفي حالة تنفيذ الاتفاق سوف يفقد الضباط الشمالين الانفراد في السيطرة علي قيادة الجيش وقتها يفقد القحتيون اهم الأدوات للصعود الي السلطة .هذا من ناحية ومن ناحية اخري ان الانقلابات العسكرية نفسها باتت وسيلة خارج العصر .ولكن يمكن تسويقها الان باسم الثورة ولكنهم عجزوا تجاوز اولاد دقلو حتي بعد تقديم سلسلة من الرشاوي السياسية منها عرض رئاسة حزب أعضائه مابرحوا يحلمون برئيس جديد منذ خمسة عقود وخاب أملهم .
والخيارات الاخري كانت اكثر قسوة لان الترتيبات المتوقعة في العملية السلمية وبعدها المؤتمر الدستوري تجرد الاقلية من كل شئ الا احترام آرائهم هي حصيلة الديموقراطية هي المحطة التي لا يريدون الوصول اليها ،لان الشئ المؤكد ان الدستور السوداني سوف يقر بالفيدرالية كاملة الدسم طالما حاولوا تحاشيها منذ الاستقلال حتي لا ينحصروا في اقليم او إقليمين في احسن الفروض .ومن ناحية اخري حتما لا يسمح الدستور الجديد بتكوين الأحزاب علي اساس ديني او العرقي ووقته كل شخص يحلم بالوصول للسلطة يقف علي رجليه ويقدم ما يفيد الناس في دنياهم او كما يقال الحشاش يملا شبكته، وهكذا ان ورطة القحاتة لا يشعر بها الا هم انفسهم لان هذه الثورة نهاية كل استهبال .وعلي القحتين ان يموتوا متماسكين ان شاؤوا ولكن نهاية هذه الحكومة نهايتهم لان من المحال ان تنجح هذه الحكومة الا بانهاء سلطة القحت وإعادة النظر في كل مؤسسات الدولة وتسليم السلطة للثوار . وفشلها تعني نهايتهم أيضا لان الأمور تؤول للعسكرين في مجملها وهم يعلمون لا قبول لهم من اهل السودان والمجتمع الدولي الا بحجة السير علي طريق الثورة ،وتعني قطع القحاتة من الجذور والتفاهم الجاد مع الشباب وتنظيمات الهامش وإجراء التصميم الجديد و النهائي للواقع السياسي السوداني لغرض الوصول لحقوق المواطنة المتساوية ووقف سفك الدماء ووضع فاصلا بين الماضي المأساوي والمستقبل ملئ بالامل.
واذا قام بها القحاتة اليوم بذلك لقد اختصروا الطريق وقدموا خدمة كبيرة للسودان . وردموا كل الهوة وحققوا الوطن الذي نحلم به ويشكرون عليه ولكن ذلك لا يتحقق الا بكنس الانقاذين بشكل جدي وتحقيق العدالة لضحاياهم والخروج من دائرة الخوف غير المبرر من بعض ابناء السودان والبعد من روح العنصرية وابتعاد من بعض دول الجوار لان ماسآة السودان تعود بالنفع عليها.