سودان ما قبل وبعد الثورة بقلم حامد ديدان محمد

سودان ما قبل وبعد الثورة بقلم حامد ديدان محمد


01-23-2020, 05:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1579797320&rn=0


Post: #1
Title: سودان ما قبل وبعد الثورة بقلم حامد ديدان محمد
Author: حامـد ديدان محمـد
Date: 01-23-2020, 05:35 PM

04:35 PM January, 23 2020

سودانيز اون لاين
حامـد ديدان محمـد-
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم
بهــدوء


لم يكن وبكل المقاييس حكم الأخوان المسلمين راشداً طيلة أكثر من ربع قرن ونيف في السودان ، ناهيك عن أنهم لم يأتوا إلي السلـطة عن طريق الديمقراطية بمفهوم العصر أو عن طريق الشورى بمفهوم الإسلام وشرعه . فهم قد إنقلبوا على حكومة توافق عليها الناس بعد معركة إنتخابية نزيهة ... أختار الإخوان ( الدبابة ! ) في تحقيق ذلك .
أساء الإخوان إلي نظام حكمهم على كل الإتجاهات فهم لم يؤسسوا حكماً إسلامياً عادلاً فالإسلام الذي أختاروا نهجه ، لم يعطوه حقه تماماً أو بإجتهاد وشفافية مستمدة من فترة الرسول الكريم وفترة الخلفاء الراشدين فقد أحلوا ما كان حراماً في تعاليم الإسلام .
جاؤا إلي السلطة فقراء فأغتنوا لإنهم قد أحلوا جمع المال لهم ولمن معهم ، بأية كيفية فبنوا العمائر والقصور وجاؤا بفتاوي ما أنزل الله بها من سلطان تتيح لهم ذلك مثل : ( فقه الضرورة والتحلل ) فكان بنك السودان فارغاً وأرصدتهم تملأ البنوك المحلية والعالمية وجاع وجهل ومرِض وهُمِش الشعب السوداني حتى كانت هنا في السودان ، طبقتان لا ثالث لهما هما : طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء !
أساء الإخوان كل شئ في الداخل والخارج فعزل السودان إقليمياً ودولياً و أندلعت حروب المقاومة بالداخل : في دارفور ، جنوب كردفان ، النيل الأزرق والشرق ولم يكن ذلك فحسب ، بل محوا مكارم الأخلاق وأحلوا مكانها الرذائل. ذلك وبإختصار شديد هو نظام الإخوان الذين ذهبوا لكن الشعب السوداني لم يكن راضياً أو نائماً على ( ودانه ! ) بل سعى حثيثاً لإقتلاع هذا النظام الغريب ومن جذوره وهناك الضباط الأحرار الذين قاموا بعدة محاولات لإبعاده عن سدة الحكم فأعدموا بالجملة او فراداً وهم على طريق نيل الحرية حتى قضى الله أمراً كان مفعولاً فقد إندلعت ثورة ( 6 إبريل ) من عام 2018م وإزاحة النظام االبغيض من صدر السودان .
شاء القدر أن يكون على زعامة هذه الثورة ، اليسار ونخص منهم الشيوعيون ورضى المجتمع السوداني بذلك فمن هم الشيوعيون الذين جاؤا ؟! .
نبتت الفكرة ( الشيوعية ) في عقل كارل ماركس وتبناها لينين حتى سميت النظرية برمتها ( الماركيسية اللينينية ) كما كان لفردريك أنجلز دور كبير في نشر الشيوعية هذا كله حدث في أوربا وآسيا التي تم فيها تطبيق النظرية تطبيقاً تاماً . والفكرة برمتها عبارة عن نظام فكري وإقتصادي جديد وهو في الأساس يرفض التدين والدين وبالتالي ، فالشيوعي لا يعتقد في الله ولا يؤمن بالديانات السماوية وفي الإقتصاد فالنظام الماركس اللينيني يرفض رفضاً باتاً النظام الرأسمالي .
كان كارل ماركس أوربي إلا ان النظرية لم تطبق إلا في روسيا البيضاء في آسيا حيث ضمت بلاد أخرى إلي روسيا فتوسعت أراضيها وسميت البلاد بالإتحاد السوفيتي وفي الحقيقة ( شب ! ) النظام قوياً مالاً وعتاداً وتم تطبيقه بشدة وصرامة .
طبقت النظرية الماركسية بالإضافة إلي روسيا في كوبا كما طبقت في كوريا الشمالية إلا أن أهم هذه البلاد هي الصين الشعبية وقد أسسها فيها ماوتسي تونغ والماركسية لا زالت قائمة في تلك البلاد عدا كوبا .
العداء مستحكم بين الإسلام والشيوعين كما أنه شديد بين الرأسمالية والشيوعين وبالضرورة أن يعمل الإسلاميون على زوال النظام الشيوعي كما أن النظام الرأسمالي الذي تتزعمه أميركا سعى جاداً لزوال النظام االشيوعي حتى تم زواله في الإتحاد السوفيتي حيث كان آخر رئيس له المسمى ميخائيل قورباتشوف جاء الشيوعيون واليسار عموماً إلي الحكم في السودان بعد الإخوان الذين ذهبوا ذلك في الفترة الإنتقالية والتي مدتها ثلاث سنوات ومن الآخر فقد بدؤا بداية غير جادة ومؤسسة ولم يكن لهم برامجاً ينفذونها كما سيأتي :
هناك ما أذاعه أحدهم المدعو ( الرشيد سعيد يعقوب ) على الملأ : قال ، التهميش بدأ ببلال ... الإسلاميون يقتلون خصومهم منذ ما يسمى بحروب الردة ولم يكونوا مرتدين بل ثوار رفضوا السلطة المركزية ... تاريخ المسلمين الأوائل والخلفاء هو تاريخ الحروب والقتل وعدم العدالة ... يتحدثون عن عدل ( عمر ) وكلنا يعلم أنه مات مقتولاً ... خلص ذلك الملحد الجاهل إلي أن : العلمانية هي الحل وقال : قوانينا يجب أن تجاري العصر ولا يمكن أن نستمدها من بادية الحجاز المتخلفة في القرن السابع ؟ !
نعود إلي السودان ، وماذا تم إنجازه حتى الآن ... لم يجد الشعب السوداني إلا الوعود الكاذبة حيث الغلاء فاحش والتعليم متردي والدواء والعلاج لا يتأتيان بتلقائية وسهولة والأجور متدنية وكما قلنا لم يجد المواطن السوداني إلا ( العواء !) والوعود الجوفاء ! .
تأن الخدمة المدنية من قبضة رموز الإخوان ومن الآخر يجب أن يعطي النظام الحاكم الآن ، فرصة شهر واحد لترتيب الوضع الداخلي وإن لم يستطيع كما هو متوقع ، يجب أن ينزل عن كرسي الرئاسة ليجد الشعب السوداني نظام آخر يعيد ترتيب البيت من جديد ! .
وأن آخر دعوانا ، أن الحمدلله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين .