خطـــــوة جريئـــــــة وشجاعـــــــــة يــــا ( عثمان ميرغني ) !!

خطـــــوة جريئـــــــة وشجاعـــــــــة يــــا ( عثمان ميرغني ) !!


01-23-2020, 06:59 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1579759186&rn=0


Post: #1
Title: خطـــــوة جريئـــــــة وشجاعـــــــــة يــــا ( عثمان ميرغني ) !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 01-23-2020, 06:59 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

خطـــــوة جريئـــــــة وشجاعـــــــــة يــــا ( عثمان ميرغني ) !!

الرعب مازال يخيف البعض في هذا السودان .. ذلك البعض الذي ورث الخوف من ويلات البطش والتنكيل في أيام الإنقاذ البائد .. وقد تعود حالات المهانة والمذلة المكتسبة بمعية ذلك النظام لثلاثين عاماُ .. ومع الأسف الشديد مازال يتواجد في الساحة السودانية من يجيد التملق والنفاق ليمدح رمزاُ من الرموز أو شخصاُ من الأشخاص أو حكومة من الحكومات أو نظاماُ من النظم لمجرد الرغبة في إشباع شهوة التملق !.. والبعض يمارس ذلك النوع من المجاملات لإثبات الرأي والمواقف .. حتى ولو كانت تلك المواقف زائفة ولا تحتمل الصواب .. وذلك النوع من المجاراة الأعمى يؤكد جهل هؤلاء البعض .. هؤلاء الجهلاء الذين لا يسعون حقاُ لمعالجة القضايا التي تهم البلاد بقدر ما يسعون في إهدار الأوقات في تلك المظاهر الجانبية الفارغة .. وفي ذلك اللقاء والحوار الذي أجراه الأخ الفاضل عثمان ميرغني مع الرئيس حمدوك ورفاقه كان البعض من هؤلاء يتوقع أن يكون اللقاء والحوار بنفس النمط الجبان المعهود في أبناء السودان لستين عاماُ !.. وقد تعود هؤلاء البعض على مناسك الماضي حيث المدح والثناء للمسئولين في السراء والضراء !!.. كما تعودوا أن يواكبوا تلك الأساليب الساقطة التي كانت سائدة في أيام الإنقاذ البائد لثلاثين عاماُ .. وكانت تلك المظاهر الزائفة التي تمجد الرؤساء لمجرد أنهم رؤساء للبلاد !.. وقد شبع الشعب السوداني من تلك المواويل لثلاثين عاماُ حيث : ( يا بشيرنا ويا رئيسنا أنت فوق رأسنا !.. ولا يوجد من يعادلك في هذه البلاد !! ) .. وحيث ( بشيرنا ما بينقدر !!!! ) .. ولكن بطريقة ماهرة للغاية أستطاع الأخ الصحفي عثمان ميرغني أن يبدل صورة اللقاءات هذه المرة ويقول لأمثال هؤلاء الذين تعودوا مظاهر الزيف والرياء : ( أخرجوا من تلك القوقعة التي تصفكم بالجبن والرياء ثم الموالاة في السراء والضراء ،، وأوجدوا لأنفسكم القليل من تلك الشجاعة التي تضعكم في مصاف الشعوب المتقدمة في العالم ) .. وهي تلك الشعوب التي لا تقدس الرؤساء بدرجة العبادة !.. ولا يوجد رئيس دولة من الدول هو فوق المقام .. وحتى ذلك الرئيس لأقوى دولة في العالم يواجه بأشد ألوان الأسئلة الحرجة والجارحة والانتقادات دون حياء أو استحياء .. وذلك لأن تلك الشعوب المتقدمة لا تقدس الأشخاص بقدر ما هي تقدس المصلحة العليا للبلاد وتقدس تلك القضايا التي تهم الشعوب ,, شعوب راقية لا تؤمن إطلاقاُ بالمظاهر الشكلية الفارغة التي تمجد وتقدس الأشخاص والرؤساء !!. وتلك النقلة الجديدة في مفاهيم اللقاء مع الرؤساء يجب أن تسري وتسود في ساحات السودان بعد الآن .. حيث تلك النقلة التي تؤكد جديد الممارسات وتقول أن ذلك من ثمرات الانتفاضة الثالثة العظيمة .. وفي نفس الوقت يجب أن يقال لهؤلاء الواهمين الذين مازالوا يعيشون حالات الذعر والرعب : اخرجوا من تلك المظاهر والشكليات العقيمة : واتركوا تلك المجاملات والمظاهر الفارغة التي لا تفيد البلاد .. وواجهوا المسئولين في أي وقت من الأوقات بكل شجاعة وإقدام ورجولة ،، فإن أحسنوا فقولوا لهم : ( لقد أحسنتم !! ) وذلك هو الواجب المنوط بهم .. وإن فشلوا فقولوا لهم بالواضح المكشوف : ( لقد فشلتم !!! ،، والشعب قد شبع من كثرة الفشل ) .. ويتمنى الشعب السوداني أن تكون اللقاءات مع المسئولين بعد الانتفاضة والثورة بنفس المستوى الذي تم بين الأخ عثمان والسيد حمدوك .. فتلك كانت جرأة صائبة مائة في المائة .. وخطوة يجب أن تسري في البلاد بعد اليوم .. وكفى الشعب السودان حالات التملق والنفاق وحالات التدنيس للرؤساء .. فتلك صورة مخذية واكبت أحوال السودان لأكثر من ستين عاماُ .. حيث المولاة الأعمى وإظهار المذلة والانكسار أمام المسئولين .. ويا ليت كل ساحات السودان تمتلئ بالرجال الذين يواجهون المسئولين بكل شجاعة وإقدام ودون تلك التوابل المظهرية الفارغة .. والقصة برمتها ليست قصة مجاملات ومظاهر شكلية بل قصة قضايا تهم الأمة السودانية .. والشكر للأخ عثمان على ذلك اللقاء وعلى الأسلوب الجديد .