الشامتون في قوش..هل هم متعجلون؟ بقلم د.أمل الكردفاني

الشامتون في قوش..هل هم متعجلون؟ بقلم د.أمل الكردفاني


01-22-2020, 02:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1579698660&rn=0


Post: #1
Title: الشامتون في قوش..هل هم متعجلون؟ بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 01-22-2020, 02:11 PM

01:11 PM January, 22 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




كتبت مقالاً عن الاحتمال الكبير لتصفية قوش ، وهو ليس مجرد توقعٍ بل مؤسس على معلومات دقيقة حول دور قوش منذ ٢٠١٧ في الترتيب الاستخباراتي الدولي لإنهاء حكم البشير.
مع ذلك دعونا نشر لحقائق أن الدول الداعمة تراخت في دعمها بعد تغير المسارات. وهي في الواقع تنتظر تجفيف الدولة من الإخوان المسلمين ثم ظهور الرئيس الجديد..وهو رئيس شاب سيكون مجرد رئيس صوري تحت غطاء عسكري.
إن الديموقراطية الحقيقية ليست في مصلحة أي دولة ، ووفقاً لقراءتي وتحليلي لطبيعة الشعب السوداني وشخصيته فهي أيضاً ليست في مصلحة الشعب. فما يحقق مصلحة الشعب دكتاتورية مستنيرة تتفق وحالة الجنون التي تعتري الجميع...أما الديموقراطية فهذا شيءبعيد المنال..فالشعب لا يعرف حتى معنى الدستور ولا يعترف بحقوق الآخر بل ولا حتى يملك ثقافة ليبرالية تحمي المنظومة الديموقراطية.
كتبت عن هذا زمان..ثم جاء القحوطة تحت المظلة العسكورية وأكدوا ما قلت..
إن أهم علاج للمرض هو الاعتراف بوجود المرض قبل كل شيء..وهذا لا يتحقق في هذا الشعب.
لذلك فهناك شخصيتان يمكنهما فعلاً أن تهزا كل ما حدث بكلمة واحدة ، هما قوش ، وحميدتي.
قوش لامتلاكه المعرفة وحميدتي لامتلاكه القوة.
وغالبا ما سيتم التخلص أولاً من قوش بسرعة كبيرة ، ثم من حميدتي.
ليس مستبعداً أن نسمع بعد أيام خبر وفاة قوش نتيجة أزمة قلبية ، خاصة أن له سابقة مع أمراض القلب..لكن هل فعلا سيكون الموت بسبب المرض؟
لقد وصلتني رسالة تؤكد هذا الدور الخطير لقوش خلال السنتين الماضيتين وتغاضيه إن لم يكن مشاركته كلاعب وسط في اللعبة.
وأنقل لكم الرسالة التي فضل صاحبها حجب اسمه عنها:
(صلاح قوش .... اللهم شماته

نعم اللهم شماته وشماتة كبيرة او كما قال الفنان القامة عادل إمام في مسرحية الوأد سيد الشغال ( يا شماتة ابلى طاظة) ، ولكل مقام مقال والمقام لا يعدو انه مسرحية هزلية قادها قوش في عدة شهور عندما اعتلى سنام جهاز الامن المخابرات الوطني مجدداً بعد تسع سنوات قضاها تاجراً ( مليارديراً) ، فحين عاد كانت اول الملفات التي أعلن عنها هو ملف الفساد وظل يكرر مكثفاً الإعلان عن ضربه للفساد بيد من حديد ، وانشا وحدة مكافحة الفساد بالجهاز وبدأ يعتقل يميناً وشمالاً دون محاكمات ولا نيابات عدا وكيل نيابة تم انتدابه للوحدة لتكييف ما يرمي اليه صلاح قوش.
جل من اعتقلوا كان من التجار ورجال الاعمال في قضايا لا علاقة لها بالفساد الحقيقي الذي اهلك الدولة ، بل كانت قضاياهم يمكن ان تحسم في اي نيابة متخصصة ان كانت هناك قضايا ، فهناك نيابة للثراء الحرام وأخرى للمصارف وثالثه للضرائب ونيابات كثر ، وتم تجاهل هذه النيابات لتجنب حكم القانون وإنفاذ قانون قوش وهو الاعتقال التعسفي وإجبار المعتقل بالرضوخ لسداد المبالغ التي يفرضها عليه وكيل نيابة قوش.
كانت معظم القضايا تتعلق بالتعامل مع البنوك وتم ارغام البنوك لقبول تسويات لم تطلبها ولم يكن هذا هو الحل الأمثل لديها كبنوك هي الأحرص على أموالها وودائعها بل بعض الحلول اضرت ببعض البنوك ، وهناك قضايا بعد ان أكمل معتقليها عدة شهور في معتقلات قوش انتهت فقط بسداد ضرائب ، وهناك قضايا لم تصدر فيها تسويات بينما قضى المعتقل ما قضى من شهور في الاعتقال وتم إطلاق سراحه هكذا دون حتى اعتذار كأن النفس البشرية لعبه في أيدي قوش وجلاديه ،
وتزامنت هذه الفترة باعتقالات واسعة لمروجي الدولار كما ينسب اليهم وكان اقل معتقل يمكث شهر ونصف في المعتقل ، ومنهم طلاب علم احدهم ذهب الي سوق الكلاكلة لتغيير مبلغ الف ريال حوله له والده ليصرف على أسرته ، وعندما دخل في محل تغيير العملة الذي اعتاد عليه وجد أفراد الجهاز لدى صاحب المحل وتم اعتقاله معه ، وآخر طفل يعمل في بيع بودرة الإطارات في سوق الخرطوم ثلاثه تم اعتقاله ضمن حملة شاملة ضربت ذلك الموقع حينذاك.
هذه هي بعض نماذج الفساد التي أقام لها صلاح قوش وحدة بكامل قوتها وعتادها وميزانيتها رغم وجود قنوات القانون المعروفة. ولم يكن غرض قوش الا التسويق لان الحكومة تكافح الفساد حينما بلغ الفساد زروته وأصبح حديث كل متحدث.
كما كان لقوش أهداف اخرى ، وهي محاربة كل من له صلة باي مجموعة تعمل في اثناء البشير على الترشح لرئاسة الجمهورية ، وقد استهدف بذلك بني جلدته من الإسلاميين وقيادات المؤتمر الوطني الذين كانت لهم آراء كثيرة حول التجديد والتغيير وعلا صوتهم في ضرورة تنحي البشير وعدم اعادة ترشحه. فاعتقل منهم من اعتقل بل اعتقل حتى رجال الاعمال الذين لديهم صلات بتلك القيادات ظناً منه بانهم يقدمون الدعم المالي لهذا التحرك. وكان يكيف لهم قضايا مالية بعد استخدام تقنية التجسس على هواتفهم والإحاطة بأنشطتهم التجارية .
قام قوش بكل ذلك تحت لافتة ضخمة تسمى وحدة مكافحة جرائم الفساد وهذه نماذج قليلة من انواع الفساد التي اوهم بها الرأي العام ، وتجاهل الفساد الحقيقي فلم تفتح اي قضايا ولَم يتم اعتقال اي مسئول في قضايا فساد يعلمها القاصي والداني والتي بدأت تلوح وتظهر حالياً ونقرا عنها كل يوم ونندهش ان هذه القضايا فتحت من قبل لجنة لا تملك عشر إمكانيات او ميزانية او تقنيات وحدة مكافحة الفساد من تجسس واله عسكرية ومعتقلات وغيره.
سوف نسمع كثيرا عن قضايا الفساد الحقيقي الذي اقعد هذا البلد ولم يكن قوش الا ظالما. مستبدًا منحازًا لأهدافه أراد استدرار رضاء البشير وإقناعه بانه الأمثل والأفضل وحامي حماه ويدفع الآخرون ثمن ذلك اعتقالًا ، وفي نفس الوقت كان يدبر للبشير امر اقالته.
قوش ظلم من ظلم الا انه ظلم نفسه ونسى ان عين الله لا تنام وانه مضطلع على الأفئدة ولا تفوته فائته. والان قد انقلب السحر على الساحر وأصبح قوش مطلوباً لا ينام ومطارداً لا يهنأ ، واللهم شماتة.

# نعم لاعتقال قوش ومحاسبته.
# نعم لتفكيك جهاز المخابرات.
احصل على Outlook for Android