في الماضي كان ( التوجه الحضاري ) وفي الحاضر ذلك ( التفرد والتميز ) !!

في الماضي كان ( التوجه الحضاري ) وفي الحاضر ذلك ( التفرد والتميز ) !!


01-22-2020, 08:50 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1579679456&rn=0


Post: #1
Title: في الماضي كان ( التوجه الحضاري ) وفي الحاضر ذلك ( التفرد والتميز ) !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 01-22-2020, 08:50 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

في الماضي كان ( التوجه الحضاري ) وفي الحاضر ذلك ( التفرد والتميز ) !!

يضحك الناس بشدة حين يحاجج أحدهم بأن سعر ( الدولار ) قد انخفض من 104 جنيه بالأمس إلى 98 جنيه اليوم !!.. وذلك الشخص الذي يحاجج جهلاُ يظن أن مثل ذلك الأمر يعد إنجازاُ كبيراُ في دولة مثل دولة السودان !!ّ.. وهي الدولة الوحيدة في العالم التي يمارس التجار فيها نوعاُ فريداُ من التعامل الغير أخلاقي في التجارة !!.. حيث يرفعون أسعار كافة السلع في البلاد ( الضرورية وغير الضرورية ) عندما يرتفع سعر الدولار ثم لا يخفضون تلك الأسعار مهما ينخفض ويتراجع سعر الدولار !!!.. وحتى إذا انخفض سعر الدولار اليوم من مبلغ 109 جنيه إلى مبلغ 5 جنيهات فقط فإن تلك الأسعار التي ترتفع لتواكب ارتفاع سعر الدولار بمجرد اجتهادات تجار ( النحس ) بالسودان لا تنخفض ولا تتراجع إطلاقاُ حتى قيام الساعة !!! .. والمستهلك السوداني هو المستهلك الوحيد فوق وجه الأرض ألذي يبكي في حال ارتفاع الدولار وكذلك يبكي في حال انخفاض الدولار !!.. وذلك البكاء يلازمه طوال الحياة حتى ولو انخفض سعر الدولار إلى الحضيض !!.. والمشكلة الأساسية لا تكمن في ارتفاع أو انخفاض سعر الدولار .. ولكن المشكلة الأساسية تكمن في ضعف تلك الحكومات التي لا تهتم إطلاقاُ بحياة المواطن السوداني .. ولا توجد في دولة السودان تلك الجهات الرادعة التي تراقب التجار مراقبة مستديمة وتحاسبهم في حال التلاعب بالأسعار .. وفي نفس الوقت تكمن المشكلة في سواد القلوب والضمائر لدى هؤلاء التجار بالسودان .

اليوم تجري على الشعب السوداني نكتة : ( بين حانا ومانا ضاعت لحانا ) .. وهي نكتة تروى عن رجل تزوج بامرأتين إحداهما اسمها ( حانا ) والثانية اسمها ) مانا ) وكانت حانا صغيرة في السن لا تتجاوز العشرين بخلاف مانا التي كان يزيد عمرها على الخمسين والشيب لعب برأسها .. فكان كلما دخل إلى حجرة حانا تنظر إلى لحيته وتنـزع منها كل شعرة بيضاء وهي تقول له : ( يصعب عليَّ عندما أرى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحية الجميلة وأنت مازلت شاباً .. فيذهب الرجل إلى حجرة مانا فتمسك هي الأخرى لحيته وتنزع منها الشعر الأسود وهي تقول له : (يكدِّرني أن أرى شعراُ أسوداُ بلحيتك وأنت رجل كبير السن جليل القدر .. ودام حال الرجل على ذلك المنوال إلى أن نظر في المرآة ذات يوم ،، فرأى بها نقصاً عظيماً في الكثافة .. وعندها قال تلك النكتة المشهورة : ( بين حانا ومانا ضاعت لحانا !! ) .. والشعب السوداني ضاع ومازال يضيع بين تلك الشعارات الجوفاء في الماضي وبين الشعارات الجوفاء في الحاضر .. فهو الشعب السوداني الذي عاش ثلاثين عاماُ في معية تلك الإدعاءات الزائفة لجماعات الإنقاذ .. حيث فرية ( التوجه الحضاري العظيم ) .. تلك الفرية الكبيرة التي طلعت ( فشنك ) في نهاية المطاف .. كانوا يمكرون بدهاء ويمهدون لأنفسهم حتى تمكنوا من نهب الدولة تحت ذلك الشعار الذي خدع الأمة لثلاثين عاماُ .. وقد تمكنوا من تخدير الشعب السوداني حتى جعلوه يعيش في الأوهام .. ثم كانت تلك النهايات المؤسفة والمؤلمة بعد ثلاثين عاماُ من الصبر والتحمل .. حيث الغلاء والبلاء والفساد والصفوف .. وبالأمس جاء السيد المبجل ليردد أهازيج جديدة في البلاد .. وهي أهازيج ( التفرد والتميز !! ) وهو ينشد أن تكون تلك المواصفات شعاراُ يميز الوضع الجديد في البلاد .. وهي تلك الأساليب والإدعاءات الفارغة المعهودة في أبناء السودان .. والشعب قد ضاع في الماضي حيث إدعاءات ( التوجه الحضاري ) .. ويضيع الآن في الحاضر حيث إدعاءات ( التفرد والتميز ) .. وبين حانا ومانا ضاعت لحية الشعب السوداني !!.. ذلك الشعب الذي يكابد الآن أبشع ألوان الويلات ويقف في الصفوف الطويلة ويواجه أفظع ألوان التضخم في البلاد .. وتلك الأزمة الشديدة في المواصلات .. وهو ذلك الشعب الذي لم تسكت جوعه شعارات ( التوجه الحضاري ) في الماضي لثلاثين عاماُ .. ولن تسكت جوعه شعارات ( التفرد والتميز ) ولو دامت لألف سنة .. فتلك الأهازيج الفارغة لا تؤثر إطلاقاُ ولا تحسن معيشة الإنسان السوداني .. ولسان حال الشعب السوداني يردد دائماُ : ( يا ناس أعقلوا وأفهموا ظروف الناس والبلاد !! ).. واتركوا الشعب السوداني من تلك الخزعبلات والادعاءات الزائفة الفارغة التي لا تقدم ولا تؤخر في المصائر .