العدالة الانتقالية بقلم محمد ادم فاشر

العدالة الانتقالية بقلم محمد ادم فاشر


01-19-2020, 07:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1579457219&rn=0


Post: #1
Title: العدالة الانتقالية بقلم محمد ادم فاشر
Author: محمد ادم فاشر
Date: 01-19-2020, 07:06 PM

06:06 PM January, 19 2020

سودانيز اون لاين
محمد ادم فاشر-USA
مكتبتى
رابط مختصر




فان كثير من الناس تتحدث بان تجاوز الانتهاكات التي حدثت في غرب السودان لا يمكن ان يتم بالشكل التقليدي ،ولذلك يتطلب العدالة الانتقالية ومنهم كوادر حزب الأمة يتجولون الولايات السودانية ويرددون حديث CD عن العدالة الانتقالية ومحاكم الهجين ولم يرد في خاطرهم كلمة دارفور والا يردفونها بعبارة العدالة الانتقالية .
نعم ان مثل هذه الجرائم تتطلب عدالة من نوع اخر لانها جريمة مجتمع بكامله لدواعي الاثنية والصادق المهدي من بين قيادات التطهير العرقي من المحال ان يقترح الجناه نوع العدالة المطلوبة. ولذلك هذه العبارة اختزلت لتكون كلمة حق اريد بها الباطل .
فانهم جميعًا يسعون الي تميع العدالة في المنطقة وتضليل المجتمع الدولي والمحلي ولكن ذلك لا يكون الا بطرح فكرة العدالة الانتقالية .وهم لا يعلمون ان العدالة الانتقالية لا يعني تجاوز المساءلة القانونية وبل بعد العدالة التقليدية تأتي العدالة الانتقالية وتعني بها للذين لم يساهموا بشكل مباشر ولا يمكن تحديدهم كجناة من الناحية القانونية او الذين من الصعب المساءلة بأدوارهم الضمنية في الجريمة مثل قبائل بحالها او اقليم او تنظيم سياسي فئات عرقية او العاملين في المؤسسات الإعلامية او الدبلوماسية بالضرورة كلهم ساهموا في الجرم بمقدار يصعب تحديده ادوارهم بالدقة لتكون موضوع الاتهام .
◦ وهكذا ان العدالة المعنية هي محاكمة الهيئات المتورطة في الجريمة بشكل جماعي وان العقوبة التي تنالها اقلاها ابتعاد من الوضع الذي يمكنه من تكرار الجريمة .بمعني ان العدالة لا يمكن ان يسمح للجيش الذي ارتكب الابادة بهيئته ولا القبائل التي ارتكبت الابادة ان تكون في وضع سياسي مريح يمكنها تكرار الابادة .فان كل الحالات التي تمت فيها تحقيق العدالة الانتقالية تم ابعاد المتهم سواء كان افرادا او جماعات من موقع القوة .حالة جوهانسبرج تخلت البيض عن السلطة ،وحالة رواندا تم ابعاد الهوتو من السلطة حيث الاقلية التوتسي هي التي صممت الوضع السياسي اللاحق ولذلك المعني الصحيح للعدالة الانتقالية هو تفكيك السلطة التي ارتكبت الابادة بناء علي تلك العدالة٠ فان الصادق المهدي عندما يتحدث عن العدالة الانتقالية بالقطع لا يعلم انه متهم من ضمن الآخرين من ابناء النيل مخطئ من يعتقد بان التهمة موجهه للسلطة بشخوصه بعضهم كان وجودهم في الحكومة لغرض التمويه ولكن الذي يفترض ان يكون قفص الاتهام مجموعة عرقية تربطهم الم جلد واحد هي التي مسؤلة من الإبادة ومعنية ان تمثل امام القضاء اذا كان مقدر ان يكون هناك اي نوع من أنواع القضاء اذا تجاوزنا الاشرار المعروفين بالاسم .فالبقية اقلاها ان يخلو انفسهم من الساحة السياسية بينما CD الان يرتب لاعادة الواقع القبلي السياسي المسؤل عن الابادة ويتحدث عن العدالة وفي رأيه ان يقدم بعض الناس للمحاكمة ويتم إعفائهم بعامل السن والباقي عفي الله عما سلف .
والمسالة التي أمامنا امر في غاية الخطورة لان الكثير يجهل عندما يتحدثون عن العدالة تعني شخوص بشر بلحمهم ودمهم وليست محاكمة تنظيم عرقي ولان جريمة الابادة لابد ان تجد المحكمة من يدفع ثمنه ليس فقط قادة الجيش والتنظيم السياسي بل يشمل كل من ساهم بطريقة او اخري وحتي الذين عملوا بشكل جدي في عدم تسليم البشير الي المحكمة بدعوي ان جلد البشير مثل جلده هو عمل عنصري بائن وهي العنصرية التي مسؤلة من الإبادة. فالصادق المهدي اول المعترفين بوقوفه بجانب البشير وبل استخدم نفوذه السياسي لتكريس العنصرية وتشجيعهاوحمايتها
فكوادر حزب الأمة وزعيمهم ليسوا هم الذين يحددوا نوع العدالة التي يتطلبها دارفور كما لو انهم يريدون الوصاية علي الضحايا . وكان عليهم ان يعلموا اليوم الذي تشرق الشمس سوف وتتوفر العدالة ،فان اول من يقف امام العدالة هو الصادق المهدي بسبب محرقة الجنوبين وجرائمه في دارفور واشعال نار الفتنة في المنطقة ،سوف تطاله العدالة ان كان حيا او ميتا. وان كل الضجة التي يقوم بها محاولة صرف أنظار حكومة الثورة عن جرائمه. مع هذه الحكومة من الضعف ان توجه الاتهام للمهدي حتي لجريمة تسليم للاسلامين مع وجود كل الادلة .
وعلي الذين يتحدثون عن العدالة الانتقالية عليهم ايضا ان يراجعوا النماذج التي تحققت واذا كان الجلابة الا يريدون الابتعاد عن السلطة عليهم ان لا يتحدثوا عدالة الانتقالية .ونحن علي قناعة ان العدالة سوف تتحق ولو بعد حين ولا نريد ان نذكركم بمحرقة اليهود فان المحاكمات طالت من تجاوزت أعمارهم مائة سنة. ومن الافضل ان ندرك ان اجيال الخلاوي من اهل دارفور الذين يعفون من سفك الدماء حتي في الدفاع نفس لم يعد لهم وجود . والان يأتي الجيل الذي نشأ في المعسكرات وشاهد أباه يقتل وأمه وأخته تغتصب وأموالهم تنهب امام عينه وهو طفل .ان بعضهم لم يتركوا الخلاوي فقط بل الدين من اساسه . انهم فقط في حاجة الي ترتيب انفسهم والتخلص من القيادات بدل الفاقد الذين يريدون ربط قضية دارفور بمصيرهم او في حدود أعمارهم في احسن الأحوال وواجب علينا تسليم شعلة القضية للجيل الجديد ليسلموا بدورهم للأجيال اللاحقة الي ان تتحقق العدالة وتصبح مثل محرقة اليهود مجرد ذكرها بالحسن تصبح جريمة دولية.
انني علي يقين صادق ان كثير من اهلنا السودانيون لم يدركوا النتائج التي ترتبت وسوف تترتب علي الابادة في غرب السودان وخوفي سوف يضيق البلاد علي أهلها بسبب الحرب علي الجلابة بشكل مطلق فان موقف الحرية والتغيير قطعا سوف يكون دافعًا لذلك .فان اهل دارفور لم يبق بينهم وبين الانتصار الا تحديد العدو بالدقة ولا ينبغي عليهم التميز بين البشير والجلد الذي يماثله .
والغريب ان الصادق المهدي مازال يعتقد انه في إمكانه ان يخدع اهل دارفور حتي بعد حديثه عن جلد البشير .فان العجب بلغ مبلغه ان الذين تعرضوا للإبادة يريدون وضع خطا فاصلا لتجاوز المحنة ،لبناء السودان الجديد بالعدالة اعتقادًا منهم ان الثورة تجب ما قبلها، ولكن اهل الجلابة لا يريدون الاستفادة من هذه الفرصة وذلك جهل مطبق سوف يندمون عليه والفرص قد لا تتكرر .وان من ورث البشير لان مؤسساته وقفت بجانبه بالضرورة ان يرث جرائمه ايضا. واعتقد مازالت الفرصة متاحة