Post: #1
Title: النفايات الفضائية بقلم علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 01-18-2020, 04:32 PM
03:32 PM January, 18 2020 سودانيز اون لاين علي بلدو-السودان مكتبتى رابط مختصر
اقوال اخرى
ان الناظر و المتتبع لاداء قنواتنا السودانية خلال الفترة الماضية’ و بمختلف اتجاهاتها و مسمياتها و ملكيتها ’ يلاحظ جنوح الكثير منها نحو استسهال انتاج البرامج و سلق البيض و العواسة التي يمارسها مدراء البرامج الذين لانعلم من اين اتوا ’ اللهم الا ان يكونو مثل من عناه من قال :
جئت لا ادري من اين و لكني اتيت ابصرت قدامي ( قناة) فمشيت كيف جئت ؟ كيف ابصرت طريقي لست ادري و لانحن ندري ايضا ’ يا هذا و تلك. كما ان اعتماد القنوات على المحسوبية و حكاية (ده زولنا) و ( دي بتنا) و صلات الصداقة و المصاهرة و النسب و التي اتت بكوادر ضعيفة للغاية و ان تجملت , و يعوزها كل شئ و ان تكملت ’ و في الواقع فان كثير ممن يمكن ان نطلق عليهم النفايات الفضائية قد حطت رحالها في كثير من القنوات, فاصبحت الرائحة تزكم النفوس و تطيح باهل الابداع الحقيقي خارجا ’ و اهل الوجعة يتالمون و هم يرون بعض النكرات و هي تسرح و تمرح في حيشان القنوات بلا حسيب و لا رقيب’ بعد ان تركوا لها الحبل على الغارب’ فادخلونا في زمان التيه الفضائي السوداني الذي نعيشه حاليا ’ و لا ندري متي ينتهي هذا الدمار و متى يعود اهل الحق الي الديار و يعيدوا تعميرها ’ بعد ان عاث فيها انصاف المواهب و الشلليات فسادا و تحطيما و قضاء على كل جميل:
نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا كلما انبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سنانا و من العجيب حقا ان نرى اشخاصا سقفهم الاقصى هو مذيعي ربط باي حال من الاحوال’ و لكنهم يتبؤاون ارفع المناصب و اهمها ’ و نرى بعض السكرتيرات و اللائي لا يجدن حتى الحديث و هم يتدخلون في الانتاج البرامجي و ( جيبوا ده, و لا ما تجيبوا دي ) و الادهى هو الطاعة العمياء التي يعطيها لهم مديري الغفلة و زمن المهازل و الذي اصبحت فيه الكلاب خيولا مسرجة ’ و بائعي الضمائر رهبانا و وواعظين:
كل بغير مكانه المال عند بخيله و السيف عند جبانه
و كما سال لعاب هؤلاء القوم للمال و اموال الرعايات و جعلهم ينتجون برامج اي كلام و تعتبر خصما على القناة و ليس اضافة لها’ و كذلك استضافة مطربين مكانهم الصحيح هو اقسام النظام العام و محاكم المدينة. و عليه فان جل ما يقدم الان عبر شاشاتنا الحبيبة ليس الا تلوث فضائي و سمعي و بصري و يجب العمل على معالجتة’ باعطاء القوس لبارئها و الخبز لخبازه’ بدلا عن المجاملة و النرجسية و اوهام النجومية التي ضربت اذهان الكثيرين و الكثيرات و صار هوسا و داء لا فكاكا منه الا بالرجوع للمعايير و المقاييس و التي لو طبقناها فعليا’ فلن يصمد الا القليل جدا جدا. هذا و لا تزال العواسة مستمرة.
|
|