المتلونون بقلم علي بلدو

المتلونون بقلم علي بلدو


01-17-2020, 07:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1579285099&rn=0


Post: #1
Title: المتلونون بقلم علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 01-17-2020, 07:18 PM

06:18 PM January, 17 2020

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



اقوال اخرى


ان كلمة اللون في لغتنا المعاصرة لها دلالتها في عالم الفيزياء و العلم و الفن, و لا شك ان دلالتها تختلف اليوم عن ما كانت عليه في كتب التراث و الادب, و حتى الادب و الفلسفة و مقارباتها الثقافية و تقول كتب اللغة ان اللون ما فصل بينه و بين غيره’ و الجمع الوان و فلان متلون اي لا يثبت على خلق واحد و كما ان اللون هيئة كالسواد و البياض و االحمرة و الصفرة و غيرها.
الانسان الجاهلي عرف الالوان و تعامل معها من وصفه للطبيعة من رعد و مطر و برق و صحراء ووصف النبات و الحيوان و الاشخاص و البيئة من حوله.
و ها هو عنترة بن شداد العبسي يصف امه :
و انا ابن سوداء الجبين
الساق منها مثل ساق نعامة و الشعر منها مثل حب الفلفل
و هذا الوصف لو وصفنا به احدى المتلونات حاليا لقامت باتخاذ اجراءات قانونية بوصفها اشانة سمعة عديل.
و يروي بعض الشعراء ان الشاعر عدي بن الرقاع عند انشاده في مجللس الخليفة الاموي مروان و الذي ضم مجموعة من افذاذ و فحول الشعراء, ووصل الي قوله و هو يصف الظبية او البقرة الوحشية( تزجي اغن كان ابرة روقه)’ قال الناس عندها اشفقنا عليه كيف يصف اللون و قرنه’ الي ان قال ( قلم اصاب من الدواة مدادها) كناية عنن السواد’ صفق له الناس اعجابا ببداهته و شاعريته الفذة.
و ها هو ابوالطيب المتنبئ يبدي اعجابه بالجمال الطبيعي ’ لا جمال الاصباغ و الالوان و البرط و الصنفرة الذي نراه الان ىفي كل مكان:
افدى ظباء فلاة ما عرفن بها مضغ االكلام و لا صبغ الحواجيب
و لعله يشير ايضا الي الحديث و الكلام المختلق و محاولة تعطيش الحروف و عمل لكنات مصطنعة و ماكرة للفت الانتباه و عمل استايل وهمي لهؤلاء المتلونين و المتلونات.
و حتى البياض الذي يبحث عنه الكل’ كانت العرب في شعرها تعتبره رمزا لحسن الخلق و الصفات الطيبة, و من ذلك قول ابي طالب و هو يمدح النبي صلى الله عليه و سلم:
و ابيض يستسفى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصبة للارامل
تطوف به الهلاك من ال هاشم فهم عنده في نعمة و فواضل
و كما قال الاخر:

بيض الوجوه كريمة احسابهم شم الانوف من الطراز الاول
و لعل المهوسين بالبياض لم يقراوا هذه الابيات و بداوء عملية الترقيع و التبييض حبوبا و حقنا و مسحا و زراعة و غيرها و منهم من قضى نحبه و هو يحاول و البعض في الطريق.