توثيق لثورة ديسمبر من خلال مشاركاتي فيها (27) بقلم د. عمر بادي

توثيق لثورة ديسمبر من خلال مشاركاتي فيها (27) بقلم د. عمر بادي


01-12-2020, 03:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1578797565&rn=1


Post: #1
Title: توثيق لثورة ديسمبر من خلال مشاركاتي فيها (27) بقلم د. عمر بادي
Author: د. عمر بادي
Date: 01-12-2020, 03:52 AM
Parent: #0

02:52 AM January, 11 2020

سودانيز اون لاين
د. عمر بادي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





عمود : محور اللقيا
هذه الأيام و نحن نعيش إحتفالات الذكرى الأولى لثورة ديسمبر 2018 المجيدة و نسترجع أحداثها الجسام و نقيّم مسارنا بعد نجاح الثورة و هل حققنا أهداف الثورة أم لا زلنا نكابد في سبيل ذلك . لقد كنا نحن الثوار مفكريها و مفجريها و حماتها و لكن إقتضت مجريات الأحداث أن يكون لنا شركاء من العسكريين قد إنحازوا لثورتنا و تقاسموها معنا .
لقد كتبت في صفحتي في الفيسبوك مدونات عبارة عن يوميات لمسار الثورة خاصة منذ اليوم الأول لإعتصام القيادة العامة , و كان الغرض من ذلك عكس ما يدور من حراك للمغتربين في المهاجر و انا اعرف الكثيرين منهم بل و كنت منهم , و عندما كانت هذه الكتابات متوزعة في صفحتي في الفيسبوك و في الصحف و المواقع الإلكترونية السودانية فقد آثرت أن أسهّل علي القارئ الوصول إليها , و لذلك سوف اقوم بنشرها متعاقبة في الأيام القادمة , لعلها بذلك تكون فائدة لمن يرجو متابعة أحداث الثورة من الناحية التوثيقية و أيضا تكون لي مشروعا لكتابٍ قادمٍ عن ثورة ديسمبر إن شاء الله . إن ثورة ديسمبر لم تأت من فراغ و لذلك سوف أضمنها بنقل ما سبقها من حراك ثوري من مختارات من مقالاتي السابقة في هذا الخصوص ...
هذه المدونة قد كتبتها من وحي ساحة إعتصام القيادة العامة في يوم 07/05/2019 :
ساحة اﻹعتصام قد إزدادت ألقا و بهاء و هي تعيش أيام شهر رمضان الفضيل فاليوم 7/5/2019 هو ثاني أيام رمضان و كثرت الخيام الواسعة و نصبت على جوانب الطرق و بها اجهزة تكييف الهواء و كثرت خيام طهي الطعام بجانب المأكوﻻت الجاهزة التي تأتي من خارج حدود دولة اﻹعتصام مصحوبة بالحافظات المليئة بالعصائر المختلفة و على الطرق تتوقف الشاحنات المكدسة بالمأكوﻻت و المياه المثلجة . لقد ذكرتني صفوف الصائمين المليونيين عند اﻹفطار و هم يتلقون طعامهم بما كنت عايشته في الحرم المكي في رمضان بل و يزيد على ذلك بتوزيع اﻷطعمة المختلفة .
النظافة المكثفة من كنس و جمع للقمامة يجعل الساحة أكثر ألقا و الشاي يتم توزيعه و رغم ذلك توجد ( ستات الشاي ) ﻷهل الكيف للشاي و القهوة و الكركدي .
عند أذان العشاء تغطى الساحة التي قرب القيادة العامة بالسجاجيد خلف مسجد متنقل عبارة عن سيارة بها البروش و الوضاءات و الميكرفونات و بها اﻹمام و نائبه و مكتوب علي جانبيها ( مشروع الشيخ عبد العزيز إبراهيم آل إبراهيم للمصليات المتنقلة في السودان ) جزاه الله خيرا . بعد صلاة العشاء و التراويح و الدعاء يتحدث الشيخ اﻹمام عن دروس في الوعظ و اﻹرشاد و قبيل الساعة التاسعة ينفض الجمع و يتوجه كل المعتصمين ليقفوا تجاه القيادة العامة و يضيئؤا موبايلاتهم و يرفعوها و يقفوا في صمت مطالبين بالقصاص لشهداء الثورة الذين بلغوا التسعين شهيدا , و هم يفعلون وقفتهم هذه يوميا عند تمام التاسعة !
أثناء تجوالي شاهدت خيمة طويلة مفتوحة و بها كتب كثيرة مرصوصة على اﻷرض و بها لوحة عليها كتابة من شباب اﻷدب تدعو الناس للجلوس و القراءة في أي كتاب . بجاتب المسرح الكبير اﻵن يتم تشييد مسرح آخر قرب مبنى قيادة القوات الجوية . الروح المعنوية عالية و يردد الشباب في هتافاتهم : ( لو ما مدنية .. صابنها للضحية ) !