القانون بقلم أمل الكردفاني

القانون بقلم أمل الكردفاني


01-11-2020, 03:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1578752608&rn=0


Post: #1
Title: القانون بقلم أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 01-11-2020, 03:23 PM

02:23 PM January, 11 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




إذا كان القانون هو أقوى صناعة بشرية فهو بعد كل هذه القوة استند على تمويهات عدة منحته قداسة وشرفا كاذبين...وصيغت التمويهات في عبارات فضفاضة مخاتلة كالعدالة والمساواة ثم أضافت لها المدرسة الأخلاقية مفردات قيمية كالفضيلة وحقوق الانسان..
لا يمكننا أن نرفض كل ما سبق لأنه وهم وإنما على العكس لابد أن نعتمد على الوهم كمسلمات كما هو حادث في أزمة الإنسان الوجودية بأكملها. غير أن الحقائق لا يجب أن تنسف وإنما تنتقد وأن تتحمل التعرض للتفكيك المستمر..لتطوير ما هو كائن بعين بصيرة.
ما يحدث اليوم هو تحول تلك التمويهان إلى أسلحة مراهنة تفضي بدورها إلى اطلاقها في الصراع الكوني..صراع ليست أطرافه خيرة أو شريرة بل هي أطراف تمارس غريزتها في البقاء والتطور بطبيعتها الأزلية. وهي إذ ذاك تستخدم القانون (بحمولته المخاتلة تلك) لتحصل على النصر.
ماذا يضيرنا لو صمتنا...لا شيء
وماذا يضيرنا لو كشفنا كل شيء؟
أيضا لا شيء..
لكننا نمارس في كل الأحوال حقنا النقي في التفلسف..وليس تفلسفا ترفيا وإنما هو تفلسف مبعثه الشعور بوجودنا الإنساني.
فالقانون هو تطبيق للفلسفة. وهو تطبيق في نخاع عظم الفلسفة...ليس مغالطات بل هو مجادلات ، لكنها مجادلات تتنزل على أرض الواقع مباشرة..بحيث يحسها الناس سواء علموا بها أم لم يعلموا...
حرية الإرادة..أساس القانون.. وهنا يمكن تلخيص كل نظريات الحرية في واقع مقبول بلا سفسطة...هنا لن تتم مناقشة الحرية على مستوى المتكلمة .. لا الجبريين ولا غيرهم..بل هنا ستكون الحرية هي كما نراها ويراها غيرنا...وإلا فالحقوق ستظل قلقة باستمرار والمراكز القانونية ستضطرب..والمكتسبات ستتزعزع...فهل القانون تطبيقا للفلسفة المادية؟..ربما...مع ذلك فهذا مستوى واحد من مستويات الرؤية القانونية...لأن هناك مستويات تتماس مع المثالية...هناك قوانين تستند على العقل الكلي المتعالي ترانسدنتال..وتتجسد ساقطة كنص قانوني...سواء كان نصا بذاته أو بغيره.....
العالم المتحرك بسرعة جنونية نحو الضبط العالي...الذي يكتم الأنفاس عبر ما يسمى بالقانون يقص حكايته عن الهراء الموصوف بالقانون كسلاح بارد للقمع ولكمش بعدنا الانساني الاجتماعي نحو الفردية..نحو الصرامة وانعدام المرونة وتحول العالم لحق..حقك وحقي..تلك الحدود التي يرسمها القانون دون أن يعبأ بالتراكم الاتصالي والشبكة التواصلية بين كائنات تصنف بأنها جنس بشري...ولكن القانون يحولها إلى مجموعات من الروبوتات القاسية البليدة والتي لا تملك عاطفة التنازل والتشارك.
إن القانون هو لعبة الدول...وهو لعبة لأنها لا تفتقر من أي تسلية ومع ذلك ففيها أيضا الدماء والدموع...
لا شيء يفتقر للحياة مثل القانون ولكن لا توجد حياة يمكن أن تفتقر يوما ما للقانون...

احصل على Outlook for Android