من وحي كفاح جيل بقلم حسن إبراهيم حسن الأفندي

من وحي كفاح جيل بقلم حسن إبراهيم حسن الأفندي


01-01-2020, 05:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1577894965&rn=0


Post: #1
Title: من وحي كفاح جيل بقلم حسن إبراهيم حسن الأفندي
Author: حسن الأفندي
Date: 01-01-2020, 05:09 PM

04:09 PM January, 01 2020

سودانيز اون لاين
حسن الأفندي-
مكتبتى
رابط مختصر




كتاب للأستاذ المحامي السوداني الشهير المرحوم أحمد خير وزير خارجية السودان 1958-1964 وهو من المناضلين المعروفين وقد أجرى معه تليفزيون السودان مقابلة عشية ذكرى الاستقلال 1989 فبدا الرجل وقد أصابته الشيخوخة والنسيان- ولم يصدق كل من ابني الكبير وبنتي الكبرى ما رويته لهما عنه فقد كانت شيخوخته لا تسمح لهما بتصديق ما أروي من سيرة عظيمة للرجل وكان ولداي صغيرين لا يستطيعان استيعاب ما أقول ...قمت وكتبت هذه القصيدة التي أشاد بها المرحوم الدكتور تاج السر الحسن وأعجب ونشرت في صدر الملف الملف الثقافي بجريدة السياسة السودانية
هــي الأيــام تـجري مـسرعات ... فــــلا تــجــزع لــمــاض أو لآت
وعــش أيــام عـمرك مـثل طـير ... تـجوب الأرض فـي كـل الجهات
سـيـسـرقـنا زمــــان مـسـتـبد ... ويـحـرمنا الـجـميل مــن الـحياة
يــنــام بـحـفـرة عــلـم وعــقـل ... تـفـكّـر فـــي خـفـايـا الـكـائنات
تـعـشّق فـي دواخـله جـمالا ... وأهــدى الـشعر لـحظ الـفاتنات
تـغـنـيـه الـثـريـا بــعـض حــيـن ... لـيـطربها شـجـي مــن بـنـاتي
إذا مــا رحــتُ عـنـكم ودعـوني ... بجْرس الشعر يؤنس أمسياتي
أيـمـنعني تــراب عــن ريـاضـي ... ويـحـجبني تــراب عــن لـداتي
تـقـول لـقـلبك الآمــال مـرحـى ... ويـضـحك مـنـك هــادم أمـنـيات
مـعـلـلـتـي وقــــاك الله شــــرا ... اذا مــا الـعـمر طــال بـلا فـوات
فـكم يـا عـمر تـقتل مـن عقول ... لـيـحـيا الـمـرء مـبـتور الـصـلات
يـقـولـون الـخـريـف أتــى فـهـيا ... بـــأرذلــه لــيـمـحـو ذكــريـاتـي
كــأنـي مـــا كـأنـي يــوم ذكــر ... ورب لـمـنـكر فـضـلـي وذاتـــي
تـساءل عـن سـني الـعمر مـنا ... ولـم يـجد الاجـابة من سماتي
وحــار و لـيـس يـسـعفه خـيال ... وقـد سـمع الجليل من الصفات
فــــلا تــبــدو مـلامـحـنا بـخـيـر ... ولا نـرتـاح مــن خــوف الـممات
******
هـي الأيـام تـجري فـي سـريع ... تــغـيّـر مــــن مـظـاهـر أو ذوات
فــلا تـعـجب إذا مـا جـئت يـوما ... لتُلفى الأُسدَ في ضعف الموات
ويـنـكـر قــيـس لــيـلاه الـتـياعا ... ويـسأل أي لـيلى فـي حـياتي
فــلا الـعـمر الـطـويل لـنا بـمجد ... ولا نـنـفـك نـخـشـى الـنـازلات
بــأي مـواهـب قــد جـئـت دنـيا ... وأي مــآثــر شــمـلـت رفــاتـي
وروحـــي كـــم يـنـازعـها كـثـير ... مــن الأحــزان تـجـرح مـاضـيات
تـداعـبـني أمــا والـيـت غـيـري ... فـقـلـت لــهـا بــأي الـمـدخلات
تـعـذبني ، تــؤرق نــوم عـيـني ... وتـقوى الله تـعصمني انـفلا تي
وكـيـف أفـك أسـري مـن مـصير ... وكـيف خـلود جـسمي للسبات
تــمــر بــنـا عــصـور عـاصـفـات ... وجـوف الأرض يحبس عاصفاتي
أودع كــــل يـــوم لـــي قـريـنـا ... وأســمــع نـــوح بـــاك أونــعـاة
وانــظـر أن تـداهـمـني الـمـنايا ... فـأصبح فـي حـساب الماضيات
مـصـيـر الأولـيـن بــدا مـصـيري ... فــمــا أنــفــك أجــهــز لـلـوفـاة
عــنـاء كـلـهـا الأيـــام تـمـضـي ... بـشـجو كــم يـحـرك سـاكناتي
فـمـا فـتـرت بـصدري شـامخات ... مــن الـعـزمات أو لانــت قـناتي
كـفـاح الـسـابقين لـنـا سـبـيل ... ومـوعـظـة تــشـد قــنـا ثــبـات
سـألـتك يـا إلـهي سـتر عـيبي ... وجـنـبني الـمـزالق مــن غــلاة
بـسـيرة أحـمـد الـمـختار أحـيـا ... سـليم الـقلب دومـا في تقاتي