Post: #1
Title: متى يتوج المحمدان حميتي ملكاً بدون تاج على بلاد السودان ؟ بقلم ثروت قاسم
Author: ثروت قاسم
Date: 12-31-2019, 02:51 PM
01:51 PM December, 31 2019 سودانيز اون لاين ثروت قاسم- مكتبتى رابط مختصر
[email protected]
https://www.facebook.comhttps://www.facebook.com
ميزانية بغير ميزان ؟ في يوم الاحد 29 ديسمبر 2019 ، اعلن وزير المالية الدكتور إبراهيم البدوي إن ( التقديرات ) المفترضة لإيرادات ميزانية عام 2020 ، اول ميزانية لحكومة حمدوك الانتقالية ، حوالي 568 مليار جنيه ، والمصروفات ( الجارية ) اي الحقيقية حوالي 584 مليار جنيه، ليكون العجز الجاري ، الايرادات ناقصا المصروفات ، حوالي 16 مليار جنيه ، بينما يصل العجز الكلي للموازنة الى 73 مليار جنيه ، حسب تصريح دكتور البدوي . لاحظ الحسبة التقديرية التفاؤلية للداخل اي الايرادات . وهي حسبة تفاؤلية ، لا تسندها معطيات الواقع المُعاش ، حسب ما سوف نحاول إستبيانه في النقاط التالية : اولاً : ربما لا تكون قد سمعت يا حبيب، بأنه في يونيو 2019 : + وضعت ادارة ترامب حكومة حمدوك في قائمة الدول التي تجند الاطفال ، في اشارة لتجنيد الاطفال في قوات الدعم السريع المقاتلة في اليمن . + وضعت ادارة ترامب حكومة حمدوك في قائمة الدول التي تساعد في الاتجار بالبشر ، في إشارة لقوات الدعم السريع المشاركة في محرقة ليبيا . لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع ، يمكنك يا حبيب ، التكرم بمراجعة تقرير صحيفة القارديان البريطانية حول مشاركة السودان في محرقة ليبيا على الرابط ادناه : https://www.theguardian.com/world/2019/dec/24/mercenaries-flock-to-libya-raising-fears-of-prolonged-war من تداعيات وضع حكومة حمدوك في تينك القائمتين ، إن ادارة ترامب قد طلبت ( أمرت ؟ ) صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنوك الاستثمار الاخرى الاقليمية والدولية بوقف اي تعاملات مالية مع حكومة حمدوك حتى خروجها من تينك القائمتين . لمزيد من التفاصيل ، تفضل يا حبيب ، بمراجعة مقالة السفير والي على الرابط ادناه : https://sudaneseonline.com/board/7/msg/1570662565.html
اول الاثافي ان اصدقاء السودان في اجتماعهم في ابريل 2020 ، لن يقدموا اي دعم لداخل الميزانية اي الايرادات ، بسبب وضع السودان في القائمتين اعلاه ، بالاضافة لإستمرار وضع السودان في القائمة الملعونة كالشجرة الملعونة التي تحتوي على الدول التي ترعى الارهاب ؟ ثانياً : تعرف يا حبيب غلوطية استمرار وضع السودان على القائمة الارهابية الامريكية والذي سوف يستمر عليها الا ان يطمئن الكونغرس ، من خلال السفير الامريكي الجديد في الخرطوم ، ان حميتي قد لزم ثكناته ، وان السلطة التنفيذية صارت في ايادي الرئيس حمدوك ، وان المجلس السيادي الانتقالي بمثابة ملكة بريطانيا وبس . سوف تشكل هذه القائمة الملعونة اكبر معوق لميزانية 2020 ، بل للاقتصاد السوداني كله جميعه ، كما اكد الرئيس حمدوك لكل من القى السمع وهو شهيد في نيويورك وباريس وبروكسل ومؤخراً في واشنطون ؟ ثالثاً : اوقف الاتحاد الاوروبي التعامل مع السودان في اطار اتفاقية كوتونو التي تقدم هبات للدول الافريقية والكاريبية والباسفيكية باكثر من 420 مليون ايرو كل سنة ، لان السودان لم يصادق على نظام روما ، كما اشترطت اتفاقية كوتونو في بندها الحادي عشر . كانت سوف تصب هذه الملايين في داخل ميزانية 2020 اي في الايرادات . ولكن الصيف ضيعنا اللبن . رابعاً : كما جمد الاتحاد الاوروبي عملية الخرطوم Khartoum Process لوقف الهجرة الافريقية الى اروبا عبر السودان ، التي كانت تدر على السودان ( حميتي ) ، أو كما كانت سوف تدر لداخل ميزانية 2020 ، مئات الملايين من الدولارات . جمد الاتحاد عملية الخرطوم بعد ان وضعت ادارة ترامب حكومة حمدوك في قائمة الدول التي ترعى الاتجار بالبشر ، في اشارة لمشاركة ميليشيات حميتي للدعم السريع في محرقة ليبيا وجوارها . وكانت الضحية داخل ميزانية 2020 اي الايرادات . خامساً : خرج السودان من مجموعة دول الهايبك التي تم شطب ديونها ، لانه لم يصادق على نظام روما Highly Indebted Poor Countries HIPC عدم شطب ديون السودان ، كما حدث لمجموعة الهايبك ، يخصم من داخل ميزانية 2020 ، اي الايرادات ، ويزيد في بند المصروفات ، على الاقل فوائد هذه الديون التي تهرول نحو حاجز الستين مليار دولار ؟ سادساً ً : تعرف يا حبيب ، ان حميتي الذي دعم بنك السودان بمليار و200 مليون دولارقد توقف عن تقديم اي دعم لحكومة حمدوك ، بل كال لها اللوم والتبخيس والتقريع يوم الجمعة 27 ديسمبر 2019 ، وبالغ حين قال انهم في المجلس السيادي الانتقالي مجرد رموز تشريفاتية بدون اي سلطات تنفيذية . وبالتالي لن يفكر حميتي في تقديم اي دعم لداخل الميزانية ، اي الايرادات ، ليساعد في سخط الشارع على حكومة حمدوك ، ويطلب من المخلص اليسوعي حميتي الخلاص . كما تعرف يا حبيب ان المحور السعودي الاماراتي ... الوحيد الذي يدعم السودان ماليا حاليا ... هو مع المخلص اليسوعي حميتي وليس مع حمدوك . سابعاً : في سياق توكيد حميتي انه وصحبه العسكر الكرام في المجلس السيادي الانتقالي مجرد رموز تشريفاتية للسلطة ، وإن السلطة الحقيقية التنفيذية في ايادي الرئيس حمدوك وحكومته ، نشير الى بعض الوقائع ، مثالاً وليس حصراً ، التي تؤكد ان حميتي صار ترامب السودان وليس ملكة بريطانيا السودان . عد يا حبيب ان كنت من العادين : واحد : + ترؤس حميتي لاجتماع تنفيذي وليس تشريفاتي يوم الاثنين 30 ديسمبر 2019 ( ضم الرئيس حمدوك ) لمناقشة احداث الجنينة ، + ترؤس حميتي لمفاوضات جوبا التنفيذية وليست التشريفاتية ، + استدعاء حميتي ، بقرار تنفيذي ، لعشر الف من قواته للدعم السريع من اليمن ، في استراحة محارب ، دون مشاورة حكومة حمدوك ،او حتى رئيسه المُفترض البرهان ؟ + إرجاع حميتي للخدمة ، بمكالمة تلفونية لوزيرة الخارجية ، سفير السودان في دولة النيجر جعفر محمد آدم ( مونرو ) ، بعد ان اعفاه الرئيس البرهان بطلب من الرئيس حمدوك ووزيرة الخارجية . وتترى المُثلات التي تؤكد ان حميتي صار ترامب السودان وقطعا ليس ملكة بريطانيا التي كانت عظمى في سالف وغابر الزمان . ثامناً : قال قائل منهم ان حميتي يقنطر الكور للاطاحة بحكومة حمدوك ، وتنصيب نفسه سيسياً على بلاد السودان في تفعيل لمتلازمة ( سحح ) ، وترجمتها بعربي الدروشاب : سيسي – حفتر – حميتي ؟ يدعم المحمدان هذا التوجه ، بعد ان نصبا السيسي وحفترملوكا بدون تيجان على مصر وليبيا ، ولم يبق الا الملك حميتي ملكاً غير متوج على السودان ؟ المحمدان ، كما تعرف يا حبيب ، هما الداعمان حالياً لإقتصاد وميزانية السودان ... مراعاة لعيون حميتي العسلية ، وليس لاي مبرر آخر ؟ انتظروا تنصيب الملك حميتي ملكاً بدون تاج على بلاد السودان واهل بلاد السودان ... إنا معكم منتظرون . نعود لاستعراض مصادر تمويل داخل ميزانية 2020 اي الايرادات ، فالعود أحمد ؟ تاسعاً : الركود التضخمي Stagflation الذي يعاني منه السودان حالياً ، مرشح للإنتفاخ البالوني بسبب استمرارالعقوبات الامريكية وغيرها من اسباب . هذه الركود التضخمي سوف يقلل من القيمة ( الحقيقية ) لداخل ميزانية 2020 ، ويزيد من حجم كتلة المصروفات التي سوف تتضاعف فلكياً بسبب الركود التضخمي . عاشراً : اعلنت حكومة حمدوك استمرار الدعم للوقود والقمح والغاز والكهرباء ، واكدت مجانيات التعليم والعلاج والتامين الصحي ضمن مجانيات اخرى، في اطار ميزانية 2020 . هذا الدعم ، وتلك المجانيات سوف تكون خصماً مباشراً على داخل الميزانية اي الايرادات ، وإضافة لخارجها اي المصروفات ، الامر الذي يعمق الفجوة بين داخل الميزانية وخارجها . يبقى سؤال المليون دولار : هل سوف تمطر السماء ذهباً لتغذية داخل الميزانية اي الايرادات ؟ احد عشر : هناك إنتفاخ بالوني في الفجوة بين الايرادات المقدرة والمنفوخة بمنفاخ البدوي من جانب ، حسب ملاحظاتنا اعلاه . ومن الجانب المقابل المصروفات المرشحة للانتفاخ بسبب الركود التضخمي ، ودعم الوقود والقمح والغاز والكهرباء ، ومجانيات التعليم ، والصحة ، والضمان الاجتماعي ، والتامين الصحي ، وزيادة الصرف ، بل مضاعفة الصرف ، على الجيش من حوالي 33 مليار جنيه في عام 2019 الى حوالي 50 مليار جنيه في عام 2020 ، وقطعا اكثر من ذلك بكثير وكثير جداً بعد إعتماد قوات الخدمة الوطنية ، وإعتماد ميليشيات الدفاع الشعبي المؤدلجة اخونجياً كقوات نظامية ( تساعد ) الجيش السوداني ، كما اكد بذلك صراحة الرئيس البرهان في يوم الاحد 29ديسمبر 2019 . اثنا عشر ً : كما تلاحظ يا حبيب ، هي ميزانية من غير ميزان ، بها مصروفات معروفة ، بل مُقزمة واقل بكثير من الواقع ... وايرادات في عالم الغيب ، فالرئيس حمدوك ووزيره البدوي من المتقين الذين يؤمنون بالغيب وبرزق السماء . ثلاثة عشر ً : ولكن ربما راهن الرئيس حمدوك ووزيره البدوي على المؤتمر الاقتصادي في مارس 2020 ، الذي سوف يكون بمثابة عصا موسى ويده البيضاء لميزانية 2020؟ هل سوف يخلق المؤتمر الاقتصادي من فسيخ الواقع المُعاش شربات ؟ ثم ما الحكمة ، إن كان ثمة حكمة ، في عقد مؤتمر اقتصادي جامع في مارس 2020 لمناقشة ميزانية عام 2020 ( بعد ) 90 يوماً من بدء العمل بها ، وليس في اكتوبر 2019 ، ( قبل ) 90 يوماً من بدء العمل بها ، في إستنساخ لمتلازمة الحصان والعربة ... هذا بالرغم من تكرار السيد الامام لعقد هكذا مؤتمر منذ سبتمبر 2019؟ ولكن وللاسف لا يملك المؤتمر الاقتصادي على عصا موسى ؟ اربعة عشر : في هذا السياق ، هل يحاكي رئيسنا المحبوب حمدوك خلال عام 2020 القيصر نيرون الذي كان يعزف على ربابته وروما تحترق وهو يصيح في شوارع روما المحترقة : امبراطورية للبيع ؟ ام سوف يهب حميتي لزحلقة رئيسنا حمدوك وحكومته المدنية من السلطة التنفيذية ، وينصب نفسه ملكاً تنفيذيا غير متوج على بلاد السودان ، وينقذ ميزانية 2020 من الغرق ، وهو الذي انقذ بنك السودان برمي مليار و200 مليون دولار في خزائنه ... لتصير دولة السودان دولة داخل دولة حميتي العظيم ؟ خاتمة : في يوم الجمعة 27 ديسمبر 2019 ، هدد حميتي بان اللبن بدا يفور ؟ فهل يا ترى سمع حمدوك الكلام ، خصوصا وحميتي اوقع عليه اللوم لتردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية ، وبالتالي لابد من تدخل لاصلاح الحال ، كما في غلوطية سيسي مصر، وكما في متلازمة عبود ونميري والبشير ، الذين تدخلوا في زمن غابر لإصلاح الحال ، فجعلوه ( عوجاً ) ؟ اربطوا الاحزمة ... إنا رابطونها ؟
|
|