الحالات التي يجب فيها تعطيل عقوبة الاعدام كتب د.أمل الكردفاني

الحالات التي يجب فيها تعطيل عقوبة الاعدام كتب د.أمل الكردفاني


12-30-2019, 07:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1577732158&rn=0


Post: #1
Title: الحالات التي يجب فيها تعطيل عقوبة الاعدام كتب د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 12-30-2019, 07:55 PM

06:55 PM December, 30 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




الإعدام استئصال لروح انسان حي ..وهو جزاء عادل جدا عندما يكون قصاصا في جريمة قتل عمد لم ينالها أي شك معقول.
لقد وضع القانون ضمانات عدة عند الاتهام بجريمة..ومن أهمها ضمانة الحق في الدفاع والتقاضي على درجتين..(يلاحظ أن النظام الامريكي يعتبر الطعن أمام المحكمة الفدرالية العليا درجة من درجات التقاضي).
ما يهمنا أن هناك حالات أرى أن يتجه بحث الفقهاء والباحثين القانونيين الى مناقشتها وهي التي يجب فيها تعطيل عقوبة الإعدام واستبدالها بعقوبة سالبة للحرية.
وتستند هذه الحالات على اهتزاز ضمانات المحاكمة العادلة نتيجة ظروف عامة. مثل الثورات والجرائم التي ثار حولها اعلام كثيف بحيث يجب أن يؤثر هذا الضخ والضغط الجماهيري على القاضي وهو بصدد الإدانة. كما أن الأنظمة القمعية والدكتاتورية يجب الضغط عليها باستمرار لأنها غالبا ما تفضل إعدام أعدائها السياسيين بأسرع وقت وبدون توفير الضمانات اللازمة.
هذه حالات يجب دوما أن نقوم ببحثها بشكل علمي (إحصائي وتحليلي) لكي نثبت أو ننفي ضرورة تعطيل تطبيق هذه العقوبة المستأصلة للحياة.
في حالة الثورات تكون المشاعر ثائرة ومنفعلة والدماء حارة. وفي حالات القضايا التي تتحول لقضايا رأي عام يتأثر القضاء كذلك بالضغط الإعلامي ؛ وأيضا في ظل الأنظمة الدكتاتورية القمعية.
لاحظت اليوم أن هناك فرحا عاما بالحكم باعدام ثلاثين شخصا...الحكم تم الاحتفاء به من قبل السياسيين ليخلقوا منه نصرا لهم..وهذا شيء مقرف ولكنه طبيعي عندما نتحدث عن السياسيين.
الغوغاء يحبون الانتقام الأعمى ولا ينتظرون الحقيقة القانونية. يكفي أن تشير لهم بأن هذا هو القاتل وسوف يصطفوا ضده.
لقد لاحظ العديد من الفقهاء الأمريكيين هذه المشكلة في لجان المحلفين ؛ فدائما يكون هناك انحياز خفي في الدعوى.
فمثلا إذا كان المقتول أبيضا سيكون الضغط الاعلامي أكبر مما لو كان المقتول أسودا.
ولو كانت امرأة فلجنة المحلفين تميل ضد المتهم الذكر. ولو كان المتهم ثريا والمجني عليه فقيرا فلجنة المحلفين تميل للمجني عليه...وهكذا... فهناك عوامل عاطفية تؤثر على حكم الغوغاء من البشر. قبل يومين استمعت لمناظرة قديمة بين جيجيك وبروفيسور بيترسون حول الماركسية ويبدو أن الغوغاء من المعجبين بالماركسية بلا وعي لم يرضهم حديث بيترسون فأخذوا يثيرون ضجة من الضحك والتصفيق أثار الفيلسوف اليساري جيجيك ودعاهم إلى عدم تحويل المناظرة إلى حرب سخيفة.
لكن ليس دائما ما يكون هناك شخص جريئ كجيجيك لوقف السيولة العاطفية الحمقاء وتأثيرها خاصة على القضاء وهو الأكثر خطورة من مجرد مناظرة لا تقدم ولا تؤخر في الوضع العالمي المستقر حاليا بعد نهاية الحرب الباردة.
في وضعنا الراهن من الضرورة تعطيل عقوبة الإعدام لأن محاكمات في ظل هذا الضخ والضغط الإعلامي يعني اتساع احتمالية قتل أبرياء تحت صراخ الغوغاء وباسم القانون.