و بعثناك عليهم وكيلاً!! بقلم اد / علي بلدو

و بعثناك عليهم وكيلاً!! بقلم اد / علي بلدو


12-22-2019, 04:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1577029351&rn=0


Post: #1
Title: و بعثناك عليهم وكيلاً!! بقلم اد / علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 12-22-2019, 04:42 PM

03:42 PM December, 22 2019

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خواطر طبيب


كثيراً ما قلنا أن هذه الحكومة التي تتدثر برداء الثورة و تتمشدق بدماء الشهداء ’ ما هي الا (الانقاذ تو) و انها تسير بخطى حثيثة على نفس نهج حكومة البشير سيئة السيرة و المسيرة ’ و انها لو دخلت جحر ضب من ( ضببة الانقاذ الحنيذة) لدخلته معهم و همم بها فرحون و مغتبطون و بصورة تدعو للحيرة و الدهشة و الالم العميق ’ في ان واحد.
فقد التفت هذه الحكومة ابتداءً علي اهداف الثورة بداية بالشراكة مع المجرمين و من قتلوا الشعب الاعزل بدم بارد ’ و تواطئوا مع الفلول و الزبانية و انتجوا نظاما ً’ اقل ما يمكن ان يوصف به انه (خلاقة و خليقة) و مسخ مشوه لكل جميل’ و فرية ابتدعها كبيرهم الجديد الذي علمهم السحر الاسود و اعانه علي ذلك قومُ اخرون!
كما ان التنازلات الكثيرة و المثيرة للريبة و الشك التي قدمها سارقي الثورات ’ تجعلنا نتسائل عن الثمن ’ اذ ان لكل شئ ثمن كما قال ( كينز) و ( ادم سميث) ’ و هم بتربيتهم الغربية ادرى منا بذلك.
و لعلهم بذلك قد قبضوا الثمن اياً كان ’ حتى و لو كان تحسيناً لسيرتهم الذاتية قبل ان يعدوا ادراجهم للمطارات و الموانئ التي أتوا منها ’ و هم يعلمون ان الدار ليست بدار قرار ’ و لعلهم قد علموا و احتسبوا من التاريخ و دروس الماضي’ ان تحالفات اللصوص و القتلة لا تدوم طويلاً.
و كما ان رئيس هذا النظام الحالي ادمن السفر و الترحال بدون طائل سوى ارهاق خزينة الدولة الخاوية مبتدعاً نوعاً جديداً من الفساد الخفي من اصطحاب الزوجات و السكرتيرات و المستشارين و المرافقين الخاصين و اصحاب الاعذار و الاقارب و الاصدقاء ’ و بصورة تجرح كل ذي لب و ذي ضمير ’ ان تبقى في هذه البلاد ضمير او اخلاق.
كما لم يتوقف الامر عند ذلك بل تم جر البلاد الي مفاوضات عقيمة لن تفضي الي شئ في ظل الواقع الراهن سوى ضياع الزمن و تخدير العباد و المواطنين البسطاء بمخدر السلام’ في ظل غياب الخطة و الارادة الواضحة و تخبط الحكومة المثير للشفقة و ما يصاحبه من ضعف واضح في الاداء و عدم تلبية مطلوبات المرحلة و معاش المواطن المسحوق و الممحوق على ايدي من ذهبوا و من أتوا!
على ان العجيب و الادهى و الامر ’ هو العدد الكبير من الوزراء عديمي الكفاءة’ فاقدي الكاريزما’ ضعيفي الاداء وواهني الحركة و التعبير ’ و الذين يعيشون في عالم الاحلام الوردي و الخيال البنفسجي و لا يصلحون لشئ سوى افتتاح فعاليات الوهم و حشود السماسرة و بائعي الضمائر و سفريات من شاكلة( لا ادري و لكني اتيت) و رضوا من الغنيمة بالاياب و اللقاءات مع المذيعيين المغمورين و الفضائيات الفاضية و غير المؤثرة .
و لان الامر في الواقع هو ترضيات و مجاملات و محاصصات ومماحكات’ و لكون كيكة السلطة الجديدة المسمومة لا تكفي الجميع’ و حتى لا يضار احد ممن حزموا امتعتهم باكرا من اوطانهم الاخرى لنيل المرام و تحقيق الاوطار ’ فقد فكر كبير القوم في ابتداع اسماء و مسميات شبيهة باسماء و مسميات من كان قبلهم و لا تختلف عنها في شئ’ فهؤلاء وزراء دولة ( لزوم الحركة و النشاط) ’ و هذا سكرتير خاص’ اما هذه فلزوم الضحك و الفرفشة ( و الذي منو) .
و عندما نسأل عن الاخرين ’ تكون الاجابة هذا وزير و هذا وكيل اول و دي وكيل ثاني ’ و دا مدير عام و هذا النائب(بتاعو) و هلم جرا!
و بذا يتضاعف العدد و يقل الاداء ’ و تترهل الحكومة لتكون شبيهة بسابقتها و لا تختلف عنها الا بالاسم و الرسم و الوجوه الحليقة ’ و قريباً جداً سوف تنبت الذقون و تتطاول اللحى’ و تحل العمائم و العصي محل البدل و القمصان و التي شيرتات و الاقلام, و عندها يعلم الناس ان من بعثوه عليهم وكيلاً ليس بذي قوة و لا عزم و لن يحمي الثورة من شئ قبيحاً ’ مترصداً و ثقيلا.