ما بين الإصلاحية والجنائية وذكري ديسمبر بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات

ما بين الإصلاحية والجنائية وذكري ديسمبر بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات


12-19-2019, 05:54 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1576731270&rn=0


Post: #1
Title: ما بين الإصلاحية والجنائية وذكري ديسمبر بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
Author: سيد عبد القادر قنات
Date: 12-19-2019, 05:54 AM

04:54 AM December, 18 2019

سودانيز اون لاين
سيد عبد القادر قنات-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم
وجهة نظر




مقدمة:
اليوم تمر علينا الذكرى الأولى لثورة ديسمبر المجيدة وإعلان الحكم على الرئيس المخلوع بواسطة المحكمة، والشعب بين مؤيد ورافض ومتردد.
نقول:
(كن إنسانآ قبل أن تكون متدينآَ، هل هنالك معني للدين دون إنسانية،؟؟ الإنسانية عرفت الشهامة والمروءة والنبل وكريم الأخلاق وإغاثة الملهوف،
الإنسانية عرفت الصدق والأمانة، ونبذ الكذب والنفاق والخيانة، رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه جاء متمماً لمكارم الأخلاق، وعُرِف بالخلق وكريم الصفات قبل أن يعرف بالنبوءة، كانوا يسمونه الصادق الامين.)

إن الظلم ظلمات، وماربك بظلام للعبيد، فكيف بظلم الإنسان لاخيه الإنسان، الحاكم يأتي ليخدم شعبه وليس ليحكمهم، الحاكم يعطي شعبه كل الوقت وليس الفضل من الوقت، ليس هنالك قدسية للحاكم، وليس هنالك حصانة له، هو فرد في الأمة وليس هو الأمة، تتم مساءلته مثله مثل أي مواطن آخر إذا اخفق في القيام بواجبه تجاه شعبه، يتم نصحه وتوجيهه بل ومحاسبته وعزله إن إقتضي الامر.
عندما تظلم شعبك او تقهره، فهل تعتقد انك ستنجو من الحساب والعقاب ولو بعد حين؟؟ الحاكم المتدين لا يدخلك الجنة ولا يمكن ان يخرجك من النار، نقول إن ولي الأمر عندما يظلم شعبه و يقهره، و الشعب لا يستطيع رد ظلمه عليه ضعفاً وقلة حيلة، فإن هنالك لحظة حاسمة في الحياة ستكون عندها ضربة الشعب هي القاضية، لأنه لن تكون هنالك بعدها محاولة أخرى ، والإنسان المستضعف المقهور الذي جرعه المسئول القهر والذل، ستاتيه القوة الكامنة ،قوة الإرادة وقوة الحق في لحظة الضعف، فإما ان ينجح وينتصر، وإما ان يكون ضعيفا فيقهر ويموت ويندثر، التاريخ يسجل ويقول، دولة الظلم ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة، وكما تدين تدان، وليس الدين اموال تسترجع، ولكنه حقوق طال الزمن ام قصر راجعة إلى اصحابها، ليست طواعية وعن طيب خاطر ورضا، ولكنها سترجع عبر الضربة القاضية للشعب المقهور سنين عددا، ومن من؟
من ولي أمره الذي بطر وتكبر وكال شعبه الذل والمهانة والقهر.
حرية سلام وعدالة ومدنية خيار الشعب، إنها سيمفونية الحق ابدعها الشعب السوداني بلوحة زاهية بدأت في الدمازين وإرتحلت إلى مدينة الحديد والنار عطبرة الصمود، وتواصل المشوار إلى الخرطوم حيث تلاحم كل الشعب السوداني، كنداكات وشباب تقودهم الهمة والوطنية والتجرد وبذل النفس من أجل العزة والكرامة والحرية، ملاحم تعبر عن ما يجيش بالشعب السوداني وهو يرنو إلى الحرية والسلام والعدالة التي إفتقدها تحت حكم الطاغية لثلاث عقود.
اليوم جاء سداد الدين، وما اقساه قهر الرجال وغلبة الدين.
الطاغية في جبروته واموال الشعب في خزنته الخاصة!!!! وللأسف شعبه يفتقد الدواء والكساء والمأكل والمشرب والعمل، الشعب يفتقد حتى حرية الرأي والتعبير، وإن جاهر بذلك فالأشباح والتلاجة مصيره، وهي الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، كوبر كانت أمنيتنا يوما ما بدلا من الأشباح والتلاجة،
وهم في كوبر آخر كندشة وترطيبة وثلاجات وزيارات وربما تلفزيونات، ونحن كنا فيه لا نري الشمس ومحشورين في غرف مغلقة من الخارج وحتى حماماتها بالداخل ونتوسد الأرض ونشرب مباشرة من الحنفية. كانت الضربة القاضية ظهر السبت 14/ديسمبر/2019م، والقاضي يعلن النطق بالحكم على المخلوع ،
يالها من عدالة، البعض يعتقد انه حكم مخفف، ولكن نقول إنها لأول مرة في تاريخ السودان يتم الحكم على رئيس بهذه الصورة، ليس المهم السجن،
ولكن أصبح نزيلا محكوما بدلا من متهما يخضع لقانون السجون، إنها الإصلاحية حيث الإصلاح والتهذيب لشخص خان الأمانة وهو حاكم، إنه حكم يقود إلى التجريد من الرتبة والحرمان من الحقوق لإرتباطه بخيانة الامانة والإخلال بشرف الجندية، ربما كلما فكر المخلوع في لحظة النطق بالحكم وذكري إعدام الشهيد مجدي محجوب محمد احمد يتمنى ان تبتلعه الأرض او يصدر القاضي حكما بإعدامه ليرتاح من هذا العذاب الابدي، ربما يتمنى المخلوع ان يذوب مثل فص الملح في الماء ولا يخرج غدا في بردلوبة السجن أينما ذهب.
قطعا هنالك بلاغات عدة ولن تكون هنالك سارينا تتقدمه او جلابية وعباية وملفحة وهو ذاهب للتحقيق، بل سيذهب بعربة السجن لانه نزيل محكوم لابسا بردلوبة السجن، وقانون السجون سينفذ عليه لأنه لحظتها هو النزيل عمر البشير، المحكمة لم توصي بمعاملة خاصة له، وهل يعقل ذلك لمن خان أمانة التكليف وشرف الجندية وسام شعبه الذل والهوان؟؟ بعضمة لسانه ١٠٠٠٠ الف مواطن من دارفور قتلوا لا لذنب جنوه، جنوب كردفان والنيل الأزرق ومجزرة بورتسودان وشهداء رمضان ومجزرة العيلفون وكجبار وشهداء سبتمبر، كلهم معلقون على رقبة المخلوع، سنة الحياة تؤدي إلى طريق الحق ورد الدين وبردلوبة السجن، إنها:
حرية، سلام وعدالة
وما اعدلك يا الله، (اعدلوا هو أقرب للتقوي) ، (ولكم في الحياة قصاص يا اولي الألباب ) الآية وما زالت الساقية مدورة بلاغات ضد المخلوع ستصل منتهاها
وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون، اما الجنائية ولاهاي وبنسودة فهذه قصة أخرى.


الحصة وطن
معا من أجل الوطن العزيز