سعاد الفاتح: يا اخوانا حرام عليكم نفرش بناتنا وعرضنا بقلم عبد الله علي إبراهيم

سعاد الفاتح: يا اخوانا حرام عليكم نفرش بناتنا وعرضنا بقلم عبد الله علي إبراهيم


12-15-2019, 08:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1576437997&rn=0


Post: #1
Title: سعاد الفاتح: يا اخوانا حرام عليكم نفرش بناتنا وعرضنا بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 12-15-2019, 08:26 PM

07:26 PM December, 15 2019

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر




ظهرت السيدة سعاد الفاتح، العضو المخضرم بالحركة الإسلامية والنائبة بالمجلس الوطني المحلول، في موكب الزحف الأخضر على كرسي متحرك. وهذه شجاعة كبيرة وددت لو تتكبدها. فلا أعرف عدد المرات التي تحسرت فيها سعاد على فساد الأخلاق في دولتها: الإنقاذ. وتظن هذا الفساد كبيرة في نظر مثل سعاد التي جعلت الأخلاق مدار تفكيرها كمربية وناشطة إسلامية. ويتوقع المرء أن تأمن لمن أزال هذا الفساد بيده بعد أن باء قلبها ولسانها في نقده بالفشل. ولذا كان خروجها في موكب الزحف لأخضر حالة خاصة في العتو السياسي يغلق باب النفس اللوامة من أمامها ومن خلفها. وهذا درك في التقوى.
أعيد نشر كلمة سبق لي التعليق فيها على مواجع سعاد من استشراء الفساد في البلاد في عهد الإنقاذ.

تأست السيدة سعاد الفاتح، البرلمانية البارزة عن المؤتمر الوطني، على حال طالبات الأقاليم الجامعيات بولاية الخرطوم. وقالت إن اقتصادهن الشحيح اضطر بعضهن لبيع الشاي ولأشياء تَعْرِف عنها وتمسك الحديث عنها. واقترحت تأهيل جامعات الأقاليم لاستيعاب الطالبات حيث أهلهن. وزادت بشجن ملحوظ: "يا اخوانا حرام عليكم نفرش بناتنا وعرضنا".
ظللت اسمع عن "بنات الأقاليم" في الخرطوم. وبدا لي الحديث عن "فرش عرضهن" ربما كان مبالغاً فيه. وتنبهت لحديث بعضهن عن التجني عليهن بحديث الفرش كاستثناء وكأن الأزمة الاقتصادية أعفت الخرطوم فتعففت بناتها. فالحديث عن أخلاق طلاب الجامعات، سواء من حيث تفشي المخدرات بينهم أو الفاحشة، لا يخلو من مبالغة لأنني وجدت من عرضوا المسألة في الصحف عازتهم البينات.
ولكن لا خلاف حول أن هناك مسألة تضعضع أخلاقي عام في سياق الأزمة الاقتصادية التي تطاولت. ومن المريح أن أناقش هذا الأمر على ضوء هذه الصرخة الصادقة الأسيفة على مصائر قسم من بناتنا من سعاد الفاتح بالذات. فقد كانت وما تزال عضواً مفصحاً في حركة سياسية وتربوية هي الحركة الإسلامية. وكان لها بالنتيجة مفاهيم عن الاقتصاد والأخلاق. وكان نهجها أن الأخلاق نازع روحي وديني يتعالى على الاقتصاد ساء أم حسن. فيكفي أن يحسن دين المرء فتحسن أخلاقه. واشتهرت سعاد بإلحاحها أن تتحجب الطالبات اللائي رعتهن في جامعة أمدرمان الإسلامية. وجعلت الحجاب (مجرداً) من علائم حسن الأخلاق.
من الجهة الأخرى اعتقدت سعاد (ضمن حركتها الإسلامية) أن من ساء دينه ساءت أخلاقه. وهنا استعيد خطابهم الأخلاقي خلال حملة الإسلاميين لحل الحزب الشيوعي في 1965 وطرد نوابه من البرلمان. وكانت نواة ذلك الخطاب أن الشيوعيين بلا دين فهم بلا أخلاق. ووقف يرد الذائعة عمر مصطفي المكي، النائب الشيوعي، في آخر خطاب له بالبرلمان في 8 ديسمبر 1965. وخرجت الميدان بخط عريض منه يقول: "ما هي المصادر الحقيقة للتفسخ الأخلاقي في البلاد". بدأ عمر كلمته بآية من سورة الأحزاب. وقال إنه يكرر "الأحزاب". وهي عن الأشحة على الخير، حداد الألسن، ليني الركب، من أحبط الله عملهم. وكانت الآية الكريمة الثالثة التي استدعاها عمر في كلمته. وقال اتهمتنا الأحزاب في أخلاقنا بينما الحكم على ذلك لشعبنا الذي عرفنا لعشرين عاماً نحتذي مكارمها ونضمنها لوائحنا التنظيمية. ثم التفت ليضع أصبعه على بؤر التفسخ الخلقي الجد. وعرض على النواب مجلات جنس أمريكية متداولة بين الناس. وعندما قرأ بعض ما جاء على لسان عاهرات فيها احتج بعض الأعضاء. فسكت عن ذلك ولكنه قال ليعلموا مصادر التفسخ الأخلاقي الحق.
ولي كلام كثير آخر ففي هذا كفاية.