كما كانوا ..!! بقلم الطاهر ساتي

كما كانوا ..!! بقلم الطاهر ساتي


12-15-2019, 04:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1576423753&rn=0


Post: #1
Title: كما كانوا ..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 12-15-2019, 04:29 PM

03:29 PM December, 15 2019

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




:: بالتزامن مع ما أسموه بالزحف الأخضر، حكمت المحكمة على الرئيس المخلوع بعامين يقضيهما في مؤسسة إصلاح إجتماعي، لتجاوز عُمره السبعين عاماً.. وما لم تكن في أحكام القصاص، فالقانون لا يُعاقب من تجاوز السبعين بالسجن والإعدام ..وما حٌكم به الرئيس المخلوع - إيداع في دار للتربية والإصلاح - سابقة، ولم يحدث في تاريخ السودان .. هناك سابقة أحكام بالتغريب على المُدانين في قضية شركة الأقطان، وهي إحدى قضايا فساد عهد المخلوع.. سوف يتم تغريبهم - في العام 2020- لأنهم كانوا على مشارف السبعين حين نهبوا أموال البلد وحكمت المحكمة..!!

:: والحٌكم بالتغريب يعني تحديد إقامة المُدان بعيداً عن موقع الجريمة، وهذا يختلف عما حُكم به الرئيس المخلوع، وهو تحديد إقامته عامين باحدى دُور الإصلاح الإجتماعي، وبالتأكيد لن تُصلح الدار ما أفسده الدهر والسُلطة، ولكنه القانون الجدير بالإحترام .. ولو حكموا على الرئيس المخلوع بالتغريب كما فعلوا مع المفسدين في الأقطان، أي بالنفي بعيداً عن موقع الجريمة ( الخرطوم)، لما وجدوا - بالسودان والدول المجاورة - مكاناً يُقيم فيه، لأن جرائم ومصائب وكوارث نظامه - كما الطاعون -عمًت كل أرجاء الوطن ودول الجوار .. !!

:: وقال هاشم الجعلي المحامي أن موكله لم يسترحم أحداً ولم يطلب تخفيف الحكم (ولو كان إعداماً)، لأنه ضابط رفيع بالقوات المسلحة.. لقد أحسن عملاً، فالُحكم - سنتين في إصلاحية - في حد ذاته ( مُخفف)، وليس بحاجة إلى تخفيف (أكتر من كدا).. ولكن كثيرة هي القيم والمبادئ التي يتخرج بها الضابط من مصنع الرجال وعرين الأبطال ( الكلية الحربية)، وليس من بينها إرتكاب كل هذه الجرائم في حق الوطن والشعب، وهي الجرائم التي تنتظره في ذات المحكمة..وكذلك لم تكن من مبادئ وقيم الجيش أن يحوًل المخلوع البلاد إلى سجن و الشعب إلى رهائن، خوفاً من الجنائية الدولية ..!!

:: وكان مشهداً قبيحاً تلك الفوضى التي أثارها البعض - في قاعة المحكمة - عندما تحدث القاضي عما كان يحكم به قانون المخلوع في قضايا التعامل غير المشروع في النقد الأجنبي.. تحدث القاضي عن إعدام مجدي محجوب بسبب (حفنة دورلات)، وُجدت في خزانته الخاصة، وهي في الأصل (قروش ورثة).. أعدموهم بلا رحمة وبلا محاكمة عادلة، مجدي محجوب وجرجس بطرس و الطالب أركانجلو أقاداو، لهم الرحمة والمغفرة باذن الله.. وكان طبيعياً أن يرتبك أنصاره ويفقدوا وقارهم - لحد طردهم من القاعة - حين تذكًروا ما كان يفعل مخلوعهم بأبناء الشعب في مثل هذه المواقف..!!

:: والمهم..هي دولة القانون، فليستمتع بها المخلوع ومن زحفوا تحت مسمى الزحف الأخضر .. ولو لم تكن دولة القانون لما نال المخلوع حق المُرافعة أمام الرأي العام، وغيره من الحقوق التي لم ينلها مجدي محجوب ورفاقه.. ولو لم تكن دولة القانون لما زحف أنصاره ونصبوا أبواق التضليل في شوارع الخرطوم نهاراً وتباكوا (مُلكهم الزائل)، ثم عادوا إلى ديارهم سالمين ..هنيئاً لهم بالحرية، بحيث لم يقنصهم قنًاص، ولم تدهسهم عربة تاتشر، ولم تُلهب ظهورهم سياط جلادهم، ولم تمتلئ صدورهم وعيونهم بالبُمبان، ولم يُساقوا إلى الزنازين، أو كما كانوا يفعلون بشُرفاء المواكب وأحرارها وثوارها..!!