حمدوك ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ... بقلم بهاء جميل

حمدوك ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ... بقلم بهاء جميل


12-12-2019, 04:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1576165951&rn=0


Post: #1
Title: حمدوك ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ... بقلم بهاء جميل
Author: بهاء جميل
Date: 12-12-2019, 04:52 PM

03:52 PM December, 12 2019

سودانيز اون لاين
بهاء جميل-
مكتبتى
رابط مختصر




عندما كان حمدوك يستعد ويتهيأ للقدوم للسودان لاستلام منصبه الذي يشغله الان انطلق الكثير من السّودانيين – بذات السطحية التي عرفوا بها في تناول كل أمور الحياة - يعلون من قدر الرجل لأنه شغل عدة مناصب عادية في مؤسسات دولية كلها تتعلق بأفريقيا التي يزهد العاملين في المؤسسات الدولية ( من الخواجات ) بالعمل فيها ، أو في ما يتعلق بأمرها ، ومضوا يرفعون من شأنه حتى أوصلوه الثّريا وجعلوا منه بطلاً اسطورياً قادرا على صنع المعجزات ، وأهموا بعضهم بعضاً بانه سيغير الواقع في طرفة عين ، وأنه سينزل المن والسلوى ، ويفتح أبواب الجنان الموعودة .

وبقيت كعادتي أبتسم ساخراً من هذا التعاطي الابله البعيد عن الواقع ، والمتوقع من الكثيرين ، فالرجل لم يقم ابان عمله باي أمر استثنائي ، خلاق ، يدل على الذكاء ، أو النبوغ ، أو الشذوذ ، والرجل لم يسمع به أحد ، ولم يعرفه انسان الا بعد أن رشحته قحط ، وحتى ان كان ذلك قد حدث فقناعتي الشخصية أن البراعة في أمر لا تعني البراعة في بقية الأمور ، ولكننا مسكونون بعقدة الدولي والمنظمات الدولية .

بالتالي لم يدفعني مدحه، أو ذمه للحكم عليه لأني لا أحكم في العادة الا بعد اليقين التام ، وبقيت منه طوال الفترة السابقة في موقف الحياد برغم السقطات ، والزلات التي حدثت ، فقد اعتبرت انها مقبولة ، لان الرجل حديث عهد بالمنصب ، والفرقاء كثر ومحاولة قيادة سفينة الوطن التي تقاذفها الأمواج ، والرياح العاتية ، والانواء ، للوصول بها الى شاطئ الأمان رغم كل ما بها من ثقوب ومن أشرعة ممزقة ، ودفة مكسورة ، هو مهمة بالغة الصعوبة قد تجعل قائدها يخطئ التقدير في بعض الأحيان .

و سمعت أن حمدوك متجه الى أمريكا ليطلب منها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب فاعتبرت أن الخبر مجرد إشاعة ليس الا ، فقد عجزت حقيقة عن تصديقه ، فالرجل مهما كان جهله بالسياسة لا بد أن يكون قد يعلم مثل هذه الامور البديهية التي يعرفها اقل الناس معرفة ، ولكن ما أن بدأت بعض البوادر التي تؤكد ما سمعت حتى انتبهت حواسي كلها ، فصحة هذا الخبر هي وحدها التي ستحدد مستوى ثقافة الرجل السياسية ، ومدى رؤيته ، وهي التي ستبين بجلاء من أي طينة هو ، بقيت أرقب في صمت حتى ذهب حمدوك الى أمريكا وطلب منها ما طلب فشعرت بالصدمة ، وشعرت بالحنق والقيظ ، وشعرت بالغضب الشديد ،

شعرت بالصدمة برغم ما كنت قد سمعته لأنه كان لدي بعض الامل في ان لا يعري الرجل نفسه هكذا ويفضحها شر فضيحة .

وشعرت بالحنق والغيظ لأني مضيت اتخيل الساسة الامريكان وهم يبتسمون في سخرية ، ويتبادلون النكات في شماتة من موقف الرجل الذي اعتبره الكثير من السودانيين الساحر المنقذ وهو بكل ذلك الجهل الرهيب ، وشعرت بالغضب الشديد لان حمدوك من سذاجته ظن ان تقديم رشوة لأمريكا كرشوة تعويض أسر الضحايا كفيلة بأمر رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، وشعرت بغضب اشد لان الرجل ورط السودان ومنح أمريكا بلا مقابل ورقة ضغط إضافية ستكون قادرة على استخدامها في أي وقت في المستقبل .

فبالله كيف يجهل حمدوك أن أمريكا لن ترفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في ظل حكومته لان حكومته هي حكومة مؤقته ، ذاهبة غير باقية ، كيف يجهل ان أمريكا ( لن تمزق الورقة الرابحة التي لديها والتي أهداها لها ، وساهم في حصولها عليها ( شذاذ افاق السياسة من أبناء الوطن ) وترفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وهي لا تعرف بعد من القادم لحكم السودان ؟ فماذا لو فعلت أمريكا ذلك واختار الشعب السوداني من لا ترضى هي عنهم في الانتخابات القادمة؟

بل ماذا إن فعلت أمريكا ذلك في ظل الواقع المتغير المتقلب الغير مستقر ثم أعقب ذلك وقوع انقلاب عسكري وجاء باي أطراف يمينية أخرى ، أو بأشخاص يناصبونها العداء ؟

بل ما الذي يضمن لأمريكا أن لا يكون حمدوك نفسه متعاوناً مع حكومة الإنقاذ وان كل ما حدث في السودان ما هو الا مسرحية الغرض منها تحقيق ذلك الهدف؟

ان أمريكا اذا اقدمت على تلك الخطوة، وحررت السودان من ذلك القيد الذي تكبله لأكثر من عقدين لن يكون في مقدورها ان تعيده اليه ابدا، لذا هي لن تفعل ذلك الان مهما قدم حمدوك من رشاوى .

ان أصغر موظف في أصغر هيئة، أو منظمة دولية في العالم لا بد أنه يعلم علم اليقين ان أمريكا لن ترفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، الا بعد ان يجلس على كرسي الحكم من تريده هي أن يجلس ، ممن يدينون لها بالطاعة ، والولاء، فكيف لا يعرف حمدوك ذلك وهو من قالوا أنه هو؟

لقد أدهشي جداً أن يكون بذلك الفقر المعرفي – رغم ما اشيع عنه – وأدهشني اكثر أن يعود ليعقد مؤتمراً صحفيا ليقول أن الأمور تسير الى الامام ، وأن الامر يحتاج لمزيد من الإجراءات ، ربما الرجل حتى بعد أن ذهب الى أمريكا وسمع منها لم يفهم جيدا ما سمعه ، وربما يريد أن يبقى بارقة الامل مُتقِده للقطيع حتى يبقى يتبعه ، أيا كان الامر الذي عليه ان يعرفه جيداً هو ان الإدارة الامريكية ستبقى تتلاعب به ، وتمنحه الوعد تلو الوعد ، حتى تنقضي فترته ، وتذهب حكومته ، ولكنها أيضا لن تقف مكتوفة الايدي ، وانها ستقوم بتقديم أنواع مختلفة من الدعم لمن ينفذون الان ما يتوافق مع رغباتها من تعديل للمناهج ، ومن اقصاء للدين ، ومن محاولة لنشر الحريات الكاملة التي تتعارض مع سلامة المجتمع ، وانها ستبذل قصارى جهدها فيما تبقى من وقت حكومته لاستخدام كل الوسائل الممكنة لتعبيد الطريق ورصفه أمام من تريد لهم أن يحكموا السودان سواء عن طريق الانتخابات ، أو عن أي طريق آخر يوصلهم الى ذلك لان الديمقراطية التي تتشدق بها مجرد اكذوبة ، وقتها فقط ستنظر أمريكا في أمر رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ووقتها فقط ستأخذ أمريكا ما تشاء من السودان ، وحتى ذلك الوقت فعلى الشعب السودان أن يستيقظ من أحلام يقظته لان أحلام اليقظة قد تقود صاحبها الى الجنون . وعلى حمدوك ان يبذل جهوده في سبيل اخر عله يحقق بعض النجاح .



بهاء جميل



https://sudaneseonline.com/board/7/msg/%D8%B9%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D8%A3%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%81%D...%84--1430070773.html

https://www.sudaress.com/alrakoba/1050844https://www.sudaress.com/alrakoba/1050844



https://www.sudaress.com/sudaneseonline/28947



https://www.sudaress.com/alrakoba/1018081https://www.sudaress.com/alrakoba/1018081



https://www.sudaress.com/alrakoba/1020135https://www.sudaress.com/alrakoba/1020135



بهاء جميل